تحية إلى أصدقاء الشمس
مهداة إلى الصين الشعبية، وشعبها العظيم
....
يا أصدقاء الشمس ، يا صانعي براعم التاريخ .. منذ أثَّغَرْ !
عُذراً ، إذا غنيتُ في موطنٍ كلّ ارتعاشٍ فيه لحن عطرْ
تفتّح الفكرُ على دربكم فالأرض غرقى بشهيِّ الثمرْ
والفن ، هل يَقرعُ محرابه شعري ، وحولي مُعجزات السور ؟
فرائدُ الإبداع .. ما يشتهي القلبُ ، وتستحلي الرؤى والفكَرْ
حلَّيتمُ الدهر .. فكم روعةٍ على خطى الدهر ، وكم من أثر !
يا صين ، يا أعرقَ أنشودةٍ باح بها ثغرٌ ، وغنى وتَرْ !
تحيةً ظمأى .. ولن نرتوي وفي الثرى عن أي قيدٍ خبَر
قد كنتِ أحلامي ، وفجر الصبا يَغْذُو خيالي بأحبّ الصور
بالروح أبناؤكِ ، هل صُغتهم جميعهم من نَفحات الزّهرْ
يكاد يندى اللفظ في ثغرهم أهوى على الثغر نسيمَ السحَرْ
الناعماتُ الدّل .. جاراتنا تقدس الدل ، وعاش الخفر !
وأصدقاءُ الشمس جيراننا والمبدعو عالمنا المنتظرْ
...
يا مَطلِع النور ، هوى شاعرٍ يحلو الهوى في أرضه والسمرْ
سأغمس الأوتارَ في عبقرٍ قد يبلغُ الظمآنُ بعض الوطرْ
جئناكِ نستلهم حُمر الخطى والدربُ مزروعٌ بدامي العِبَرْ
تباركَ النّبْعُ ، ولو شابَهُ في غفلة التاريخ بعضُ الكدرْ
فجّرْتِهِ الآن ، ولن ينثني أو ترتوي أنت ، وتُروي البشر
الثورة الكبرى ، وفي أضلعي يا أختُ منها عربيّ الشررْ
يُضيئها عبر الدجى شاعر* من لي بخيطٍ من ضياء القمر !
ألثورة العطشى ، خذي مهجتي واسقي بها البركان أنّى هدَرْ
لن تحملي وحدكِ أعباءها تأبى المروءاتُ وتأبى الذِكَرْ
تعرفكِ الصحراءُ يا أختها والشعر ، والحب ، وأشيا أخر
كنا ، وما زلنا ، جناحَيْ ضحىً حُجُولنا ملءَ الدنى والغرَرْ
على الرمال السمرِ إعصارُنا يزلزل الطغيانَ أنّى زَأرْ
لنا غدٌ ، نَصنعُهُ مثلما تهوى السواقي ، والندى ، والزهر
غدٌ كدفق الفجرِ لا يلتقي فيه سوى الأحرار رَغْم القدر
في كل أرض هيأتْ أمةٌ له ، كما هيأتِ ، عُرْس الظَفرْ
|