الطب أمانة
يفتح الستار عن مجلس الخليفة المتوكل على الله حيث يشاهد في الوسط كرسي الخليفة وبارزاً عن غيره من المقاعد ومن حوله بعض الحاشية جالسون. يبرز الحاجب معلناً عن قدوم الخليفة إلى مجلسه.
الحاجب مولاي الخليفة العباسي المتوكل على الله .
(يقوم الحضور احتراماً وتقديراً )
( يدخل المتوكل )
المتوكل السلام عليكم .
الحضور وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
( يجلس الخليفة ويجلس الحاضرون )
المتوكل مرحباً بكم يا ساده .
بعض الحضور وبك يا أمير المؤمنين .
أحد الحضور أسعد الله مساؤك يا جعفر بن المعتصم .
المتوكل ومساؤك يا عبد الله … ( منادياً ) أيها الطبيب .
الحاجب ( يتقدم قليلاً ) نعم مولاي .
المتوكل هل عاد وزير المال من بغداد ؟
الحاجب نعم .. لقد عاد ليلة البارحة .
المتوكل عجبا .. ما منعه من المجيء إلي ؟؟
الحاجب لا أدري يا مولاي .
المتوكل ليس كعادته .. عسى أن يكون المانع خيراً .
الحاجب هل أرسل في طلبه .
المتوكل لا .. لعله في الطريق إلينا .. ترى لماذا تأخر عن الحضور ؟؟
أحد الحضور لعل السفر أجهده .. أو أنه لا يعلم بوجودك في العاصمة سامراء .
( يهز رأسه ) قد يكون .. قد يكون .
( يبرز الحاجب مخبراً بقدوم الوزير )
الحاجب مولاي .. لقد أتى الوزير
المتوكل دعه يدخل .. الحمد لله ( يخرج الحاجب )
( يدخل الوزير )
الوزير السلام عليكم .
الحضور وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الوزير السلام على أمير المؤمنين .
المتوكل وعليكم السلام .. يا مرحباً بك .. كيف حال أهل بغداد ؟
الوزير الحمد الله .. مولاي جعفر .. كم كنت مشتاقاً لكم ولسامراء .
المتوكل لقد تأخرت أيها الوزير .. كم كنت قلقاً عليك .. فما تعودت منك ذلك .
الوزير عفواً مولاي .. لم أصل إلا متأخراً .
المتوكل متى وصلت بالسلامة ؟
الوزير قبيل الفجر يا أمير المؤمنين
المتوكل أني في غاية السعادة والغبطة بوصولك أيها الوزير .
الوزير أدام الله عزك يا أبا المنتصر .
المتوكل أجلس .. أجلس أخبرني عنك وعن أهل بغداد .
الوزير مولاي .. لقد كلفت كل بناء بأن يساهم بالبناء والتعمير في جميع أنحاء البلاد ..
كما كانت أوامرك .. وقد خصصت لهم الأموال والعدة من أجل ذلك .
المتوكل وماذا بشأن الزراعة أحياء الأراضي الموات ؟؟
الوزير كن مطمئناً يا مولاي .. فقد عينت الفلاحين لزراعتها . فأنا أعرف محبة أمير
المؤمنين للزراعة والعمران .. وثق بأني أطبق أوامرك .
المتوكل أني أثق بك . ولكن ليطمئن قلبي .
الوزير كما أن مدينة المتوكلية التي ستكون عاصمتنا الجديدة بدلا من سامراء . قد
أوشكت على الانتهاء .
المتوكل متى ستنتهي أخبرني ؟ متى عاصمتي الجديدة المتوكلية .
الوزير بعد أشهر قليلة إن شاء الله .
المتوكل إن شاء الله الحمد لله .
( يدخل أحد الشرطة ويهمس في اذن المتوكل )
المتوكل حسناً ( للحضور ) أريد الخلوة بنفسي
( يخرج الحضور وهم يودعونة )
الحضور في أمان الله .. مع السلامة يأمير المؤمنين .
المتوكل في أمان الله رافقتكم السلامة .. أجلس أيها الوزير .
الوزير أستأذنك يا مولاي .. هل تسمح لي بأن أذهب للديوان كي أتم أعمال الدولة
المتوكل كان الله في عونك .. لك الأذن .
الوزير السلام عليكم ( يخرج )
المتوكل وعليكم السلام ( بعد خروج الوزير ) أيها الحاجب
الحاجب نعم مولاي .
المتوكل هل حضر كبير الأطباء ؟
الحاجب نعم انه بالباب يا سيدي .
المتوكل دعه يدخل .
الحاجب أدخل .. أيها الطبيب .
الطبيب السلام على مولاي الخليفة .
المتوكل وعليكم السلام .
الطبيب هل أرسلت في طلبي يا أمير المؤمنين ؟؟
المتوكل نعم فأني أريدك في أمر هام .
الطبيب أمر مولاي .. خيراً أن شاء الله .
المتوكل هون عليك .. لقد دعوتك لأمر عظيم كما ذكرت . فأن أعنتني قربتك . ورفعت من منزلتك . وإلا سخطت عليك وأوقعت بك .
الطبيب سمعاً وطاعة .
المتوكل أيها الطبيب .. أن لي عدواً لدوداً .. أريد أن أتخلص منه . وأريد منك أن تقتله بالسم قتلاً عاجلاً لا يدري به أحد .
الطبيب يا أمير المؤمنين .. لقد تعلمت الطب لأداوي الناس لا لأقتلهم .
المتوكل أنك تعصي أوامري وتثير سخطي عليك أيها الطبيب .
الطبيب عفواً سيدي .. لكن هذا المرة سأرفضه .
المتوكل هل تريد من عدوي أن يسرح ويمرح . وأنت تستطيع قتله ؟
الطبيب أني طبيب .. ولست جلاداً أو قاتلاً يا مولاي .
المتوكل أنت جبان أيها الطبيب .. ألا تعلم أن الأعداء يستحقون القتل ؟
الطبيب بلى .. لكنها ليست مهمتي .
المتوكل أيها الشرطي ..
الشرطي أمر مولاي .
المتوكل أطرد هذا العاصي عن وجهي .. فأني لا أطيقه .
الطبيب لست عاصياً يا أمير المؤمنين .
المتوكل ستندم أن لم تعدل عن رأيك هذا .
الطبيب مولاي .. جوابي ما سمعت .
المتوكل أيها الشرطي نفذ ما أمرتك به .. وأطرد هذا الجبان .
الشرطي حسناً يا مولاي هيا أخرج .. هيا ( يخرج الطبيب أمام الشرطي )
ســـــــــتار
نهاية الفصل الأول
الفصل الثاني :
يفتح الستار عن نفس المكان السابق لمجلس الخليفة المتوكل ويلاحظ بعض التغير لمرور فترة زمنية يرى الخليفة في المجلس .
المتوكل أيها الحاجب .
الحاجب أمر مولاي .
المتوكل هل احضر الشرطي كبير الأطباء ؟
الحاجب نعم .. أنه بالباب .
المتوكل لتأذن له بالدخول .
الحاجب سمعاً وطاعة .. ( يقترب من الباب منادياً ) أمير المؤمنين التوكل على الله ..يأذن للطبيب بالدخول .
( يدخل الطبيب )
الطبيب السلام عليكم .. ( ثم يقف في الركن )
المتوكل وعليكم السلام .. هاه .. هل تدبرت أمرك أم مازلت على عنادك ؟
الطبيب بل ظللت علي أمانتي وليس على عنادي .
المتوكل سأعطيك ما تريد من المال .. هه .. ماذا قلت ؟
الطبيب أن أموت جوعاً خيراً لي أن أغدر وأستخدم أشرف مهنة في القتل والفتك .
المتوكل لن أخبر أحداً بما فعلت .. ولن يعرف أحد بذلك .
الطبيب والله .. لو قطعتني إرباً .. فلن تجد مني سوى الرفض والامتناع .
المتوكل أذن .. أنت مصر على معصيتي ؟
الطبيب غفواً سيدي أمير المؤمنين . بل مصر على صوابي ولن أتزحزح عنه .
( يمشي المتوكل بضع خطوات في صمت )
المتوكل ( يقترب من الطبيب ) أيها الطبيب .. هدئ من روعك فما كان كلامي لك إلا امتحاناً لك لأمانتك وكتمانك للسر .. وقد نجحت نجاحاً باهراً . ولتكن من هذه اللحظة .. طبيبي وطبيب عائلتي . على أن تخبرني عن سبب امتناعك عن تنفيذ أمري .
الطبيب مولاي كان ذلك لأمرين .
المتوكل ما هما ؟
الطبيب أولهما .. ديني الذي يردعني عن الغرور والخيانة . وثانيهما .. شرف مهنتي ’ فلها علي حق يجب رعايته لأن الطب أمانـــــــه .
المتوكل بارك الله لك في مهنتك وأطال في عمرك .. لتكون منقذاً للناس من شرور الأمراض وأهنئك على أمانتك وسأكون عوناً لك ما دمت حياً .
|