( الفصل السّادس )
اثنينهم فِـ : البرد عاشوا !
ورغم هذا البرد ..
الدّفا يلبس يديهم ,,
والحنان يذوب فيهم
برد .. برد
يبس هالورد ..
واغصانه الشّوك .. فِـ : يدي
تنبت عروق ودم ..
يا وجهي الذابل .. ندم
حالي عدم
تشقّقْ طولي اليابس
تعبت اخفيك يالهاجس
وروحي اللي مسافره
فـ : اصوات ريحٍ كافره ..
ملّت خطايا البرد
وذنوب البشر
للدّمع فِـ : خدودي مسار ,,
تشبه رحيلك يالشّفق
فوق النّهار
برد برد ..
فِـ : ثيابي العتمه طويتك ابتسامه
طويتك حيل !
ما طويتك يا كلامه !
ولا سهرت الليل
ما ذكرتك .. يا مسافات الفضا
ما ذكرتك .. نار
من جمر الغضى
برد .. برد
ما يدفّيني عتابه
ولا فرَح ناسٍ غلابه
ولا تدفّيني السيجاره
برد .. برد
تعبت البرد .. والليل الطويل
اشقاني الرّمش الكحيل ..
تعبت اشوفك
وما أشوفك !
يـ : الدّروب اللي تودّي ما تجيب ..
يـ : المدى ..
يـ : الموت في صوت النّحيب
انكسرت ولا دفيت ..
وما جبرني كلّ خوفك !
وش جبرني ؟
وش يدفّيني ؟
إتّصالي فيك ؟
لحظه لحظه !
" الو ..
مساء الورد يا روحي
مسائك ورد يا حبي
وحشتيني ..
كثر ماغبتِ عن عيني
وبعد إنتا .. ( إلك وحشه ) كثر هالناس ..
كثر ما ينبض بقلبي إلك إحساس
أحبّك ما سمع صوتي أحد غيرك !
أحبّك مـ / انتهت فيني المشاوير
لـ : عيونك !
أحبّك .. قلتها لـ : جنحان طيرك
أحبّك ..
ماء يسقيني يبلل بـ :العطا صوتي ..!
أحبك ..
ضعت من دربك لـ : دربك ,,
كيف تشقيني ! "
و .. ادفى !
( الفصل السّابع والأخير )
ولأنّ الحبّ في مدينتي لا يكون إلا ليلاً ..
والشّجرُ المُمتدّ على أرصفة الطّرقات يبكيه بحرقه ..
فقد كُتِبَ على أجنحة النّوارس , وعلى أصوات النّاي , وعلى ثواني السّاعة ودقائقها .. وكلّ تفاصيلها .
هو حبٌّ إنْ وُجِد كما في هذه الحكاية لَن يُخلَقْ مِثْلهُ في البلاد ..
هو تفاصيلُ دقيقه كما يرويه المطر لي ,
هو أشياء استثنائيّه لا تتكرّر في مُعظم اللحظات الّتي يكون فيها موجوداً ,,
هو رسائل , وحكايات , وأرصفه , ومواعيد , ومقاهي ..
وأشياء كثيره وجميله ,,
هو كلامٌ صامت , أنفاسٌ حائرة , طريقٌ طويل وغير مُعبّد ..
هو لقاءٌ وفراق ..
حضورٌ وغياب ..
" مُكالمات لم يتمّ الرّدّ عليها , رسائل في صندوق الوارد "
مسودّات , تقارير ..
وحالاتٌ تأتي بينها .. كلّ الحالات !
الحبّ في مدينتي يكون تهوّراً إذا كان من خلف الشبابيك القديمه ,,
يكون جنوناً إذا كان الرّحيل خاتمة لكلّ شيء .
الحبّ في مدينتي شيءٌ بين الأشياء العتيقة والغامضة ,
المُنحرفة والغير مُنحرفة ,,
الواضحة والمُبهمة ,,
الحبّ في مدينتي لا يأتي بعد المطر !
الحبّ في مدينتي أشبهُ بالخريف ..
تساقطٌ حتّى التعرّي !
الحب في مدينتي مثل القلائد والجواهر الّتي تُعلّق في محلات الذّهب ..
ولا تُباع .. فقط تُعرَض !
الحب في مدينتي مثل الوطن الكبير ..
الّذي يتعرّض لاحتلال ..
ولا يستطيع الخلاص منه ..
إلا بمساعدة المُحتَلّ !
الحبّ في مدينتي في لوحٍ محفوظ ..
لا يُحرّكهُ أحد ..
ولا يتحرّك بمفرده .. !
ببساطه ..
الحبّ في مدينتي كافر ..
كافر بكلّ الأشياء الجميله ,
كافر بكلّ الصّور , بكلّ الأماكن , بكلّ الأغاني , بكلّ شيء ..
أخيراً :
ليس الحبّ هُنا مُذنباً كي أُحاكمه ,,
ولكنّهُ سبباً في تعاسة الحبّ نفسه , وفي شقائة وبكائه !
بررب
|