لم
يكن الفراغ هذا المساء عظيماً ..
لم
تكن الوحشة هذا المساء كبيرة ..
بقدر
ما كان الشوق أضعافا أضعافا ..
بقدر
ما كان الدمع رقراقا ومـدرارا ..
.
.
كل شيء بداخلي يشير إلي أن النافذة
المفتوحة أمامي لم يعد هواءها كافياَ لأتنفس بعمق ..
كل شيء بداخلي مذ عرفت ذاك المدعو بـ " حب " و" شوق "
يشير إلي أن هناك أعتلالاً بالنبض وتصلباً بالقلب ....
فمنذ ساعات الصباح الأولي تتسلل تلك
الملامح إلي روحي لتغزو كل كياني ووجداني ..
يتسلل ذاك الطيف ليكشف خدر أبجديتي ..
وليزيح الستارعن أشواقي وحنيني ..
لتستقبلني السماء حينها بروح تئن من فرط
ألم الحنين ..
وحرارة الدمع ..
ولوعة الشوق ..
هذا المساء وهنا
يجب أن أتعلم الصمود بوجه الشوق
يجب أن أمارس لعبة الأستغماء معك ..
يجب أن أرتل تعويذة نسيانك ولو لثانية ..
يجب أن أدقق في ملامحي قبل أن تٌغيبها اللهفة ..
يجب أن أبحث عن مخابيء للشوق تقيني
جمر الوله ..
صقيع الحنين ..
برودة الوجع ..
هذا المساء وهنا
يأتي الشوق متضامنا مع الأحتراق ..
يأتي الدمع متأبطاً مع يد الذكريات ..
هنا
يولد جنين الحب المشوه من ليل الغياب والبعد ..
تُجلد الروح بأسواط الأنتظار الذي لا يرحم ..
هنا
تكون الروح في معزل عن كل المحيطين بها إلا طيفك ..
تلفظ الأنفاس رمقها الأخير قبل أن تغفو إغفاءة الموتة الصغرى ..
هنا
لربما شيء تدركه وآخر يغيب عن إدراكك ..
هنا
بحر عميق تغرق فيه الأرواح قبل الأبدان ..
حروف تتساقط مشبعّة بـ
نزف القلب قبل القلم ..
وخز الألم قبل الأمل ..
لوعة الحرمان قبل الهذيان ..
هنا شيء فيني يجعلني
أحبك ..
أشتاقك ..
أبحث عنك ..
هنا شيء يجعلني
أبكيني ..
أبكي غيابك ..
أبكي وجعي ..
أبكي شوقي ..
هنا شيء يجعلني
أودع الحياة بكل ما فيها إلا أنت ..
أنتظرك سنينا وسنينا وإن لم تأتي بك أيامي ..
هنا شيء يجعلني أضع في جيبي بثلاثة أشياء :
دعاء ..
أمل ..
صبر ..
لتقيني وتُدثرني من
وحشة غيابك ..
قسوة بعـــدك ..
جـفـاء حظـي ..
وهنا بعد كل ما كان وكان
يحق لي أن أنزوي في ركن قصي
لأسكب دمعة ..
واحتضن طيفا ..
لأغني موايل الشوق
لأغفو ولأهمس بيني وبيني
" كم أشتاقك " وليتك تعلم ..
.
.
الــمُــنـــى