لكل انسان في هذه الحياة خصوصيات وخطوط حمراء لا يريد من الاخرين تجاوزها . حتى الانسان الاجتماعي والانسان الكثير الكلام والمزاح له خطوط وحواجز لا يريد لاحد تجاوزها .. كل انسان لديه في حياته قناعات ومبادئ لابد من احترامها والقناعة بها ولا نفرض قناعاتنا ومبادئنا على الاخرين بل نحترمها وتقدرها .. هناك امور تحدث بالمجتمع تُعتبر تدخل بشؤون الاخرين والبعض يتساهل بها ويرى انها امور بسبطة ولكنها تؤذي الاخرين دون ان يشعر من كان سبب في ذلك .. من هذه الامور وكأمثلة: سؤال الاخرين للشخص لماذا نقص وزنك، ماذا فعلت وكيف أصبحت هكذا ، وهم لا يعلمون انه بسبب حالة مرضية مر بها . لماذا انت سمين السمنة ستجلب لك الأمراض والضغط والسكر وكأن سمنته بيده وقد تكون بسبب حالة مرضية او وراثة، ولا حول له ولا قوة. لماذا وجهك مصفر وشاحب لابد انك مريض او تعاني من ظروف متعبة او لا تنام جيداً ، وهو قد يعلم مابه ولكن دقة الملاحظة ستترك اثر نفسي سيء لديه . لماذا لم تتزوج الى الان رغم انك تملك الوظيفة والقدرة المادية، قد يكون له اسبابه الخاصة والتي لا يعلم بها الا الخالق .. متى ستتخرج امضيت وقتا في لدراسة ، من المفترض انك قد انتهيت ، قد يكون تعثر لظروف مر بها فتأخر تخرجه .. لماذا لم تشتري منزل خاص بك، ولو اشترى تأتي الاسئلة .. كيف ومتى وأين وكم ثمنه والكثير وكأنهم سيعينونه في تكاليفه. لماذا لم تنجبي رغم مرور وقت طويل على زواجك ، قد تكون قناعة واتفاق بين الشريكين بالتأجيل ، لأمر ما وليس لعدم القدرة على الإنجاب . الكثير والكثير من الأمثلة كلها تصب في قالب التدخل في حياة الاخرين بحجة النصح تارةً وبسبب الفضول والتطفل تارةً اخرى .. مثل هذه التساؤلات والكلمات مؤذية للآخرين وتؤثر بهم وتترك ندبة والم ،وتسبب احراج للبعض اذا كان مضطراً للإجابة للتخلص من هذا التطفل واقتحام الخصوصية. لذلك فلنحرص على تجنب مثل هذه الامور وان ندع الخلق للخالق ، واتباعاً لنهج نبينا صل الله عليه وسلم في حديثه: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " حرف الــ غيم .. لم يكن عبثاً ولكن نتاج مواقف تحدث بواقعنا ونشعر بها من خلال أنفسنا او من خلال الآخرين. لكم جُل تحياتي وتقديري.