عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-28-2018
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (12:26 AM)
آبدآعاتي » 1,059,834
الاعجابات المتلقاة » 14024
الاعجابات المُرسلة » 8208
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الصمت وحفظ اللسان









الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله فهو المهتدي، ومَن يُضلِل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أصدق القائلين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر، فليقل خيرًا أو ليَصمُت))[1]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه، ومَن سار على نهجه وسُنَّته في أقواله وأفعاله.



أما بعد، فأيها الناس:

اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله - عز وجل - خلَق الإنسان ورسَم له سبيل الهدى والرَّشاد، وألزم الإنسان بصلاح العمل والقول السديد، حيث أنعم الله تعالى عليه بنعمة الجوارح، ومِن بينها اللسان، الذي جعله وسيلة لإبداء ما في ضميره، والتعبير عما يدور في مكنونه، وما دام الأمر في سريرته لم يؤاخذْه الله عليه، وحينما يَنطِق به اللسان يقع عليه الثواب والجزاء.



أيها المسلمون:

اللسان ذو حدين؛ يتكلَّم بالخير ويَنطِق بضده، فأَولى بالمتكلم توخِّي المنطق السليم، واجتناب الكلام الذميم؛ إذ اللسان هو المورد للمرء مواردَ العَطَب، والصمت يُكسِبه المحبة والوقار، ومَن حفِظ لسانَه أراح نفسه، والرجوع عن الصمت أحسن من الرجوع عن الكلام، فإنه لا يستطيع أن يُعيد ما تَكلَّم به؛ لأن الكلام مَلَكَه بعد أن كان مالكًا له، فالصمت منام العقل، والنطق يقظته، فما أكثر من نَدِم إذا نطق، وأقل مَن ندم إذا سكت! ولقد جاء في السنة النبوية: ((مِن حُسْنِ إسلام المرء تَرْكُه ما لا يعنيه))[2]، فهذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب التي يُبنى عليها.



وقد قال بعض الأئمة: جماع آداب الخير وأزمَّته تتفرَّع من أربعة أحاديث: قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليَصمُت))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حُسْن إسلام المرء تَرْكه ما لا يعنيه))، وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له في الوصية: ((لا تغضبْ))[3]، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))[4].



فحريٌّ بكل مسلم أن يَمتثِل أمر الله تعالى الذي أنعم عليه بنعمة المنطق، فالحديث يريد من كل مسلم أن يترك ما لا يعنيه من قول وفِعْل، مما ليس في حاجة له، ولا فائدة فيه، ولا سعادة في الدنيا والآخرة، فمعنى قوله عليه الصلاة والسلام: ((ما لا يعنيه))؛ أي: ما لا تتعلَّق به عنايته ومطلوبه من الأقوال والأفعال بحكم الشرع والإسلام، لا بحكم الرأي والهوى.



فيا أيها المسلمون:

يجب على كل إنسان أن يجعل على فيه من نفسه رقيبًا وقُفلاً وثيقًا؛ حتى لا يُكَبَّ في النار، وحتى يضمن له الجنة، وليصبح ممن استثناهم الله تعالى عمن نفى الخير عن نجواهم، قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]، ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم معاذَ بن جبل رضي الله عنه حين سأله عما يُدخِل الجنةَ ويُباعِد عن النار، فذكر له شيئًا من الأعمال الإسلامية، ثم قال: ((ألا أُخبِرك بمِلاك ذلك كله؟))، فقال معاذ: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسانه، ثم قال: ((كُفَّ عليك هذا))، قلت: يا نبي الله، وإنَّا لمؤاخَذون بما نتكلَّم به؟! قال: ((ثَكَلتْك أمُّك يا معاذ، وهل يَكُب الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم))[5]، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن يضمنْ لي ما بين لَحْيَيه وما بين رجليه، أضمنْ له الجنة))[6].



ومن الحكمة قولهم: "أول العبادة الصمت، ثم طلب العلم، ثم العمل به، ثم حِفظُه، ثم نشره"، وما ذلك إلا لأن الصمت أمنة من تحريف اللفظ، وعِصمة من زيغ المنطق، وسلامة من فضول القول، وهيبة لصاحبه.



قال أبو حاتم: "الواجب على العاقل أن يُنصِف أُذنيه من قوله، ويعلم أنما جُعِل له أُذنان وفم واحد؛ ليسمع أكثر مما يقول؛ لأنه إذا قال ربما نَدِم، وإن لم يقل لم يَندَم، وهو على ردِّ ما لم يَقُل أقدرُ منه على ردِّ ما قال"[7].



أيها المسلم:

تَعاهَد لسانك، فلا تُرسِله فيُوقِعك في مواقع الردى، وذاك التعاهُدُ بأنك حين تريد أن تتكلَّم تَذكَّر سَمْعَ الله لك، وإذا سكتَّ فاذكُر نظَرَه إليك؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16-18]، وأكثر ما يُراد بترك ما لا يعني: حِفْظ اللسان من لَغْو الكلام؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: تُوُفِّي رجل من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فقال رجل: أَبشِر بالجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوَلا تدري، فلعله تكلَّم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينقصه))[8]، فالتاجر يوم القيامة هو من حفظ لسانه والناطق بالقول الصواب.



قال تعالى: ﴿ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴾، فالذي أوصيكم به ونفسي التفكر بمغزى الكلام وبما يؤول إليه؛ لأن الإنسان يتكلَّم بالكلمة من رِضوان الله لا يلقي لها بالاً، يرفعه الله بها درجات، والعبد يتكلَّم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً، فتهوي به في جهنم.



وفي الحديث: ((كلام ابن آدم عليه لا له، إلا ذِكْرَ الله - عز وجل - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))، وقال بعض العلماء: العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأله، ولا يقول إلا لمن يقبل.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].



أقول قولي هذا، وأستغفر العظيم الله لي ولكم ولسائر المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه غفور رحيم.


[1] متفق عليه (البخاري 6475، ومسلم 47).

[2] رواه الترمذي وغيره، وهو عند الترمذي برقم (2318).

[3] البخاري (5765).

[4] البخاري (13)، ومسلم (45، 71).

[5] سنن الترمذي (2616)، وابن ماجه (3973).

[6] صحيح البخاري (6474).

[7] روضة العقلاء.

[8] جامع الترمذي (2316).











 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس