عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2017   #4


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 9 ساعات (08:28 PM)
آبدآعاتي » 3,247,938
الاعجابات المتلقاة » 7418
الاعجابات المُرسلة » 3687
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



لم أفهم سبب خوف أمي إلاّ بعد أن أتت الحشرات على الكتب، وعلى مستودع الثياب، والخشب، ولم يوقفها شيء.. رغم محاولات والديّ مقاومتها بكل أنواع المبيدات والصعق الكهربائي.. كانت بيوضها تقاوم شتّى أنواع الفتك مستعصية على التهتك.. وحين يحين موعد الفقس تخرج اليرقات نهمة شرهة لا يوقفها شيء.. وهكذا اضطر والدي لاستخدام الأقراص المدمجة لأطل من خلالها على عالم شبكة المعلومات.. وكنت في الثانية عشرة من عمري حين صحوت يوماً على وقع أحذية الجنود والرجال الآليين.. وقادتهم يصرخون:‏
ـ أغلقوا منافذ الكهف جيداً..‏
ارتاع أبي: ـ ماذا تريدون؟ من أنتم؟‏
قال أحدهم ويبدو أنه كان زعيمهم: ـ صورك موزعة في كل مكان، مع كل بث في الإنترنت.. أتعبتنا كثيراً.. يبدو أنّك داهية في تعاملك مع التقنيّة، بالصدفة استطعنا تحديد مكانك..‏
ثمّ صرخ برجاله الموزّعين:‏
ـ خذوا كل شيء موجود هنا، سيساعدنا في التحقيق..‏
توسّل أبي إليه: أرجوكم لا تكونوا قساة مع ابني، إنه صغير لم يتعرف بعد على عالمكم.. حتى أمه ليس لها ذنب بشيء..‏
قال بسخريّة: أمه؟ هي هاربة أيضاً.. مثلما هربت أنت..‏
خرجت من مخبئي صارخاً: ـ ابتعدوا عنهما، لم هذه القسوة؟‏
احتضنتني أمّي: ـ لا تخف يا بني، يجب أن تكون شجاعاً.. تذكّر ما علمتك ووالدك من دروس.. الهدوء في تقبل المفاجآت..‏
كان الآليون يرصدون كل شيء.. وبعضهم يردّد جملاً يدلّ بها على تنفيذه أوامر معيّنة:‏
ـ أفرغت.. كل الأقراص.. في ذاكرتي..‏
وكان أحد القادة يتابعهم: ـ أفرغ أيضاً ما في ذاكرة المعالجات الرقميّة هنا.. وعددها أربعة..‏
ـ سأفرغ المعالجات الرقميّة.. حالاً.. هل أدمرها.. بعد ذلك؟‏
ـ لا.. دع رفيقك يحمّلها في صندوق الشاحنة الطائرة مع بقيّة الأشياء الأخرى..‏
***‏
ودعتني أمي بالبكاء، ووالدي ينظر إلي نظرات حزينة.. ثم لم أرهما بعد ذلك.. أدخلوني في معهد أبحاث الزمن، وقد دهشوا لمقدرتي على الاستيعاب، وأصبحت في العشرين من عمري خبيراً متمرساً، ينظر لي الجميع بإكبار واحترام..‏
سأله عامر وهو يتابع القصّة بذهول: ـ وكيف كان المجتمع الذي تعيش فيه.. وهل استطعت نسيان أبويك بهذه السرعة, أم كنت تحاول الاتصال بهما؟‏
ـ آه.. وبماذا أخبرك يا بني.. كان كل شيء حولنا، صنعيّاً، حتى النباتات البلاستيكية.. التي وزعوا أصصها في مداخل المكاتب والمصانع.. وكان كل من يعمل معي لا يعرف الابتسامة، يتحرك كرقم.. كاميرات المراقبة في كل مكان تحصي الأنفاس، وتسجل كل حركة.. ومن يجلس في غرف المراقبة والمتابعة هم الآليون فقط، الذي لا يتعبون ولا يفرقون بين أحد..‏
عرفت عن طريق الدخول في شبكة الأمن، أن والديّ نفياً إلى مكان في الجنوب وكلفا بدراسة سبل الاستفادة من النفايات.. وأن الحصار المضروب عليهما وتعاملهما مع نفايات مشعّة قد جعل المرض يتسلل إليهما ليميتهما خلال أشهر.. لم أنسهما لحظة في حياتي.. ولن أنساهما ما حييت.. آه يا بني حين تعرفت على هيفاء شعرت أنني أستعيد إنسانيتي..‏
ـ آسف يا عم، بدأنا نقترب من القرية، ها هو الجبل الأخضر يبدو لنا..‏
ـ أنا أعرف المكان الذي خرجنا منه.. إنه في ذلك الاتجاه..‏
اتجه إلى الجبل الأخضر وهو يقول متوسّلاً:‏
ـ ولكني أرغب بسماع بقية القصة.. أرجوك يا سيدي..‏
تابع الكهل بعد أن صمت للحظات: ـ كانوا في قسم أبحاث الزمن يحاولون نقل المتبرعين إلى المستقبل، بعد يوم أو يومين، وتوصلوا إلى فترات لم تزد عن الستة أشهر.. كان المتبرعون يعودون بعدها‏
منهكين متعبين، تستنفر الأجهزة لتسجل ما شاهدوه في ذلك الزمن وما سمعوه وما عرفوه.. نقلة ليست هامة في القفز فوق الزمن..‏
ولكننّي اكتشفت أن العودة إلى الماضي، لا تحتاج لكل هذا الجهد الذي يحتاجه القفز إلى المستقبل, وكانت في ذهنك أفكار مرهقة، عن الأسباب التي أدت بالإنسانية إلى هذا الانهيار الشامل..‏
بدأت أقرأ الأقراص المدمجة، أتعرّف على العصور السابقة كما سجلتها الأقراص المدمجة.. كانت السجلاّت مكتوبة بعبارات جافة ليس فيها إحساس.. إنها مصاغة عن كتب المؤرخين لتقدم إحصاءات وبيانات ليست فيها مشاعر، حتى في وصف المذابح والكوارث، كان يكتفى بذكر عدد القتلى والجرحى..‏
وفيما بعد بدأت كل تلك الأقراص تدمج بأقراص أخرى تختصر الكثير من التاريخ..‏
ـ من الذي كان يسيطر على الكوكب؟ أمعقول أن تبقى القوة العظمى المسيطرة الآن، إلى ذلك التاريخ؟‏
قالت هيفاء الزوجة: ـ كان من أسباب مجيئ نواف إلى هذا الزمن دراسة الواقع الآن واستقصاءه ودراسة معطياته للوصول إلى نتائج قد تفيدنا في تفسير زماننا البعيد..‏
هزّ عامر رأسه متوسّلاً: ـ ليست مهمة سهلة.. ولكن كيف اخترت يا دكتور نواف هذا العام بالضبط؟‏
ـ التغييرات التي يشهدها بداية كل قرن قد تنبئ عن مسيرة الإنسان فيه لذلك اخترت السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، وخاصة السنين التي تبدأ فيها ألفية جديدة........ بدأنا نقترب من البلدة..‏
تابع كلامه موجّهاً عامر:‏
ـ هناك طريق فرعي يصعد إلى الجبل.. على اليسار..‏
ـ يبدو شديد الانحدار.. لا بأس.. لم تقل لي كيف وصلت إلى ذلك الطريق هناك، وبدوت وأنت تتمايل حتى سقطت في وسط الطريق؟‏
ـ لأنني كنت قلقاً وخائفاً وأنا في حجرة الزمن وحدي، وحولي كاميرات المراقبة ومجموعة من الناس الآليين.. لعل ذلك القلق جعلني أضغط وأنا أتعرض للأمواج، زرّاً غير مناسب في الآلة..‏
قالت هيفاء زوجته موضّحة: ـ رأينا الوقت والتاريخ فقفزنا إليه، متأكدين أننا سنخرج من نفس المكان الذي خرجت منه.. وبدأنا نبحث عنك حتى دلنا جهاز التتبع على مكانك.. ولكن الظلام خيّم وكنا خائفتين..‏
وأكملت هادية الابنة: ـ المهم عثر علينا الدكتور عامر.. الرجل الشهم المنفتح الذهن..‏
ـ وكيف لم يركم الآليون وكاميرات المراقبة..‏
قالت هيفاء: ـ أطلقت تلك الحزمة اللازريّة تشتت الأضواء، وتظهر لكاميرات المراقبة والآليين أن كل شيء طبيعي..‏
ردّد نوّاف منزعجاً: ـ حزمة اللازر بتكثيف كرات البث المجهرية؟ يا إلهي كيف لم أتذكرها..‏
سألته باستغراب: ألم تستخدمها؟‏
ـ لا.. وهذا ما جعلني اضطرب.. المهم ساعدنا الله لنتجمع ثانية بفضل هذا الرجل الشهم..‏
سألهم عامر: ـ هل ستظلون في هذا الزمن طويلاً؟‏
تنهّد نوّاف بقلق: ـ ربما لأيام.. أو لأسابيع..‏
ـ وكيف ستعودون؟‏
ـ لا تقلق علينا، لدينا الأجهزة اللازمة..‏
كان في ذهن عامر أن يسأل تلك الأسرة الصغيرة، أسئلة كثيرة عن زمنهم العجيب، وقد نمت في صدره رغبة ملحّة بالتعرف أكثر على هؤلاء الناس المتفوقين، الذي ما زال يراجع حكايتهم في داخله مستغرباً مدهوشاً.. تردّد قليلاً قبل أن يسأل نوّاف:‏
ـ هل كان والداك يعيشان في كهف في هذا الجبل الصغير؟ وما علاقته بمكان مركز أبحاث الزمن في عصركم؟‏
ـ عندما كبرت عرفت أن هيئة العلماء العليا للبحوث، اختارت هذا الجبل لبعده عن المدينة، ولكونه منعزلاً في الصحراء، وذلك لإتمام الأبحاث حول الزمن وإجراء التجارب بهدوء وسرية.. وأعتقد أن لوالديّ اللذين لم أسمع بهما بعد اعتقالهما، سبباً في اختيار هذا المكان، فبعد استجوابهما ـ كما يبدو ـ ضغطوا عليهما للعمل المرهق المستمر كتعويض عن سنوات الغياب التي غاباها.. ربما كان هذا ما جرى حقيقة..‏
ـ يعني هذا الجبل الصغير، سيتحول إلى كتلة قاحلة تغزوها الحشرات في زمنكم.. وسيشهد أحد كهوفه أحد أهم مراحل حياتك ووالدك ووالدتك؟‏
ـ حينما قدمت إليه لأول مرّة، كنت مذهولاً والذكريات تخرج مني بشكل آهات كانت تضغط على قلبي، تعذبني.. حتى انعزلت لساعتين أبكي ذكرياتي المرّة، أبكي والديّ اللذين فقدتهما، أبكي المكتبة والأشجار الحرجيّة، والكهف الذي شهد طفولتي وسعادتي ونشأتي..‏
قالت هادية: سنقضي فيه عدة أيام يا أبي، ولكن أين سنعيش؟ يبدو جبلاً خالياً من البشر..‏
ـ سأبحث عن الكهف الذي عشت فيه وسأعرفه.. أنا متأكد.. ولن نتعب في الحصول على المؤن والطعام..‏
اعترض عامر: ـ ولكنكم لا تملكون نقوداً، سأعطيكم بعض النقود لتتعاملوا بها مع الناس.. وسأحاول العودة إليكم لمساعدتكم في الدخول في أبحاثكم عن هذا العصر..‏
تركهم عامر مرغماً، قرب شجرة كبيرة على أمل أن يلقاهم فيما بعد، قرب تلك الشجرة، فيجب أن يظل، أحدهم قريباً من المكان، حتى يعود عامر.. فعامر هو مفتاح تعرفهم على العالم، وهذا ما أكد عليه..‏
عاد إلى الشارع الطويل، يشق بمصباحه الظلام وقد تأخر الوقت وهو حزين لأنه تركهم دون أشياء ضرورية للحياة، لم يستطع سوى مساعدتهم بمصباح كان يحتفظ به في السيارة للطوارئ وفراش وحصيرة وبضعة وسائل راحة.. ووسائد صغيرة..‏
وصمم أن يعود إليهم بعد أن يطمئن على والده.. وهكذا استمر يقود السيارة شارداً، حتى وصل مدينته المنعزلة على أطراف البادية.. وفجع حين استقبلته الوجوه الحزينة، تنعي له والده، الذي انتظر حضوره حتى آخر لحظة في حياته.. قالت أخته مواسية:‏
ـ لم يصمد طويلاً، رغم محاولات الأطباء..‏
أكملت عمّته: ـ رغم أنه كان ينتظر حضورك ليراك للمرة الأخيرة‏
ـ كان وضعه شديد الصعوبة، وأنت تأخرت كثيراً يا أخي..‏
سألته العمّة: ما الذي أخرك؟‏
ـ اتركيه يا عمّتي.. يبدو مهموماً حزيناً..‏
ـ آه.. معك حقّ يا ابنتي.. ربما حدث له في الطريق ما أخره.. تعال يا بني أتريد أن تلقي نظرة على والدك؟‏
أشارت العمّة لأخته لتنتبه لحالته:‏
ـ انظري إلى ذلك الخدش الذي على يده، ثم إن بنطاله يبدو متسخاً بالبقع والغبار.. لا بدّ وأنّه صادف بعض المتاعب على الطريق.. كوني إلى جانبه يا ابنتي..‏
ألقى نظرة على والده وهو يبكي وإلى جانبه أخته وهي تحاول أن تخفّف عنه.. وأخّرته الجنازة والعزاء أياماً.. وحين عاد بعد ذلك إلى المكان الذي أنزل فيه الغرباء، نزل من السيّارة وأخذ يبحث في الأنحاء، يدور بين الأشجار والأحراج والأراضي الزراعيّة دون كلل فلم ير أثراً.. رغم البحث المضني الذي استغرق ساعات..‏
وظل يذكر تلك الليلة وتلك المنطقة وتلك القصة الغريبة التي حدثت له، وجعلته يرى أناساً يأتون من رحم الغيب، لدراسة واقع إنساني سيتطور إلى واقع أشد ظلمة وقتامة.. وكلّما أتى عامر لزيارة قريته كان يتوقّف في تلك المنطقة ويبحث فيها علّه يعثر على أثر لتلك العائلة الّتي تركت في نفسه مشاعر إنسانيّة لا يمكن أن ينساها أبداً..‏

انتهت


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس