من العبارات التي دوماً نكررها ولا نعمل بمقتضاها " الظاهر لنا والنوايا علمها عند الله " عبارة جميلة لو طبقناها فعلاً في حياتنا وفي علاقتنا الإنسانية بشتى أنواعها وفي كل مكان ، لكن للأسف اصبح سوء الظن والدخول بالنوايا هو الحاصل ، فلا نلتمس العذر ولا نبرر الموقف ، فالبعض ينظر للامور بعين الذات وكانه ملاك منزه عن الخطأ ، وغيره كومة أخطاء وذنوب ،فسوء الظن مرض يقتل كل شيء جميل ، قال رجل لصاحبه : إن قلبي لايرتاح لفلان ! فرد عليه ولا أنا ! ولكن مايدريك لعل الله طمس على قلوبنا ، فاصبحنا لانحب الصالحين ,, إجابة تضمنت حسن الظن الراقي ،، مرض الشافعي رحمه الله، فأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: " قوَّى الله ضعفك. فقال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني. قال: والله ما أردت إلَّا الخير. فقال الشافعي: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير" ما أجمل حسن الظن عند الشافعي .. مادفعني لكتابة هذا الموضوع هو تفشي خلق سوء الظن وعدم التمس العذر للشخص لو كان عذر واحد من بين السبعين عذراً .. منذً أيام كانت حادثة إسطنبول وراح ضحيتها الكثير من البشر الذين لاذنب لهم ولا حول ولا قوة ، سوى تواجدهم في مكان لم يعلموا انه سيقودهم لحتفهم ، بسبب انسان انعدمت لديه ابسط مبادئ الإنسانية .. حدث ماحدث ولانملك الا الدعاء والترحم عليهم وان يجبر قلوب احبتهم .. ولكن ماساءني إساءة الظن بهؤلاء الأموات بدل الترحم عليهم والدعاء لهم ، فبحكم ان الحادثة كانت بقرب ملهى ليلي ، اصبح الحكم على كل من مات انه سئ ولا خلق له ، لماذا لم نحسن الظن ، لماذا لم ننظر للامر من زاوية أخرى ، هناك الشارع فيه الكثير من المارة ، هناك الفندق فيه كثير من القاطنين ، الداخلون والخارجون ، لماذا نظروا فقط من زواية واحدة ؟! انه سوء الظن الذي ينسج حكايات وقصص مثيرة لديهم ،، لمذا لم يقال أناس أبرياء حًصدت ارواحهم دون سابق انذار برصاصات غادرة لاذنب لهم سوى تواجدهم في ذلك المكان .. ليتنا نتبع نصيحة هذا الشاعر : فَظُنَّ بالناسِ خيرًا فالخيرُ طبعُ الكرامِ وشَرُّ شَرِّ البرايا من ظنَّ ظنَّ اللئامِ لذلك دعونا ننهج منهج احسان الظن مهما حدث ومهما راينا ، فلايملك القلوب ويعلم مفاتيحها سوى خالقها .. فيكون شعارنا " ان نحسن الظن بالناس كانهم كلهم خير " آللهم أحسن ظننا في الناس ، وأحسن ظن الناس فينا .. تحياتي ،، الحرف لـــ سمآآآ لقصائد ليل ..