مع المحقق
من أنت؟ .. دحرجه "المحقق"، عَبْرَ همهمةٍ ، سؤالا !
وعلى "مكدّسة" من الأو- راق بين يديه .. مالا
وحسبته .. لم يُلقِ لي "ولصرتي" البيضاء بالا
ووقفتُ .. ناحيةَ الجدار .. ألوح من تعبي خيالا !
من أنت ؟ .. ما العمل الكريم ؟ وغاص في الورق انشغالا
وبلفظتين أجبتُ .. لم يترك لثالثة .. مجالا !
أنا شاعر ، ومدرّسٌ يُرضي البلاغةَ حيث صالا
وقريع كأس في المسا وقصيدةٍ .. وكفى جلالا !
أما الوِهاد .. فانها أدنى - لمن يهوى - منالا
وأشاح عني لم يتح لي أن أسوق له مثالا
ولمحتُ .. خلف عبوسه شيئاً يهمُّ بأن يُقالا !
وإذا المراد : عقيدتي ! يا للضحى .. نسَخَ الظلالا !!
خذها إذاً .. أرجوعةً سحراً ، على وتري ، حلالا !
أنا للعروبة .. مذ رأيت النور .. كنتُ ولن أزالا
أنا للحياة .. لأمتي رَشَداً تراني .. أم ضلالا !
أفَيُجرم الوردُ النضير .. إذا اكتسى الوردُ الجمالا ؟!
أيُدان بالألَق الصباحُ إذا تموّج .. أو تَلالا ؟!
أنا وحدةٌ .. يا سيدي عربية .. تأبى انفصالا !
في الشوك عشناها وفوق الصخر ، أعواماً طوالا
وعلى الحصير .. حصير آبائي .. تلقنتُ النضالا
بغداد .. في صدري كتونس خفقةٌ حرّى .. تَوالى !
كالشام .. يقطر في "الجنوب*" دمي .. وقد خضَبَ "الشمالا*"
أنا شهقة المتضورين طوىً .. وأناتُ الثّكالى
ودموع قومي الضائعين .. على الدروب غدوا عيالا !
ما كنتُ إلا زفرةً تُستَلّ من وطني استلالا
ما كنتُ إلا صيحةً للثأر .. تشتعل اشتعالا !
أعرفتَ من أنا ؟ .. واقفاً أبدو بزاويتي خيالا !
|