📚 صلاة الكسوف 📚
#صلاة_الكسوف

🖋 د. يوسف حسين الرخمي.

📌 يتوقع الفلكيون أن يحصل -بإذن الله تعالى- كسوف كلي للقمر مساء يوم الجمعة 14/ ذي القعدة/ 1439هـ (ليلة السبت)، وذلك من بعد الساعة التاسعة والنصف مساء، ولهذا أحببت تذكير إخواني بأهم المسائل المتعلقة بصلاة الكسوف:

🌖 الكسوف والخسوف بمعنى واحد، يقال كلاهما لذهاب ضوء الشمس أو القمر، وقيل: الكسوف ما كان للشمس، والخسوف ما كان للقمر، والأمر فيها واسع.

🌖 صلاة الكسوف سنة مؤكدة عند أكثر الفقهاء، والأصل فيها ما رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله، وصلوا حتى ينجلي).

🌖 يتداول كثير من الناس أن حصول الكسوف من علامات قرب قيام الساعة، أو أنه يحصل بسبب كثرة الذنوب والخطايا، أو بسبب غضب الله على العباد، وهذا غير صحيح، ولا دليل عليه، والكسوف يجري وفق سير معين وحسابات دقيقة معينة لأجرام السماء، ويمكن حسابها بالدقائق والثواني، والصواب أن العبرة في الكسوف هي التذكير بالأهوال التي سيعاينها العباد يوم القيامة، وما سيحصل في الكون من تغيير وتبديل واضطراب لنظامه، وكذا بيان قدرة الله تعالى وتدبيره، وأنه قادر على أن يعاقب العباد بحرمانهم من إحدى النعم التي أنعم بها عليهم كأن يسلبهم نور الشمس أو القمر.

🌖 يبدأ وقت صلاة الكسوف من ظهور الكسوف وينتهي بزواله، ولا فرق بين أن يكون الكسوف جزئيا أو كليا، ولو بدأ الكسوف في الانجلاء جاز أن تبدأ في الصلاة؛ فإن سبب الصلاة وهو الكسوف لا يزال باقيا، فإذا انجلى الكسوف تماما لم تشرع الصلاة عندئذ، كما لا يشرع قضاؤها؛ لفوات سببها.

🌖 تشرع صلاة الكسوف عند رؤية كسوف الشمس أو القمر بالعين المجردة، فإذا لم يظهر الكسوف بسبب غيم أو غيره فلا يستحب إقامة الصلاة جماعة في المسجد وإن قال أهل الفلك إن الكسوف قائم، ولكن من أراد أن يصليها منفردا على تقدير الفلكيين فلا مانع من ذلك في الوقت الذي قدروه، خاصة وقد تقدم علم الفلك جدا حتى صارت حساباته دقيقة إلى حد كبير.

🌖 تجوز صلاة الكسوف في كل الأوقات التي يحصل فيها حتى لو كان وقت كراهة على الراجح من أقوال أهل العلم؛ فهي من الصلوات التي لها سبب، ويجوز فعلها في كل الأوقات متى حصل سببها.

🌖 تصلى صلاة الكسوف جماعة في المسجد كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صلاها المسلم في غير المسجد فهذا جائز وإن كان ذلك خلاف السنة، ومن صلاها فرادى فهذا جائز أيضا وإن كان خلاف السنة.

🌖 ليس لصلاة الكسوف أذان ولا إقامة بل يُدعى لها: "الصلاة جامعة"، ويكرر ذلك حتى يغلب على الظن أن الناس قد سمعوه.

🌖 كيفية صلاة الكسوف: هي ركعتان، في كل ركعة ركوعان، وتفصيل ذلك أن يكبر تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يجهر بقراءة الفاتحة، ثم يقرأ سورة بعد الفاتحة ويطيل القراءة، ثم يركع ركوعا طويلا، ثم يقوم من الركوع قائلا: سمع الله لمن حمده، ثم يقرأ الفاتحة وسورة أخف من القراءة الأولى، ثم يركع ركوعا أخف من الأول، ثم يتم صلاته، فهذه هي الركعة الأولى، ثم يفعل مثل ذلك في الركعة الثانية، ويجعل الركعة الثانية أخف من الأولى في مقدار القراءة ومقدار الركوع والسجود، ثم يتشهد ويسلم.

🌖 ما سبق بيانه هو السنة والأكمل أن يجعل في كل ركعة ركوعان، فإن صلاها كالصلاة العادية بركوع واحد فهو جائز أيضا ولكنه خلاف السنة.

🌖 السنة في صلاة كسوف القمر هي الجهر بالقراءة إجماعا؛ كونها صلاة ليلية، وكذلك يسن الجهر بالقراءة في كسوف الشمس على الراجح من أقوال أهل العلم، فلو أسر بالقراءة فهو جائز أيضا ولكنه خلاف الأفضل.

🌖 السنة أن يطيل الصلاة حتى ينجلي الكسوف، فإن أتموا قبل الانجلاء شغلوا أنفسهم فيما تبقى من الوقت بالذكر ونحوه، وإن انجلى الكسوف ولا يزالون في صلاتهم وجب أن يتموا الصلاة ويخففوا فيما بقي.

🌖 من جاء متأخرا وأدرك الإمام راكعا في الركوع الأول فقد أدرك الركعة بلا إشكال، وأما إن لم يدرك الركوع الأول وإنما أدرك الركوع الثاني فقط فقد اختلف الفقهاء في شأنه هل أدرك الركعة أو لا؟ والمسألة محتملة، وليس فيها نص، والأحوط أنه لم يدرك الركعة، فيقوم لقضائها بعد سلام الإمام.

🌖 من فاتته ركعة كاملة مع الإمام قضاها بعد سلام الإمام بنفس الصفة في كل ركعة ركوعان.

🌖ذهب الشافعي -رحمه الله- وغيره إلى أنه يستحب أن يخطب الإمام بعد الصلاة؛ لحديث عائشة الذي سبق، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الصلاة قام وخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ... الخ)، وقال أكثر الفقهاء إنه لا يستحب ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خطب تلك الخطبة ردا على من قال إن الكسوف كان لأجل موت ابنه إبراهيم، والراجح استحباب الخطبة بعد الصلاة؛ فإن وقوع الخطبة ثابت عند الجميع، ودعوى كونها عارضة لسبب ولولاه لم تحصل