الموضوع
:
طاولة خشبيّة
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-01-2017
SMS ~
[
+
]
أبكي عليها كثر ماشالتني..وكثر الحنين اللي أختلط بغناها..
أبكي عليها من القهر يادنيا..من لي أنا..من لي عقب فرقاها..
لوني المفضل
Silver
♛
عضويتي
»
27946
♛
جيت فيذا
»
Nov 2014
♛
آخر حضور
»
منذ 5 ساعات (12:44 PM)
♛
آبدآعاتي
»
1,026,517
♛
الاعجابات المتلقاة
»
1544
♛
الاعجابات المُرسلة
»
412
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبط
♛
التقييم
»
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
بيانات اضافيه [
+
]
طاولة خشبيّة
”
صوتٌ عذْبٌ خشِن ذاك الذي يخدش أذنك حين تمرِّر أصابعك على خَشب الطَّاولة ! هو لا يعني شيئاً لشخصٍ ما ، مجرَّد طقطقات أصابع و خربشات على الطّاولة قتلاَ للوقت في انتظارٍ ما ، لكنَّه و بالتأكيد يعْنيني بالذَّات ! كان قَدَراً أن أرتبط لسببٍ أو لآخر بهذا الجماد الذي يقعْ وسط المطبخ ! ” هكذا فكَّرت صباح و هي تجلس على طاولة المطبخ الخشبية ، و أمُّها تتحرَّك بنشاطٍ بين أركانه تغلي ماءً هنا وتسوِّي عجيناً ، و هي تتأمَّلها تارةً و تارةً أخرى تتأمَّل خشب الطَّاولة
!
كانت أمُّها تتحدَّث إليها أثناء تأمُّلها و تضطر لتكرار اسمها عدة مرَّات و بصوتٍ عالٍ ، عندها تهزَّ رأسها بشدَّة كأنَّها تطرد أفكاراً من رأسها و تلتفت إليها ليعيدها السؤال لما كانت فيه مجدَّداً :
” أين سرحتِ بأفكارك ؟ ”
لم تجبها ! اكتفت بابتسامة خافتة ونظرت بعدها عبر النَّافذة ، كان وقعْ أشعة الشَّمس على زجاجها المنقوش آسِراً ، وحرارتها ناعمة أليفة تحسُّها و بطريقةٍ ما قد وصلتها و اخترقتها ، و انعكست خطوط ضوئيّة متفرِّقة منها على طاولتها ، فما لبثت أنْ عادت بذهنها للوراء أكثر ولأيَّام طفولةٍ قديمة ! حين كانت صغيرة قُرابة السَّابعة ، كانت تستهويها هذه الطَّاولة لبرودتها ونعومتها الدائمة حين تلسمها ، و كثيراً ما تساءلت عن سرّ برودتها ، ربَّما كان بسبب رذاذ الماء الذي يغمرها من حينٍ لآخر ، لم تدرِ قطّ ما السّبب !
في الظهيرة حين يسكن الحيّ و بما فيه منزلهم و يغمر الجوّ كآبة و رتابةْ منتصف النهار، كانت هي تستمتع بأن تذهب إليها “مخبأها السريّ” ! و ترقد مستلقية على بطنها تتحسَّسها و تشمّ رائحة الخشب و هو مبتلّ ، يأخذها ذلك إلى الخريف و صباحاتٍ نديَّة باردة لطالما أحبَّتها ! و في ليالٍ كثيرة حين تنقطع الكهرباء و يسود الجوّ سواد و سكون ، تذهبُ إليها و تستلقي على ظهرها هذه المرّة و تنظر عبر ذات النّافذة ، لظلام ، للاشئ ! و تدندن بأغاني من الذَّاكرة ارتبطت دوماً و أبداً بطقْس انقطاع الكهرباء الأسبوعيّ .
كان مجرَّد النظر إليها يُوحي إليها بأمان وحميمية و دفء منزلها و الحبّ ، و ربَّما أيضاً صنوف ووجبات طعام ستستمتع بها خلال اليوم ! عند عودتها للمنزل بعد يوم مدرسيّ طويل كانت دوماً تهرع للمطبخ ، تنظر إليها لتعيد ترتيب فوضتها و تحسّ بارتياح مسافر عاد لموطنه و بيته بعد سنواتٍ من الترحال والغربة و الوحدة
.
كانت الطاولة كأمِّها الروحيّة و دميتها المفضّلة التي تبادلها الحديث ما قبل النوم ، تنفرد بها و تودعها أسرارها ! و هي كمن تقضي وقتها في أحاديث مع صديقٍ هلاميّ مُتخيَّل لا يراه أحد سواها ! و مع ذلك كان ارتباطها بها يضفي عليها إحساساً بالنُّضج ، بالقدرة على الخيال ، بالتساؤل و الفضول ، و إن كانت تساؤلات طفوليّة بلهاء محْضة مصدرها مخيِّلة و عقل طفل صغير ! و بالتخيُّل و الهذيان الطفوليّ ذاته كان يتهيّأ لها طيلة الوقت أنَّ الطَّاولة لها روح تستمع إليها و تحكي لها أيضاً بلغةٍ تعيها هي فقط لا غير ، تنتظرها دائماً كلَّ يومٍ جديد ! و أنَّها بعد سنواتٍ طويلة ستذكرها دوماً طفلة و رفيقة و ستبتسم من ذكراها لها و تجد لها نحتا خالداً فيها للأبد ، ما بين نتوءاتها و سنين العمر
زيارات الملف الشخصي :
10834
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 266.58 يوميا
MMS ~
عازفة القيثار
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عازفة القيثار
البحث عن كل مشاركات عازفة القيثار