04-14-2017
|
#7
|

أُدِبَ الرِّسَالَةُ...: وبَعْدَ أَنْ غَابَتْ مَعَ آخر وَرِيقَةِ حَمَلَتهَا
أَوِتَار الشُّجُون مِنَ الْفُؤَادِ وتَكَدَّسْت فِي ذَاكِرَة الْمُطَّلِعِينَ
عَلَى رُفوف الْمَكَاتِب الْقَدِيمَة ولَا عِلَّةُ فِي الْأَمَرِّ
إِذْ أَنّهَا اُسْتُبِيحَتْ مِنْ لَدُنْ عوَالم التَّقَدُّمِ والعصرنة وسَرِعَةُ الْوُصُولِ
لِمِنْ نَكْتُبُ لِهُمْ..
ولَا ضَيْرُ بِذَلِكَ بَيْدَ أُنَّ الرِّسَالَةُ تَبْقَى بِطُعَمِ الزَّبَادِ الْمُحَلَّى
أَمَارَّةُ مَنْ أمَّارَاتُ الرُّقِيِّ الْأدَبِيِّ وبَابًا يَلِجُهُ
إلا كُلُّ ذُوحَظّ مَنِ التَّأْصِيلَ....
ومَا بِينَ أَيَدِيُّكُمْ إلاكَبِيسَة مَنْ رَسَائِل لَمْ تَرَسُّلٌ ولَنْ تَكَوُّنٌ
والْغَايَةَ مِنهَا إلا مَا حَاقُّ بِهَا مِنْ نُبَّل سَهْم يُوَجِّهَهُ الْفِكَرُ لِمَثِيلِهِ
وأَنّي لِاِبْتِغَاء الْفِكْرَة كُتبتْ إِلَيكُمْ...... وإِلَيهَا رسالتي
لَمْ أَكنْ بِحَاجَة لِكَثِير مَنِ الْوَقْتَ حَتَّى أَسَتُوعَبُ اِنْفِلَاتُ
شُؤُونَيْ نَحوَ سَاقِيَتِهَا تستشرب فِي لَهَف عَصَّارَة قِدْرهَا فَيَحْدُثَ
مِنْ وَراء ذَتكَ اِصْطدَام يُزَلْزلَ عُرُوشُ الْأَرْضِ فَيَفْجُرُهَا ويَعْصفُ
بِكُلُّ ثبَات لِمَفْهُومِ الضَّجَرِ ويَحْدُثُ أَنْ يُصَادِفَهَا
سُرَّا مَنْ أَسرَار الْحَيَاةِ...
ولقَدْ كَانَ لِلِقَائِي بِهَا غَرابَة مَنْ أَدْرَكَهُ هُيَّامُ عَاشِق
اِخْتَزَلَهُ الْبَصَرُ فِي نَظرَة وَاحدَة مِنْ مُلْهَمَتِهِ فَمَا عَادَ يَقِيسَ
اِتِّزَانُ الْأَرْضِ إلابِنَفْخَةِ مَنْ أَنفَاسَهَا أَوْعُطُرَهَا لِيَسْتَحْضِرَ
وَسَاوِسُ الْفُؤَادِ تُحَيِّي أَنَاشيدُ الْحَبِّ مَسَارح أَنَّاهُ وكَانَتْ
كَمَا الرَّيْمُ فِي أَنَاقَةِ حِسٍّ ومُحْسِن إِذْ فَاجَأْتِنِي هَيَّأَتْهَا أَنّي بِهَا
مِنْ زَمَن قَدْ علمتَهَا ولَاحِيلَةُ لِشَاعِر غَيْرَ قَلَمِه يُوَشْوشُ لَهُ
فَيَسْتَجِيبُ مهامة
يُمْلِيَهُ عَصَّارَةُ مُورِقُهُ فَيَظْهَرُهَا عَلَى أَغْصَان مُورِقَةِ ثِمَار الْجِمَالِ
والْإِبْدَاعَ وإِذْ أَنْ حاجتي لِلْكِتَابَةِ إِلَيهَا سُبِقَتْ إغْرَاءَاتُ الْجِمَالِ
والْبِدْعَ عَمِدْتِ إِلَى السَّمَاوَاتِ الْعَلَى أَقْطُفُ سُنْدُسًا
وإِلَى الْغَيْمِ أَعْصِرُ طُهْرَهُ و إِلَى الشُّهُبِ أَسَتَلْهَبُ بَريقُهَا
فَكَانَ لِي حَظَّ الاثنيين فِي غايتي ومَطْلَبِيٌّ...
وإِنّي لأقرؤها السّلَامَ قَبْلَ أَنْ أَبْدَأَ وأقرؤها السّلَامَ فِي خِضَمّ نُزَّفِيٍّ
وأقرؤها السّلَامَ بَعْدَ السّلَامِ و الْكَلَاَمَ
فَلَا غَرابَةُ فِي سلَام تَحَدُّثِهِ بَارِقَةِ الْعُيُونِ مَعَ كُلُّ طَرِفَةٍ
فَكَيْفَ بِي أَلَا أَكَوْنٌ... وقَدْ كَتَبْتِ لِي عَلَى عجالة ذَاتُ سلَام
تُنَاصِفَنِي وَجَعُهَا إِذْ اِسْتَفْحَلَ بِهَا
قَدْ وَشَمِتَ ودَاعُ الْأَوْلَيْنِ وإِنّي لِقَضَاءِ أَوَدْعِ
خُوَّفِيٌّ عَلَى رُكْبِ الْحَاضِرِينَ ودَاعٌ
فَمَا الْوَجَعُ إلا كَوَجْهِ الْبَدْرِ حِينَ يَكْتَمِلُ فِيهِ يَسْتَشِيطَ مَكَامِنُ الرّوحِ
زَفْرَةٌ وأَغْوَار الْجَسَدِ جَرَّاحًا لَا تَلْتَئِمُ
ولَعَمْري مَا زَادَنِي رهبةُ الْودَاعِ إلافَقُدَّانِ بَعْضي الَّذِي أَوَدَعَتَهُ
فِي مِنْ رُحَّلٍ وشَوْقٌ إِلَى ذَاتِيِّ الثَّانِيَةِ الَّتِي عَبِرَتْ حُدودُ الْمَرَايَا
وتَمَسَّكْتِ بِقُلُوبِ الْأَحِبَّةِ
فَكَتَبْتِ أُوَاسِيهَا
هُجِعَ السّلَامُ إِلَى سُكُونِ كَلَيْلِ أَبيضٍ واِمْتَدَّتْ جُذُورُهُ
إِلَى حَقِيقَةِ الظُّلَاَّمِ فَتَأَوَّهْتِ واِحْتَدَمَتْ دَاخِلِيُّ زَفْرَاتِ
تَطَلُّبِ الصَّلَاَةِ مَتَى اِنْتَهَتْ والْقِيَامَ مَتَى أَفَرَّخَتْ الْعَيْنُ و تغسلت
وإِنْ السّلَامُ لِيُنْشِدُ بَعْضُهُ فِي كُلُّ أَرْضٍ و فَجَّ عَمِيقٌ
فَرَأَيْتِنِي اللَّحَظَةَ مَعَ ريح الْبَسْمَاتِ أَدُقُّ أَشجَان الصَّفَاءِ والطَّبِيعَةَ
بِأَرْضِكَ وأَزَاحَمَ الْفَرَحُ الْمُسْتَمِدُّ مِنْ كِبْرِيَاء حَوَّاء
حَتَّى أَبَلَغَهَا رِسَالَاتُ مُسَبِّبِيٍّ...
وكَمْ مِنَ الرَّجَاءِ الْقَبُولَ دُونَ الْعِصْيَانِ
والاصغاء بِالْعُقُلِ دُونَ الْكَلَاَمِ بِاللِّسَانِ..
وإِنَّمَا الْحُزْنَ صَنِيع فَجِيعَتِنَا و وَلِيَدِ سَبَبِيَّة رَسَخَتْ مَشِيئَةُ الْإلَهِ
ولَعَمْري مَا كَتَبَتُهُ إلا مَتَى فَرَغَتْ مِنهُ وهَانَتْ فجيعتي فَأَسْتَخْلِصُ
مَاهِيَتَهَا ومَا قَدَرْتِ بِهِ فَهَمِّيٌّ و إِدْرَاكِيٌّ...
ولَمْ يَخْتَلِفْ قَلْبَانِ أُنَّ عَظِيمُ الْفَجَائِعِ قَدْ تَجَمُّع فِي فَقَدْ الْأَحِبَّةَ
وخُرُوجهُمْ مَنْ دُوِّلَ الْأَحْيَاءُ يَعْتِلُونَ صُرُوح الذَّاكِرَةِ لِتَفْجُرُ
الْأحْزَانُ بِحَارَهَا مُوجَا مِنَ الظُّلَلِ وإِنْ مِنَ الْأَحْيَاءِ مِنْ تُفْشَى
فِيهُمْ الْحُزْنَ بَعْدَ الْفَقْدِ حَتَّى لِحَقَوَا رُكْب الْمُغادِرِينَ وتِلْكَ مِنَ النَّفْسِ
ضِيَاعهَا فِي مَتَاهَاتِ الذَّاكِرَةِ الْمُؤْلِمَةِ أَرُهِنَتْ ذوَاتُهُمْ
حَتَّى اِمْتَعَضَتْ مِنهُمْ الزَّفْرَاتِ وتغالت الْحَيَاةَ
فِي مَطْلَبِهِمْ إِذْ يَسْتَحِيلُ
فَهَانُوا بَعْدَ ان اِسْتَهَانُوا بِالصَّبِرِ ومَا فِيهِ مِنْ رَبَاطَة جَأْشٍ
وجِلَد لِلْعُقُلِ و الْقُلَّبَ سَوَاءٌ...
وقَدْ كَتَبْتِ إلي أَرِقَ الذَّاكِرَةُ حَتَّى حَمَلْتِنِي
عَلَى رُؤْيَة مَنْ وَشَمُّوا بِذَاتُ الْمِثْقَالَ عَلَى جُدْرَان قُلَّبِيٍّ
وأَعَبَرَنِي مِنْ صَفْحَاتِ الْعُمَرِ مَا اُسْتُسْلِمَ النِّسْيَانُ
فِي مَحْوِهِ واهداره مِني
فَمِنْ ذَا أَحَقّ لنغسه تَغَاضِيَهُ عَمَّا أَسَبَقَتْهُ الْأيَّامُ تَذْكُرُهُ
وإِنْ لِفِي كُلُّ ذِكْرَى عَبِرَةَ تَمْنَحُهَا ذَاتُ الْيَد
الَّتِي أَوَشَّمْتِ وذَاتُ الْيَد الَّتِي رَحَلْتِ بِكُلُّ حَبيبٍ
فَأَحْسَبُنِي بِمَنْ رَحَلُوا لِأَجَلْ أُنَّ أَذَكَرُهُمْ
وأَحْسَبُنِي بِبَقَائِيِّ لِأَجَلْ ذَاتُ الذِّكْرَى
ومِنْ هُنَا يَرْسُمَ الْقُلَّبُ والْعُقُلَ مَعَا سَبِيلُ الْفَهْمِ
مِنْ عِلَّة الْحَيَاةِ والْمَوْت لِيَسْتَحْضِرُ آيات الْحكمةَ
ووَاهِبَهَا وخُشُوع الرِّضَى و رَاحَتَهَا...
ولَعَمْري مَا أَنَارُ وُجُوب الْفَهْمِ
إلا الرِّضَى بِمَا قِدْرٌ وقَضَّيْ بِالْحُقِّ
وتِلْكَ مِنَ الْاِبْتِلَاَءِ الْإلَهِيِّ إلا كَرِيمَةٍ
مِنهُ يَخْتَصُّ بِهَا عَبِدَا لذاته الرَّفيعَةَ
فَمَا أَشُدُّ بَلَاءِ الْفَقْدِ ومَا أَجَزْلُ جِزَاءِ الصَّبِرِ فِيهِ
وإِنْ كُلَّ امرء لَازَمَتْهُ بَلِيَّةُ قَضَاءٍ و قُدِرَ أَلَمْ بِهِ
فَمِنْ صَبِرِ نَالَ ومِنْ جَزَعِ فَقَدْ فَزَع بِكُلُّ حَاصِلِ فِيهِ
أَلَا أيتها الْبَتَلَةُ الْعَاطِرَةُ فِي زَهْرِهَا
مَاأَشَدَّ الْبَلَاءُ عَلَى بُنِّيّ آدَم
مِنْ فَصْل حكمة الْعُقُلِ عَنْ تَقَلُّبَاتِ الْفُؤَادِ بِمَا يَكُنْ مَنُّ شُعُورٍ
وتَرْكٌ كَلَّا يَعْمَلُ لِشَاكَلْتِهِ حَتَّى غَاب الْفَهْمِ عَنْ كِلَيْهِمَا
واِنْتَهَى الْمَطَافُ الى الْحَسْرَةَ والْعِلَل فَنَخْلَصُ
إِلَى أَنَّ مَنْ رُحَّل كَمَنْ بَقِّيٌّ وتَعَلُّلٌ...
الْمُرْسِلَ: رَاعِي غَنَمَ..®
الْمُرْسِلُ إِلَيْهِ: إمراة تُخُلِّقَتْ مِنْ خَيَالِ الْكَاتِبِ تُكَاتِبُهُ كَلَمَّا اِعْتَرَضَتْهَا
الْحَيَاةُ بمواجعها
الجزائر
16/08/2015
|
|
|
|