إذا سألت فاسأل الله الكريم ..
( الله حَيِيٌّ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردَّهما صفراً خائبتين ) صححه الألباني في سنن الترمذي
لماذا لا نُعود أنفسنا أنه إذا ألمَّت بنا نازلة أن نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ونترك العباد الفقراء؟!
هذا الأمر لا يفعله إلا القليل منا، كان بعض السلف يدعو الله تبارك وتعالى في كل شيء حتى إذا انقطع شِسْع نعله، فالجئوا إلى الله الكريم، وفوضوا أموركم إلى الله الحليم الغني.
هو الكريم الذي لا نهاية لكرمه، وهو القادر الذي لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض؛ سبحانه وتعالى عما يشركون، وهو الحي الذي لا يموت، ولذا يقول الله تعالى: ( وتوكل على الحي الذي لا يموت ) [الفرقان:58]؛ لأن كل المخلوقات تموت، وهو الحي الذي لا يموت ( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) [الرحمن:26-27] ..
يسمع دعاءك، ويسمع صيحاتك، ويستجيب لأنَّاتك؛ إنه الله تبارك وتعالى الكريم. إذا اعتقدت ذلك وتيقنت أَورثك طمعاً فيما عنده تبارك وتعالى، وطمعاً في كرمه تبارك وتعالى، ينقطع رجاؤك من كل أحد إلا من الله تبارك وتعالى.
كما أن اسم الله الكريم يورث عند العبد كثرة دعاء الله سبحانه وتعالى في طلب حاجاته، حتى ولو منعت الإجابة فاعلم أنك على خير، وما منعك الله الإجابة إلا لخير يعلمه الله تبارك وتعالى لك؛ فقد يمنعك لحفظ دينك، وحفظ دنياك، وحفظ ولدك، لما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ما من داع يدعو الله تبارك وتعالى إلا أعطاه إحدى ثلاثة: إما أن يستجيب له، وإما أن يدفع عنه من البلاء مثل ذلك، وإما أن يدخرها له يوم القيامة، ففرح الصحابة بهذا فقالوا: إذاً يا رسول الله نكثر، قال: الله أكثر!»، إذا أكثرتم فسوف يكثر الله الكريم تبارك وتعالى.
📝 : محمد راتب النابلسي
|