08-10-2018
|
#5
|
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif
كان لا يتقدم عليه أحد كلما هجم ذئب أو ضبع، فكان هو وحده يُخلِّص البلد من شر َّ خطئ ولا مرة؟ فأنا أنا الصيَّاد حنَّا غنطوس. ً الوحوش، ويصيب دائما لا يُ َّ فأجاب الحط ٍّ اب مترددا: ربَّ َّ ما يكون ذلك، أما أنا بلا مؤاخذة من جنابك يا سيدي فلا ٌّ أعرفك، وكيف أعرفك وأنت خواجة غني ٌّ كبري وأنا فلاح مسكني ما طلعت في عمري خارج الضيعة؟ ُ
قال هذا وألقى ظهره َّ ليستند إلى الحزمة، فكأنه أضر َّ به الحر والتعب، أو ظن َّ أن الغريب يسخر به فلم يبال بشأنه ولم يعبأ بأقواله، وليست كذلك حالة أمثاله إذا رأوا في بلدهم غريبًا ولا سيما أوربيٍّا، فإنهم يرحبون به ويكرمون مثواه. ُ
فساء املسافر إعراض َّ الحط ً اب فلم يزد إيضاح َّ ا، بل عاد فلف املاربيش على النارجيلة، َّ وهم ً بالانصراف قائلا بكل هدوء: لا تخلو الضيعة من أصدقاء لم ينسوني، فأنت يا بطرس منصور لا تُلام؛ لأنك كنت صغريً َّ ا في تلك الأيام، ولا شك َّ أن َّ الطحان نمر بشارة يعرفني َّلأو ٍ ل وهلة، فكيف شغله؟
– خربت مطحنته ونبت موضعها الدلب والحور. َّ
– والطحان نمر ماذا جرى له؟ ً
– أظن أنه انتقل مع عائلته إلى بريوت، والله أعلم بحاله، ولربما مات أيضا، والآن َ م عن زمن ج َّ دي، لكنك لا تحصل على جواب إلا من حفَّ ار القبور افهم يا خواجة أنك تتكلَّ الساكن في كوخ عند املقبرة فهو يعرف كل شيء، ويعد لك على أصابعه كل الحوادث التي جرت من مئة سنة. َّ
– لا يخفى عليَّ ذلك ولا يبعد أن يوسف روحانا جاوز التسعني.
– يوسف روحانا؟ ... ما هذا اسم الحفَّ ار، اسمه فارس عبود. َّ
فتنفس الغريب الصعداء وهتف: أشكرك اللهم؛ لأنك أبقيت على أحد أترابي. فتنفَّ
– كأن فارس صاحبك يا خواجة؟ َّ
– صاحبي! لا، فإننا كنَّ َّ الطامية من الأمطار فكاد يغرق، ولكن ذلك قديم العهد ولا ريب أن ً فارسا يُسر بلقائي ٌ وأنا ذاهب إليه في الحال. ٍ
وعندئذ أخذ قطعةً َّ من الفض ً ة وأعطاها للدكاني، واعد َّ ا بأن يتردَد ِّ إليه ليدخن عنده بالنارجيلة، فأجاب هذا: املحل محلكم يا سيدي، والكل تحت أمركم، وأشار إلى أحد ولديه ُ أن احمل خرج الخواجة ورح في خدمته.
|
|
|
|
|