ما أكثر الظروف التي تعترض مسارات النجاح ! وبالمقابل لا تُعدم الطرق والوسائل للقفز من جديد إلى القمة،
وتحويل الانتكاسات والخسائر إلى مراحل نجاح وازدهار ..
كل عمل يمر بفترات صعود وهبوط شبيهة بترمومتر قياس ،
ويُلقي الأمر بكل ضغوطه – في حال شهد العمل هبوطاً حاداً – على أرباب العمل ،
فيزداد قلقهم ،
وتنتابهم المخاوف خشية الفشل،
كما تتحمل فرق العمل جزءاً من القلق والهم ،
خوفاً على مصادر دخلهم ..
لذا فإن مجلة الأسرة والتنمية تحاول الإسهام في إزاحة هذه الضغوط للخروج بفريق العمل من مرحلة التراجع والانحدار إلى مرحلة الصعود والانطلاق من جديد عبر أربع خطوات ناجعة من شأنها تصويب المسار نحو الأهداف بثقة وبدرجات عالية من المهاراة الإدارية .
الوثوب من المنحدر
الخسارة لا تعني الفشل ،
بل هي ناقوس لمراجعة الخطط ،
ومرحلة مهمة لإعادة تحديد استراتيجية العمل والأهداف ،
وبقدر أضرارها في مجال التجارة والعمل،
فإنها لا تخلو من فوائد ..
وتؤكد خبيرة الاستراتيجية والأعمال التجارية "
جوليان بيركينشو"
أن من طبيعة البشر في حالة النكسة والركود أن يقولوا لأنفسهم "
نجمع شتاتنا ،
ثم ننتظر انتهاء الأزمة "
غير أنه
(يمكنك أن تدفع أنت بعملك في اتجاه جديد ،
فيما تتركهم منشغلين بالتراجع في مواجهة الأزمة) ..
ابدأ بدراسة مُسبّبات تراجعك ،
لئلا تتكرر تجربة الفشل ،
ثم ارسم خطتك لتجاوز عنق الزجاجة التي تنحشر فيها ..
بعدها ابدأ مرحلة انطلاقتك الجديدة بوقُوفك على الطرق المفتوحة أمامك والتي تتيح لك ابتكار مسار جديد في إنجاز أهدافك ،
واقرن ذلك بتوجيه موظفيك لأفكارك الجديدة ليتأقلموا معها ،
وإيلاء جوانب العمل المختلفة ..
وليكن نصب عينيك إدراكك أن الانتكاسة إنذار مهم لاختيار خطة بديلة ،
وأساس جديد لتجاوز المنافسين ،
لا الوقوف معهم ضمن ركب المنتظرين تغيُّر الظروف نحو الأحسن .
تدعيم العلاقة مع فريق العمل
أشارت أحدث الدراسات إلى أن العاملين السعداء هم من يعملون بنشاط أكبر ،
بل ويسعون لتحقيق المزيد من الأهداف ،
ولذلك فابتكار مكان عمل تُخيِّم فيه أجواء الاستقرار والسعادة ليس أمراً صعباً ،
وكل ما عليك كصاحب عمل هو معرفتك الأكيدة أن سعادة فريق العمل ترتبط بالاعتراف بكفاءتهم ونجاحاتهم أولاً،
وشعورهم بروح الانتماء إلى جماعة العمل الكبرى ذات الهدف المشترك ،
ولتكون مديراً ناجحاً ابدأ بتأسيس علاقة قوية مع موظفيك ،
وحذارِ أن تقيس سعادتهم بالأجور والمرتبات وحدها،
قد تكون مقاساً لسعادة زائفة مفروغة من الاهتمام الذاتي بهم وبكفاءاتهم ،
وبالتالي لن تفيد في تحقيق الأهداف،
أو شحذ الهمم نحو الإنجاز ..
وفي ذلك يقول تيموثي لاو – أستاذ علم النفس بجامعة أوتاوا الكندية-
(ما يُحفِّزنا ليس ما يعتقده المديرون ،
فالسعادة في مجموعات العمل تنبع من الإحساس بالهدف المشترك ،
لا من المكافأة المالية فحسب).
المحافظة على الموظفين المبدعين
طالما كان لك فريق عمل ،
فمن المؤكد أن بينهم موظفين مميزين ،
ذوي مهارات خاصة ،
وهؤلاء يكونون هدفاً دائماً لمنافسين متطلعين لاختطافهم منك ،
خصوصاً أن فن الإبقاء على الموظفين المبدعين لم يعد متاحاً في ظل المنافسة الضارية للحصول على خدماتهم من قبل الآخرين ،
إذ أن هذا الشيء أصبح متعلقاً بجوانب أساسية كـ "التعامل معهم باحترام وكرامة ،
وتيقُّنهم من تقدير مكان العمل لهم ولجهودهم" ..
باختصار فإن الحفاظ عليهم يتطلب منك جعلهم يدركون أهمية أيِّ عملٍ يقومون به ،
مع منحهم حرية في الطريقة التي يرونها لإتمام هذه الأعمال ..
تذكر أن هؤلاء يتوقون للإحساس بأنهم جزء مهم من قوام العمل ،
وأن جهودهم تعني استمرار تحقيق الأهداف والنجاحات لمكان العمل الذي يحتويهم .
تنوُّع مهارات الفريق
يرى سوجين جانغ – أستاذ مساعد في مجال السلوك الوظيفي في كلية أنسيد بفرنسا – أن النجاح يتحقق عن طريق إنشاء فريق متكامل من الأفراد ذوي المميزات المختلفة ،
ورعاية نقاط القوة لدى كل واحد منهم ..
ربما ترى أنت كمدير عمل أن موظفيك متوسطو القدرات ،
لكن هذا لا يعني أن الخروج من الانتكاسة الحالية يحتاج إلى ساحر بمواصفات نجم عمل ماهر ،
من أولئك الموظفين أصحاب الأجور الباهظة ،
وكل ما ينبغي القيام به هو تحديد رؤية واضحة لما تريد تحقيقه من فريق عملك ،
بحيث تُراعي الجماعية في تحقيق الأهداف ،
وعدم اقتصار رؤيتك على الأهداف الفردية ،
ولإنجاح المسعى تعرَّف على تخصصات أفراد الفريق ،
وتأكد من أنهم يقومون بأعمال يستمتعون بأدائها
مع توفيرك بيئة عمل منظمة ذات أهداف محددة،
لا تتغير
مما استوقفني