"عندما بلغ العشق بقيس ابن الملوّح اقصاه حتي كاد يفقد عقله من شدة تفكيره ووساوسه،وكان إذا ذكرت له ليلى رجع إلى عقله وتعقّله ، فأشار الناس على أبيه أن يأخذه للحج لعلّ ذلك يَكُونُ سبباً في ردّ عقله له، ففعل وأخذه إلى الحج .. وعند الكعبة قال له أبوه : يا بني خُذ بأستار الكعبة واطلب الله أن ينسيك ما بك من حب ليلى ، فذهب المجنون وتمسك بأستار الكعبة وقال : اللهم زدني لليلى حباً إلى حبها وأرني وجهها في خير وعافيه ثم انشأ يقول" :
ذكرتُكِ والحجيجُ لهم ضجيجٌ
بِمكة والقلوبُ لها وجيبُ
*
فقلتُ ونحنُ في بلدٍ حَرامٍ
بِه ولله أُخلِصَتِ القلوبُ
*
أتوبُ إِلَيكَ يا رحمنُ مِمّا
علمتُ فَقَد تظاهرتِ الذنوبُ
*
فأمّا مِن هوى ليلى وتركي
زيارتها فإِنّـي لا أتـوبُ
*
وكيفَ وعِندها قَلبي رهينٌ
أتوبُ إِليكَ مِنها أَو أُنيبُ
|