يحكي أن في قديم الزمان كان هناك رجل عجوز يعيش مع ابناءه الثلاثة في سعادة وسلام يغمرهم الحب، وفي يوم من الايام أصاب الاب مرض شديد وازداد الألم عليه حتي اقترب أجله، وكان الابناء الثلاثة يتنافسون دائماً في رعاية والدهم المريض والعناية به، وذات يوم طلب الابن الاصغر من إخواته أن يسمحوا له بأخذ ابيه إلي منزله حتي يتمكن من رعايته و خدمته بشكل دائم، فرفض الاخوة في البداية ولكنهم وافقوا عندما أخبرهم اخوهم أنه سوف يتنازل لهم عن نصيبة من ميراث والده إن وافقوا .
يخبره أنه قد خبأ له كنزاً في مكان بعيد جداً .. في الصباح اتجه الابن علي الفور الي المكان الذي أخبره له اباه في الحلم، فوجد صندوقاً صغيراً ملئ بالمجوهرات الثمينة والاموال، فأخذ الابن الصندوق وذهب به إلي اخوته يقص عليهم ما حدث معه، فقالوا له : لقد تنازلت لنا من قبل عن نصيبك في ميراث والدك، والآن ليس لك الحق في هذه الاموال .

وفي الليلة التالية، رأي الابن نفس الحلم من جديد، وعندما عثر علي الاموال ذهب به إلي اخوته مرة أخري، وتكرر معه ما حدث واخذوا المال دون أن يعطوه أى شئ .. عاد الابن حزيناً إلي منزله وفي هذه الليلة رأي اباه في منامه أنه قد وضع ديناراً في جرة الماء الموجوده في حقلهم البعيد، فذهب الابن إلي اخوته وأخبرهم بما رأي، فأخذوا يسخرون منه ويقولون له : دينار واحد ؟ خذه أنت إن أردت .

ذهب الابن إلي الحقل وأخذ الدينار وفي طريق عودته قابل صياداً عجوزاً يقوم ببيع سمكتين، فاقترب منه وسأله : كم تأخذ ثمناً لهاتين السمكتين، فقال الصياد : أنا لا أريد إلا ديناراً واحداً .. فأعطاه الابن الدينار واخذ السمكتين، وأعطاهما إلي زوجته وطلب منها أن تعدهما لطعام الغذاء .. وبينما الزوجة تحضر السمكتين وتشق بطن إحداهما وجدت شيئاً يلمع بشدة، أخرجته فوجدته جوهرة كبيرة، وعندما شقت بطن السمكة الثانية وجدت جوهرة أخري، وتناقل الناس أخبار تلك الجوهرة الثمينة، فلما علم الملك أمر بإحضارها له، وكافأ الابن الذي عثر عليها بأموال كثيرة .