الموضوع: عود يا بحر
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-15-2017
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (11:17 AM)
آبدآعاتي » 379,225
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله
بيانات اضافيه [ + ]
785850 عود يا بحر









هو لن يعود
أو ما علمت بأنه أسرته آلهة البحار
في قلعة سوداء في جزر من الدم و المحار
هو لن يعود
رحل النهار
فلترحلي هو لن يعود




كانت هي تعرف أنه سيعود
لكن في الليل عندما تكون وحدها في تلك الغرفة في زاوية البيت عندما ينام الجميع
وتخرج هي متسللة الى حوي لدار كان الشك يلتهم أطراف صورته المرسومة في خيالها .
البحر بالنسبة لهم هو الحياة والموت ، الرزق والعوز ، الرغبة والاحجام ، الفأل والشؤم
لم تكن قادرةً على منعه سوى برجاء عينيها المخضبتين بالدموع
وهو كان يقرأ هذا الرجاء بصفاء وحذر ، يعرف ولا يريد أن يفهم .
الشباب في تلك البلدة يملأهم الشغف بالحياة ولم تكن حياتهم في تلك الفترة سوى البحر
وبالتحديد ، صيد السمك والغوص لجمع الؤلؤ كان حرفة يهواها ويجيدها النوخذه " ابو عبدالله "
ليس لأنه توارث المهنة من والده وجده ومن قبلهم بل لأنه يعرف كيف يعشق الؤلؤ
يحفظه في قطع من المخمل الأحمر ونادراً الأسود ، يقول " الأسود يبين لون اللؤلؤ الجيد ، لكن الأحمر ! الأحمر يجعله شهي " .
مركب النوخذه التي خرجت في دورة للتجارة والصيد في نفس الوقت تخرج كل سنة
وعندما تخرج تحمل معها الشباب ، كثير من هذه المراكب يبتلعه البحر ولا يعود
ومع ذلك لم يكف الناس عن الذهاب .
"صالح" يظهر مع الشباب في الجالبوت في شهر القيظ ويحمل معه ما يحمله الآخرون من أمتعه
ويقول لزوجته قبل أن يخرج ( سأعود ، بحياة أجمل لي ولك ولولدنا ) وينظر الى بطنها وهي تتلمسه
هذا البطن الذي لم يتكوّن في رحمه شيء عدا مايصوره خيالهم .
" عائشة " قبل أن تخرج من بيت أهل زوجها حملت في صرتها بعض ملابسها وعطورها وتلك الأقراط الذهبية
التي في أذنيها ، لم تحمل الكثير لأن صالح أخبرها أنه سيعود ( لن يحول الحول الا وانا هنا ، قدامك )
تضطرب عينيها في تلك اللحظه
ويسألها : " ما عندك ثقة بي ؟ "
وتجيب هي : " فيك ، بلى .. لكن البحر ! "
يشحب هو للحظه ثم يبتسم , ويقول لها : ( توكلي على الله فقط)
فــ ترد ( ونعم بالله ) .

عائشة في بيت أهلها تديره كما كانت صبية ، لكن قلبها ليس كما كان
ذلك القلب الفارغ المخطوف بكل شيء لم يعد موجوداً
كانت تشعر بحالات مفاجئة من القلق والخوف والصمت ، أصبحت تفزع من صوت والدها أو اخوتها عندما ينادونها
وأحياناً ترتبك بلا سبب تعرفه ، هل كان ذلك حباً أم أنها الفت ذلك الزوج لم تكن تدري كانت تعرفُ شيئاً
واحداً أنها تنتظره كثيراً وتقلق وتكره البحر !
في أحد المرات حلمت بأن البحر تاه من بلدتها ولم يعد موجوداً
كانت تقفز الى حضنه وتقول له : (ماعاد فيه بحر ، ضاع البحر عنا ، ذهب ولن يعود أبداً )
بعد فتره أصبح هذا الحلم أمنيه تبحر فيها بخيالاتها ، كانت تبني البيت وتقسم غرفها وغرف الأولاد والمطبخ ،
كانت تعد الوجبات التي يحبها ، وتجلس معه في ليالي الصيف للسمر ، كانت تلك القصص تحدث كل ليله في
عقلها مع تعديلات طفيفة حذف وزيادة يختلف الأمر بين اليوم والليلة .

مركب الهند الذي ذهب قبل مركب صالح بشهرين ، رجع
لماذا كانت تصدق في لحظة أنه هو مركب صالح مع انها كانت تعرف أنه ليس هو
قلبها هو الذي ارتجف عندما سمعت بوصول مركب الهند ، كما اسقطت صينية الشاي عندما ناداها ابوها
كانت تنتظر أن تكون مركبة الهند هي مركبة صالح مع معرفتها بأنها ليست هي !

"سيف" أخ عائشة الصغير يلعب في الشاطئ ، يجمع الأصداف الميته ، ويكوّن منها أشكالاً جميلة
يزين بها أحياناً السلال وجدران البيت ، ومع اعتراضات أمه الا أنه لم يكف
كان يقول ( لما أكبر بكون مثل النوخذه ابو عبدالله ، أجمع الؤلؤ ويأتي الناس الي من كل مكان ليشتروه ،
سيكون الحُلي الذي أصنعه منه ليس له مثيل في البلد كلها) !
عائشة تُحب أعمال أخيها ولطالما شجعته ، حتى انها لم تخلع المعضد الذي صنعه لها من الأصداف الصغيرة قبل سنتين .
" سيف " يُحب العبث مع البحر ، أما ذهابه إلى الكتاب فكان معضلة يومية يُعاني منها ( أكره القراءة )
( لا أريد أن أتعلم ) ( حتى أنتم ما تقرؤون ، ليه أنا أقرأ ! )
سيف عندما رجع يوم الأحد كان متعباً لدرجة أنه لم يذهب الى البحر بعد خروجه من الكتاّب
عاد واحتمى في حضن والدته ، لم تكن حُمى شديدة لكن الحمى بالنسبة لأهالي البلدة شيطان لايعرفون متى
يقوي ومتى يضعف ، قد يكون النوم هو الحل الآن لسيف ، لكن في الغد عندما يشيع الخبر بأن هذه الحمى
انتشرت لدى أكثر من سته من أولاد الكتّاب ، فانها ستنشر القلق واللغط
المشفى على بعد ساعة بالعربه التي تجرها الخيول ، وعندما ذهب آباء الاولاد الستة حاملين أبناءهم
وجدوا أن المشفى ممتلئ أصلاً ولا يحتمل هؤلاء الزائرين .


بعد أن أتم مركب صالح عامه رجع محملاً بالؤلؤ ، وبتجربة مثيرة كان يريد أن يحكيها لعائشة
[ أول مره غصت في البحر ، لما قفزت وضغطت أنفي بالفطام ، لما هوت بي تلك الحجرة الثقيلة المعلقة
برجلي الى اسفل البحر ، ولما كنت أحاول جاهداً لالتقاط الأصداف ، شيء عجيب يا عائشة ، يُشبه احساس
الرقص لكن أعجب ، وكأني لستُ أنا وكأني سمكة تُحاول خرق البحر وكأني تلك الأعشاب التي تنمو وتتراقص مع تحرك الموج ]

كان يدير الحوار أكثر من مرة وفي كل يوم يغوص فيه كان يُجدد المتعه ويُجدد معها الحكاية التي سينقلها لها .
صالح في بيت زوجته ، لكنها لم تكن لتأتي لأن الحُمى التي أصابت الأولاد السته نقلتها الى عائشة وآخرين !





رد مع اقتباس