الحج المبرور لا يكون إلا بالتوبة الكاملة من كل الذنوب

صورة من الحج

اتجهنا في حوار سريع مع فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الكريم العبيد ليبين لنا اهمية الاستعداد لأداء الركن الخامس من أركان الاسلام علما بان الاستاذ عبد الرحمن له كتاب شامل في الفقه الاسلامي وكتابات أخرى حول الأدب والشعر في منطقة الخليج وسبق ان عمل رئيسا للنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية فسألناه : كيف يستعد المسلم لأداء فريضة الحج.. حول هذا السؤال أجاب العبيد : لكي يؤدي الحج دوره الفاعل والمؤثر في حياة الناس لابد ان يفهم الحجاج معنى الحديث النبوي الصحيح : «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» والمراد بالحج المبرور أي الحج المقبول عند الله عز وجل ولابد للحج حتى يكون مبرورا ان يستوفي جميع الشروط والواجبات والأركان والآداب المتعلقة بهذه الفريضة (الركن الخامس من أركان الإسلام).

الاستعداد للحج


فضيلة الشيخ نريد ان نفسر الاستعداد بصورة أوضح؟


لابد من التوبة النصوح برد الحقوق الى أصحابها والعزم على ألا يعود لارتكاب ذنب او فعل معصية حيث أكد العلماء على كتابة الوصية قبل الخروج الى الحج وان يتعلم من يريد الحج الاحكام اللازمة لأداء هذه الفريضة على الوجه الصحيح.


الانشغال بالعبادات

بماذا ينشغل الحاج؟


يلزم الحاج ان ينشغل بكل عمل يقربه من ربه عز وجل فبعض الحجاج بل الكثير منهم ينشغلون بشراء الهدايا والتسوق وهذا أمر حاصل لكن ليس على حساب الانشغال عن الدعاء وتلاوة القرآن الكريم والأذكار الواردة في الحج عند المناسك ولا بأس ان يستفيد الحاج من كتب الادعية والأذكار الصحيحة المجموعة عن المناسك.


ولفت الشيخ العبيد الانظار الى المستطيعين على أداء هذه الفريضة ألا يؤخروها. فالإنسان لا يدري ماذا يحصل له من مرض او موت او شغل.


علامات الحج المبرور


أما رئيس مركز «أشرقت» لتنمية الاسرة بالاسكندرية بمصر العربية الاستاذ جمال ماضي فقد تحدث عن كيفية الحصول على الحج المبرور خاصة أن غالبية الحجاج يأتون من مسافات بعيدة قاصدين أداء الفريضة والركن الخامس من أركان الاسلام «الحج» وهم يضعون المتاعب والمصاعب جانبا، حيث أخبرنا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».


من اجل ذلك أكد ماضي انه ينبغي للحاج ان يتعرف على علامات الحج المبرور ذاكرا الأمور التي يتحقق بها الحج المبرور.


أقوال العلماء


واضاف الباحث جمال ماضي أقوال العلماء في معنى الحج المبرور فقال: كلها تنتهي الى تقارب في المعنى بل انها لا تخرج عن معنى واحد وهو انه الحج الذي وفيت أحكامه ووقع موقعا صحيحا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل.


وأوضح أن الحج المبرور هو ما استوفى أحكام الحج وتعمق أثره في نفس الحاج على الوجه الأكمل.


شروط الحج المبرور


وأضاف أنه لكي يكون الحج مبرورا فلابد من توافر شروط هي : أولا - إخلاص النية في العمل لأن رب العزة والجلال لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجه الله والحاج أولى الناس بالبحث داخل نفسه وتفقد نيته حتى لا يقع في شيء يناقض الاخلاص لله ويحبط العمل ويذهب الاجر والثواب.


ثانيا- موافقة السنة النبوية بأن يتعلم الحاج مناسك الحج وواجباته وسننه وصفة حج النبي (صلى الله عليه وسلم).


ثالثا- تهيئة النفس بالتوبة النصوح واختيار النفقة الحلال والرفقة الصالحة والتحلل من حقوق العباد بتوجيه أهله وسكينة نفسه قبيل السفر للحج.


التأكد من الحج المبرور


وأبان أنه على الحاج حتى يتأكد من أن حجه مبرور لابد من وجود علامات منها: طيب العشرة وحسن الخلق وبذلك المعروف والاحسان الى الناس والكلمة الطيبة، إنفاق المال وتعليم الجاهل وإرشاد الضال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


ومن علامات القبول في الحج المبرور: الاكثار من الطاعات والبعد عن المعاصي والمخالفات والتعرف على أسرار الحج وإدراك منافع الحج الاجتماعية والثقافيةوالاقتصادية والتربوية، حيث إنه في الحج تظهر أروع مظاهر المساواة والتواضع والاخوة الايمانية.