السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ يعمل عبر الإنترنت في الإجابة عن بعض الاستبيانات، ويسأل: هل في المال الذي أتقاضاه حرمة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شابٌّ أعمل في بعض مواقع الإنترنت عن طريق الإجابة عن بعض الاستبيانات لمواد ومنتجات بشكل عشوائي، مقابل الحصول على أجر مادي عن كلِّ استبيانٍ. علمًا بأن الأسئلة الموجودة في الاستبيان مُوَجَّهة إلى أمريكا والبلاد الغربية، والمنتجات التي يَعرضونها لا عِلْمَ لي بها؛ لأنها مُخَصَّصة للغرب، وهم لا يَقبلون أحدًا من الدول العربية؛ لذا فأنا مسجل بحساب غربي. فهل في المال الذي أتقاضاه حرمة؟ الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فيَسَّرَ الله أمرك أيها الأخ الكريم، ورزقك رزقًا واسعًا طيبًا مُباركًا فيه مِن حيثُ لا تحتسب، أمَّا العمل في الجواب عن تلك الاستبيانات، فإن كانت الإجابات عن الأسئلة والاستبيانات دون غشٍّ أو خداعٍ، وكان الغرضُ منها مباحًا، وتراعى فيها الشروط الآتية: أولا: أن تكون مشاركتك مجانية؛ بمعنى: أنك لا تدفع أي مال للموقع في مقابل اشتراكك للجواب، حتى لا تقعَ في المقامرة المحرَّمة شرعًا. ثانيا: أن يكونَ الاستبيانُ نفسه مما تجوز المشاركة فيه، فلا يكون مجاله فيما حرمه الله؛ كالخمور، والربا، والعري، وغيرها، حتى لا تشارك في نشر منكرٍ، ولا تعين على ما حرمه الله تعالى. ثالثا: عدم تضليل الناس أو الكذب عليهم؛ بمعنى: أنك إن كنت غير متحقق من إجاباتك فلا تُرسلها؛ حتى لا يروجَ الكذب أو التضليل بين الناس، وكذلك لا تجوز المشاركة بمجرد التخمين. إذا تحققتْ تلك الشروط فالعمل مباح، والمال المكتسب منه حلال. وأما إن اختلت أحد هذه الشروط، أو اشتمل العمل على غشٍّ أو خداع، أو كان الغرض منه محرمًا - فإنَّ المال الذي تحصل عليه لا يحل لك. وفقك الله للخير، وصَبَّ عليك الرزق صبًّا الالوكة