عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2017   #1
 
الصورة الرمزية طهر الغيم
 

افتراضي صَلاةُ الظُّـهْرِ علَى الأبْوَاب

صَلاَةُ الظُّـهْرِ عَلَى الْأَبْوَاب

« اَلْـيَوْمَ »: اِعْتَرَضَتْ سَبِيلَهُ في مُنْعَطَف الدَّرْب، تَظَاهَرَ بِالخَجَل منْ عُيُون الجِيران،
وقبْلَ أن يُعَرِّج، اِلْتَمَسَ منْها تَأْجِيل تَتِمَّةِ حِوارِ أمْسِ.
« اَلْبَارِحَة »: اعْتَرَضَ سبِيلَها في مُنْعَطَف الدَّرب، تَرَجَّاها لِسَمَاع جُمْلَةٍ واحِدَةٍ هذِهِ المَرَّة:
- تَعِبْتُ من مُعاكَسَةِ النِّسَاء، أُرِيدُكِ في الحَلالِ زَوْجَةً أُمّاً لِعيَالِي، بعْدَما اسْتَقَرَّ حُبّكِ في كِيَانِي.
اسْتَدْركَتْ صَمْتَهُ باعْتِزازِها لوْلاَ مانِعٌ يحُولُ بيْنَهُما،
خَفَتَ صَوْتُهُ كأنَّهُ يَسِيحُ في بِئْرٍ عَمِيقَة حينَ نَعَتْ لهُ إِصَابَتَها بالسُّلِّ في مَرَاحِلِهِ الأَخِيرَة،
تنَمَّلَتْ أطرافُهُ وَ ثَقُلَ لِسانُه، بيْنَما عَلَتْ خَدَّيْها ابتِسَامَةٌ فاضَتْ بالتَّسَاؤُل عمَّا إذا كانَ دائِماً يَرْغَبُ فيها،
رَمَقَتْهُ يسْتَرِقُ النَّظَرَ في ظلِّها المُتَوارِي خَلْفَ عمُودِ النُّور، قالَ بصوْتٍ تَـفْضَحُهُ نَبْرَةُ مَمْلوحَةٌ بِصَدْمَةِ الحَدَث :
- تَقولِينَ هذَا لِإِبْعـادِي عَنْكِ.
قالَتْ وَاثِقَةً تعْلُو مُحَيَّاهَا مُسْحَةٌ من العَجَبِ:
- لَمْ تسْألْنِي منْذُ مَتَى أوْ مَا هيَ وضْعْيتِي الآن مَعَ المَرَضِ؟
انْشَغَلَ عنْهَا بِرُؤْيَة السَّاعَة وهُو يُتَمْتِم:
-نَهَارُ « الجُمُعَة » قَصِير، و صَلاةُ الظُّهْرِ على الأبْوَاب.

*************
مِنْ مجْمُوعَة « حِكايَاتٌ مُسْتدْرَكَةٌ بِهَوَامِش الحُلُم »
محمد المهدي السقال.



الموضوع الأصلي : صَلاةُ الظُّـهْرِ علَى الأبْوَاب || الكاتب : طهر الغيم || المصدر : منتديات قصايد ليل

 

التوقيع:
  رد مع اقتباس