أيَا هِنْدُ
.........................
أَيُّهَا الرَّحِيقَ الْجَاشِ فِي صَدْرِي
يَاصَّهِيِلٍ يَغْرِسَ أنَامِلُهُ فِي صَدْرِي
يَاأَوَّلَ تِرْيَاقٍ ثَمِينْ , يَاأسطُورةَ الأثّمَ الْغَافِي
يَاأرتِشَافَاتِ الْمّسَافَاتْ
يَالَوعُورَةِ الْفَكَاك , أَيُّهَا الزَّهْرُ اللَّعُوب
حِينَ أَحْتَلّهُ الرّيحَ وَالْمَطَر
يَابَردَ الْوَطَنْ حِينَ الأنْدِلاَفْ
وَالْغِيْمُ أَرُوِّقْتِهِ مَطَرْ مَطَرْ مَطَرْ
يَاأسّطُورَةَ النَّجْوَىَ فِي أَوَّلَ الْخَرِيفْ , يَامّعطَفَ أبريِل
ويَافُستَقَ حُزيِرَانْ
يَاأورَاقَ الصِصَافِ المُعتَمِر , يَاقِبَلَ اللِيِلِ
يَاضُوءِ النّهَار
يَانْبضُ الجَذعْ , يَارَقِيقَةَ الْمَسَاءَ
يَامَنْ تَأتِيِنَ فِي أَوَّلَ السَّأبِعَة وَتَلتَحمِيِنَ فِي أخِرَ الثَّامِنَه
يَامَنْ تَحْلِقُ تَحْتَهَا الْحَيَاةَ , وَفُوقِهَا رِضَابِ العَسَّلْ
يَاأوَلَ إغمَاضَةِ الْمُقّل وَالتّلَابِيِبَ مُتشَابِكَة
يَاشَغبُوبَ اللِقَاءَ , يَانَفحَةٍ مِنْ نَسِيم
وَيَامَجعُودَةَ الفَلاَه , يَاعفرَاءَ البيِد
يَاخَمرٌ يَعتَصِرُ فِي لِسَّأنٍ مُنفَطِم
يَامِنَ تَغْتَسِلُ بِوَهَجِ الشَّمْسِ
وَيَاأوَلَ فَتحٌ يَشرِقُ مِنْ نَأفِذَة
يَاوَسَادَةٍ يَنْسَدِلُ عَلِيهَا الْخَدُّ وَفِي حُمْرَتِهَا يَخْمَرُ الْكَرَز
يَاأميِرَةَ النِسَّاءَ فِي بَطنِ الغِيمِ
يَاأسرَارَ الْخَزَائَنِ المُغلَقَة
يا أَوَّلِ أشتِهَاءٍ فِي مُدَنِ الضّبَابِ وَالمَطّر
وَيَاأخِرُ أشتِهَاءٍ فِي أعظَمُ قَافِلَة
يَاكَهرمَانَ الضَّوْءَ بِالعَسّسْ , يَاسُحَبِ الْمَاءَ فِي رَسٍ عَذب
يَامِنْ فِي عِيْنِيِهَا سَحَرٌ وَأبتِلاَءَ , يَاثِمَارَ الغِيِرَه
يَاصّهِيلَ التَّمَرُّدِ وَالْعَطَش
يَاأبريِقَ الدُّنْيَا , وَأنتِ الأنتِعاشِ وَ الأرتِوَاءَ
يَاحَفيِفَ الشّجَر وَالغُصنِ بِالفَاكَهَةِ مُزدَهِر
يَاصُوتَ المَطّر , وَالبَرقُ فِي سَنَكِ وَهجٌ وَسَفَر
يَاأحضَّانَ التَنَأقُضْ , يَازَبَرجَدٍ مَمشَوقٍ فِي عُنْق
أنْتِ أنحِدَارَ الْبَاطَلِ
وَأعتِلاَءَ العَدلُ فِي الوَطَنْ
يَاصّعصَعَةَ النَجُبَاءَ , يَاأشْوَاقَ الحِيِرَه
يَاأعشَّاشَ النَّوَاقِيسَ فِي قَافِيَةٍ وَسّطَر
يَاأبتِكَارَ الظُّلْمِ وَالنَّجَاةَ , يَارُوحٍ وَريِحَانْ
وَحَدَائَقٍ وَأفنَانْ
يَاأوَلَ شَركٍ أَنْتّعَلتَه أَيَادِي الرِجَّال , يَاأوَلِ المُخَاضْ
وَأوَلِ صَرخَةٌ فِي أُذَنِ الظَّلام
يَاأوَلَ خِيِرَآ أَسْتُوْطَنَ أسْرَابَ الرِيح
وَأعتَكفَ مَنَازِلَ الصَّابَرينْ
يَاأوَلَ أُمنِيَةٍ وَأخِرُ أَمنِيَةً أستَقرَتْ فِي مَهْدِ الْوَهْمِ
وَمَرَاسِمَ الْقُدَّاسِ عَرَائِسٌ وَعَزَاءَ
يَاأوَلِ أُوَدِيَةِ الأنتِمَاءَ , وَيَاأوَلَ بُوحٍ بَاذِخٍ عَنْدَ اللِقَاءَ
كَالخَمْرِ المُنسَابِ فِي الْأَقْدَاحِ ثَالِثَةٌ وَرابِعَة
يَاعَجْسّدَ أَسَتَعِرُ فِيهِ الذَّوَبَانِ كَقِطَعِ الشُوكَلات
التِي تَتخَدَرُ فُوْقَ ثَغْرَي حَانِيَه , يَافَركِيِزَةَ النَّهَار
يَامَنفَىَ الغِيَاب
يَاعَاشِقَةٌ مِنْ أسبَرطَة , يَاغَرَامَ أفرُودِيِتْ
وَيَاحَسّنَاءَ بِيزَنطَة , وَيَاأجُوجَ أنستَازِيَا
يَاقِمَةَ الْفُوْضَىَ حِينَ يَرحَلُ الضِيَاءَ
وَصَوريِ تَغْشُوكِ فِي زَيْنَةٍ كَامِلَة
يَارُوحَآ مِنْ أُمِي وَأبِي , يَارَفيِقَةَ النّجلاءِ حِيِنَ الغَضّبْ
يَاصَديِقَة المَشَاعَل , وَالنَضُوبِ فَقُر
كِيْفَ لِي أَنْ أُحْصِيَ ثِمَأرُكِ وَعَلَىَ وَجنَتِيكِ يَسْتَقِيمُ اللِيْلُ وَيَهْرَعُ النَّهَارُ فِي خَدَر
وَفُوْقَ هَامَتُكِ يُرَتِّبِكُ قُوْسَ قُزَح
كِيْفَ لِي أَدُوزِنَ الْفَرَح
وَتَحْتَ خَاصِرَتِك يَرْتَعُ حَقْلٌ مِنْ شمُوخِ الْقَمْحِ رَائِحَة
وَعَقَارِبَ السَّاعَةِ فِي قَبَلَكِ تَصطَفُ خَمْسٌ مِنَ الزَّبانِيَة
بِرَبّكِ كِيْفَ لِي أَنْ أَحْتَكِمَ إِلَى عَيْنِيِكِ
وَأنتِي حَقُول مِنْ تُوتٍ وَتَيْن
وَبَسّاتِينُكِ بِهَا بَقِيَّةَ أَصْنَافِ الْفَاكِهَةِ
كِيْفَ لِي أَنّ أَقُومَ بِمَزِيدٍ مِنَ الغِوَايَةِ
وَفِي مَلاَمِحُكِ الْيُوسَفِيَّةِ شّذَىَ وَيَاسَمِينْ
يَاثِمَالَة الْعَشْقِ الْمُنْصَهَر فِي أرْضِ الْقَمَر
يَارَتِيلَ الأدعِيَةِ , وَالأتقَانِ وَاللُّغَة
يَاأوَلَ رَجْفَةَ صَمْتٍ فِي دُولأبِ الْأُمْنِيَّة
يَابَرزَخَ الْحَرْفْ وكَلِمَاتَهِ الْخَمْسُ بَعْدَ المَائَة
يَاضَيَاعَ الْأَفْكَارِ , يَاإلهَامَ السُّقْيَا
وَالنَّجُومَ تَتَسَاقَطُ عَلَىَ كَفِيكِ رَاجِيَه
يَامقَاييسَ الشُّوْقَ الَّذِي يَجْعَلُنِي أَغُوصُ فِي عَيْنَاه
دُوُنَ وَصَايَة ,
وَنُّورَآ يَضِيئُ فِي جَبِيْنَ الحُبِ أجمَلُ هَاوِيَه
يُقَدَمُنِي إِلِيكِ فَأَرِسٌّ عَنْ أَرْبَعِمَائَة
يَالَذَةِ الأنتِحَارِ المَحمُود , يَاشَبقَ الهَلوَسَة
يَامِنْ أَتَوَكَّأُ عَلَىَ عَضَدِهَا حَدِ الأنغِمَاسْ
يَاهَبَةَ السَّمَاءَ , يَاقَدرَآ فِيكِ إنتِمَاءَ , يَاقِطَافَ الْجَنَةِ
يَالِسَّأنِ الْخَلائِقِ مُجْتَمِعَة
يَاأجمَلَ الْكُتَبِ , يَاأبهَىَ الْوَرَقْ
يَاأشْتِيَاقَ يُرَاعِي , وَمُوسِيِقَىَ السَّحِر , يَاأوَلَ قَنِينَةَ عَطْرٍ
وَيَاأوَلُ أَرَصَفَةٍ لِلشُوْقِ وَالْمَطَر
يَاأوَلَ الضَّبَابَ فِي أَحْدَاقِ عِنَاقْ , يَاعبَاءَةَ اللِيْلِ وَالْوَجِل يَاعَبْقَ الطِينِ
وَيَاأخِرُ يَنَابِيعَ الشَّرَاب
يَاأوَلَ الأشتِهَاءَ فِي لَفَائِفِ الْوَرَق
وَيَاأبعَدُ مِنْ سِرَ الأمتِلاَك ,
يَاأوَلَ الأحتِوَاءِ فِي قُبْلَتِيْن
وَيَاأخِرُ النَّظْرَاتِ فِي دَمْعَتَيْنْ
يَامَنتَصَفَ الرُوْحِ بَعْدَ الأحتِواءَ
يَاعَاشِقَةٍ أستَكَأنَت فِي ظِلَّ رِيَاضْ
تَلَقَمُنِي كَاالعَصفُورِ بَعْدَ الْفَقَسِ
وَتَشْتَمُّنِي قُبْلَ تَمْتَمَة وَهَمْسٍ وَهَوَسْ
يَاأرتِواءَ الْكَرُوم , وَيَانَبيِذَآ فِي جَعْبَتُهَا مُسْتَتِر
يَاشَمْعٌ وَنَاي , يَلُوذُ بَهِ سَمْعِي
مِنْ بُرهَةَ النُّسَك
آهٍ وَآهٍ إيتُهَا الفَاصِلَة , إنَ الرُوحِ بَكِ مُتَوَاصِلَة
يَاأوَلَ رَشَفَةٍ عَلَىَ مَهَل
يَاأبهَىَ جُوخٍ تَتُوهُ وَتَغرَقُ بَهِ الْجُمَل
يَاصُوتَ السَارِيه , وَيَاأنامِلَ السَاقِيَة
يَاأَعْمَقُ مِنَ الْبَحْرِ
يَاأخِرُ التَّأْرِيخَ نُقِشَ فِي أوَلِ النَّحَر
يَاعَرَائِشَ الأخضِرَار , يَافِتَنَةٍ لاتُنطَفِئُ لِيْلٌ وَلا نَهار
يَانِدَاءَ الأشتِيَاقِ يَاطِفلَةَ المَطَر
يَاتَفَاصِيلَ الْأَحْدَاقِ
يَاأجمَلُ حُبٍ أصبَحَ لِي خَطّر
هَاأُنَا أَرْتَدِيَ أَوَّلَ حُلَلِ الْعِيدِ
وَأعِيدُ فِي تَفَاصِيلَ الْحُبِ أيُوه أيُوه
وَفِي أروَقَتي تُسْقِيْنِي الْقَرِينَةِ أَوَّلَ قِبْلَةٌ بَارِدَة
يَاشِفَاهَ االحَيَاة فِي لَيْلَةِ الْبَارِحَة , يَاتْقَاسِيمَ الْعُودِ
وَالأستْهلالِ فِي عُنَقَك يَسْتَغْفِرُ التَّائِبَة
أيَامَحمُومَة الثَّغْرِ إِلَىَ أيَ مَدَىَ تَلْتَقيِنْ
وَفِي أَيّ وَطَنٍ تَقُومُ فِيِهِ حَرْبُكِ وَتُشْعَلِينَ
أَقْبِيَةً مِنَ الظَّلامِ تَسَكُّنَيْن , يَاأوَلِ التِلاوَاتِ حِينَ تُنْطَقِينْ
امَا حَانَ لَكِ أَنْ تَتَعَقلِينْ ,
وَتَكُونِيِنَ أوَلَ الدَاخِليِنْ
أيُهَا الْخَمْرُ المُنسَكَبَ فِي ثَغْري ,
أُهَيِلُ فِي أحتِسَائُكِ مَجَازَاتِ عِطْر ,
وَحَدائِقَ غُلبَ مِنَ الدَخُونِ , فكِيِفَ لَهَا أَنْ تَخُونْ
وَأَنْتِ أَوَّلَ خَطِيئَةً لِلْحُبِ ,
وَفِي حَلْقِي أَجْتَرُّ الْخَمرُ وَقُطِعٌ مِنَ الثَّلجِ وَ السُكَّر
بِقَلَمِي