من هي أم عطية الأنصارية ؟

هي نسيبة بنت الحارث الأنصارية، اشتهرت بكنيتها، أسلمت مع السابقات من نساء الأنصار،
وفي ساحات الوغى وتحت ظلال السيوف، كانت رضي الله عنها تسير خلف المجاهدين تروي ظمأهم وتطبب جراحهم،
وتعد طعامهم، وعُرِفت بتغسيل الموتى في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم..

وقد قامت بكثير من الأعمال العظيمة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم،
واشتهرت بجهادها في سبيل الله وروايتها للأحاديث وتفقهها في الدين وحكمتها ورجاحة عقلها ،
وكان لها عديد من المواقف المشهودة في تاريخ الإسلام..

جهادها:

كان لأم عطية الأنصارية دور كبير ومؤثر في المعارك العسكرية التي خاضها المسلمون ضد الكفار والمشركين
وأهل الضلال حيث شاركت في سبع غزوات وقامت بأعمال التمريض وإعداد الطعام للجنود ولم تكتفِ بذلك بل كانت تقوم
بدور الحارس الأمين على أمتعة الجيش ، ولم يتوقف دور تلك الصحابية الجليلة عند هذا الحد وإنما كانت تقوم بتطبيب الجرحى
والسهر بجوار المرضى لرعايتهم خير رعاية، فلا شك من هذه الخدمات مهمة جدا في ميدان المعركة ولا يمكن الاستغناء عنها..

وفي غزوة خيبر كانت أم عطية من بين عشرين امرأة خرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبتغين أجر الجهاد.

روايتها للأحاديث:

وقد كانت أم عطية الأنصارية محدثة فقيهة حافظة ولها أربعون حديثا ، في الصحيحين ستة، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديث..

أخرج أحاديثها أصحاب السنن الأربعة وروى عنها أنس بن مالك من الصحابة، ومن التابعين محمد بن سيرين،
وأخته حفصة بنت سيرين، وعلي بن الأقمر، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن عبد الرحمن.

ومن بين الأحاديث التي روتها رضي الله عنها:

- عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم من نخرج في العيدين
العواتق وذوات الخدور، وأمر الحُيَّض من يعتزلن مصلى المسلمين. (رواه مسلم).

ـ وعنها قالت: "كنا لا نعتد بالصفرة ولا بالكدرة بعد الغسل شيئا".

- عن أم عطية الأنصارية قالت: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات كنا نقوم على الكلمى ونداوي الجرحى فقلت :
يا رسول الله إحدانا تخرج مع الناس يوم الفطر ويوم النحر قالت : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: "تخرجن العواتق وذوات الخدور والحيض فيشهدن الخير ودعوة المسلمين"،
قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها ثوب، قال: تلبسها أختها من ثوبها. المعجم الكبير.

- عن أم عطية الأنصارية قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحد المرأة على ميت فوق ثلاثة إلا على زوجها
فإنها تحد أربعة أشهر وعشرا ولا تلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب ولا تكتحل ولا تختضب
ولا تمس طيبا إلا أدنى طهرها إذا تطهرت من حيضتها". سنن البيهقي.

فهذه الصحابية الجليلة ذاقت مبكرا حلاوة الإسلام والإيمان، وعرفت قيمة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله وكانت مستعدة دومًا
لتلبية نداء الحق من أجل الشهادة والفوز بالجنة، وقد ضربت بجهادها وكفاحها وعملها وبلاغتها
أبرز الأمثال على من الإسلام ارتقى بالمرأة وميزها ووضعها إلى جانب الرجل في شتى المجالات..

عاشت أم عطية الأنصارية حتى سنة 70 من الهجرة، وانتقلت رضي الله عنها في آخر عمرها إلى البصرة واستفاد الناس من علمها وفقهها

رحم الله الصحابية الجليلة أم عطية الأنصارية ورضي عنها وعن المسلمين أجمعين