رن هاتفها النقال... تثاقلت خطواتها المتعبة... ودت لو أنه يسكت..لكنه أبى, بدا كأنه اتصال مهم...هذا أخي يود كعادته الاطمئنان علينا... هكذا فكرت وهي تسرع الخطى نحو المحمول منزعجة... حملته بين يديها.لمحت رقما غير مدون.. ظهرت عليها علامات الاستغراب واضحة... ترددت قليلا لكن رنات الهاتف المتصلة جعلتها ترد مجبرة... _ألو..؟ تبادر صوت خشن إلى مسمعها..ألو... _السلام عليكم..!!من معي؟ _وعليكم السلام..كيف حالك نجمة..؟؟ _عذرا منك!!من أنت؟؟؟؟؟ _حذفتي رقمي أليس كذلك...؟ لكني لازلت أحتفظ برقمك!!!!!! كيف الوالدة؟ _بخير..!!!!!! اعذرني لكني لم أتعرف إليك... _وأنا لم أنساك!!!!!!! صمتت قليلا تسترجع شريط ذكريات له.. الصوت ليس بغريب,لكنها لا تتذكر صاحبه!!! بادرها بصوت مبتسم _كعادتك نجمة تنسين بسرعة.. _أرجوك! أخبرني من أنت وإلا اضطررت لقطع الاتصال... _ضحك ساخرا..كعادتك... تفقدين صبرك بسرعة... تذكرت فجأة ذلك الصوت الساخر..إنه محمد... ذلك المحمد.. _مابك صامتة؟؟؟؟؟؟ألم تتعرفي علي بعد؟ _بلى....كيف حالك ؟ _بخير...ثم استطرد..هل نجحت في الانتقال إلى مدينتك؟ _لا..... _هل تزوجت؟؟؟ _استغربت وهي تقول...لم تسأل؟؟أظن أن الأمر لا يعنيك؟ _بلى يعنيني..!! بدا أن الحديث صار مزعجا فحاولت التهرب قائلة _اعذرني ..لدي بعض المشاغل..لا أستطيع الحديث مطولا...!!! _حسنا ..هل أستطبع الاتصال بك مجددا؟؟؟؟؟؟؟؟ _لا أعتقد..... _أرجوك ...بيننا حديث لم ينته!!!!! _بل بيننا نهاية لم تحدث...أرجوك محمد... أنت تعرف جيدا إلام سيؤول الحديث... قاطعها متوسلا...أرجوك...أرجوك عزيزتي...أرجوك حب....... قطعت اتصاله بعصبية...أقفلت هاتفها النقال... ثم توجهت نحو المطبخ لإنهاء واجبات منزلية... بدأت تبدو فرصة للانشغال عن أمر كرهت التفكير فيه... عن ألم يعتصر قلبها في صمت.... مما تصفحت لكاتبته القديرة..نعيمة