احبتي الكرام مقال أردت أن ألقي من خلاله بقعة ضوء على المنتديـات وماهيتها ولماذا يهجرها البعض ولماذا يعود إليها آخرون في بداية انتشار الإنترنت والمواقع كانت بداية المنتديـات وفي وقت وجيز تصدرت في محركات البحث لغزارة المواضيع وكلمات البحث وانتشرت في تلك الحقبة بين كل فئات المجتمع وكان اهمها الإختلاط في المنتديـات بين كل العرب وكذلك بين الجنسين .. واصبح للمنتديـات عشاقها واقلامها .. فمن كان يبحث عن إطلاق موهبته في الكتابة ..فـ المنتديـات ملاذ ناجح لصقل موهبة الكتابة ... كما انها ايضا حقل جديد لصناع الكلمة والفكر حيث يلتقون مباشرة مع القارئ وسرعة معرفة أراء الآخرون حول أي قضية تتبناها أو أي فكر تنتهجة ... حتى من كانوا يبحثون عن الزواج كانت المنتديـات إحدى السبل لبلوغ ذلك وبالفعل هناك من نجح وهناك من أخفق... الحقيقة كانت ثورة عظيمة في اختلاط الثقافات بين مجتمعاتنا العربية وكانت بالفعل ايجابياتها أكثر من سلبياتها ومن السلبيات التي عانت منها المنتديـات ولازالت تعاني الى يومنا هذا هي السرقة الأدبية ( القص واللصق ) فـ خاصية القص واللصق أتاحت المجال لهذه الظاهرة في الانتشار ... أغضبت الكثيرين حيث لاتوجد حماية للمصنفات الأدبية مالم تكن كاتباً مشهورا ولك مطبوعات هنا وهناك ومن السلبيات أيضاً أن يقوم صاحب المنتدى في ليلة وضحاها ودون سابق انذار بإغلاق المنتدى وللأبد مما اهدر جهود الكثيرين خصوصا أولئك الذين يكتبون حصرا في منتدى واحد وتعددت الأسباب في اغلاق المنتديـات منها عدم التفرغ ومنها التكاليف المادية خصوصا من لا يجد مدخول من الإعلانات قوة المنتديـات في تلك الفترة ونجاحها كمواقع اعلان جعلت ياهو تقوم بشراء المنتديـات العربية وخصوصاً( مكتوب )واطلق عليهاياهو مكتوب كي تستثمر فيها عن طريق الإعلانات إلا انها سرعان ما فشلت في ذلك ثم قامت بإغلاق تلك المنتديـات الكبيرة ونستطيع القول أن المنتديـات العربية بشكل عام حافظت على الأخلاق والهوية الشرقية من خلال الضوابط والقوانين التي سنها اصحاب المنتديـات بناءا على أخلاقنا الدينية وعادات مجتمعنا العربي من جهة أخرى التفاخر في عدد المتابعين في كل من تويتر وفيس بوك ..جعل الكثيرين يهجرون المنتديـات حيث وجدوا هناك حرية أكبر وبإمكانية كتابة ما تريد حتى ان كان يحمل بعض البذاءات والتحدث في السياسة كيفما تشاء فلا رقيب هناك خصوصا لشعور الشباب بالظلم مقارنة بالمجتمعات الغربية ...الا ان صحوة الحكومات العربية تجاه هذا الموضوع جعلها تراقب وتلاحق المنتهكين للأخلاق والسياسة على حد سواء شهدت 2016 عودة كبيرة للمنتديـات خصوصا مع ابداع الشباب في التصميمات والقصائد والكتابات الأدبية ولكن يبقى موضوع القص واللصق ينخر في اساسات المنتديـات ...بل تطور الى درجة أن الذي يرد لا يقرأ الموضوع اصلاً وهناك كارثة ساعدت في ذلك اسمها ( فعالية طابور الردود ) فهي بالفعل كارثة أدبية تجعل من المشترك فيها محترف القص واللصق دون قراءة ... مع اننا كنا ولازال الكثيرون يقرأون الموضوع بعناية بل ويقرأون الردود كلها تعود المنتديـات للصدارة شيئاً فشيئاً ونتمنى لكل الأقلام المبدعة النجاح وكذلك ريش الإبداع أحبتي من اعجبه المقال فهو على حق ومن لم يعجبه ايضاً هو على حق ..فقد أكون مخطئ ويبقى الشكر لكل من مر من هنا وقرأ مودتي..../ ابن زاوت الشعبي 2 آذار 2017