قالت لم تعطني شيئاً ولم تغرقني بالهدايا

قلت يا وجه الصباح وأجمل نسماته

يا وردة في البستان فاح عبيرك

يا شمعة في ظلام الليل أضاء نورك

يا مفردة بين الكلام تشكلت حروفك

يا من في عينايَّ تشرقين

الهدايا تصبح أمام عينيك حين تتمنين

قالت بعدما إحمر خدها من الخجل

أتقنت الدلال منذ عرفتك

قلت أنتِ أهل للغنج والدلع

قالت أكمل المديح فأنا لن أكتفي منك ولا من كلماتك

قلت تستحقين ما قلت فيك

قالت أخبرني عن جوابك إذا سُألت عني !

قلت هي التي فتنت المِرْآةَ بجمالها

وما زالت جدائلها تتمايل كأغصان الشجر كلما هزت رأسها

وظلال خصلات شعرها تتمايل على وجهها الأبيض

سرني ذلك المنظر وبعينايَّ أطلت النظر

كما أنها تنافس البلابل والكناري وطيور الحب حين تغني

وتقاسيم وجهها تتغير تعبيراً عن الفرح

كإيقاعٍ موسيقي صدر بفعل حركة الوٍجنتين

ومعزوفة ملحنة صوتها شجي

هي الزهرة التي يأخذ منها النحل الرحيق ليهدينا العسل

بل الفراشة التي تتنقل من زهرة إلى أخرى لتدل النحل على الرحيق

وهي صاحبة البسمة التي تعلقت بها

قالت ما سرك يا من بعذب الكلام تسحرني !

قلت يا ملهمتي وضوضائي وصخبي

خذي عينايَّ وانظري بها إليك

حينها ستعرفين شعوري وقتما أراك

وخذي قلبي لتري أحاسيسي المغمورة

قالت يا إكسيراً وعلاجاً أعاد إليَّ نبضي

لم تدع لي سبيلاً وبما قلت أقنعتني

لذلك أصبحت

أراك بقلبي كما تراني بقلبك

سبق نشر الخاطرة

تنبيه " النقل ممنوع " حتى مع ذكر المصدر