01-03-2017
|
#5
|

الحـلــــــــــــــــــــم
أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي،
واستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم
في أن يذهب ليدعو قبيلته (دوْسًا) إلى الإسلام
، فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم،
لكنهم لم يستجيبوا للطفيل؛
فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة،
ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم سيدعو عليهم،
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: (اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم)
ثم رجع الطفيل إلى قبيلته فدعاهم مرة ثانية إلى الإسلام،
وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
خرج الخليفة عمر بن عبد العزيز ليتفقد أحوال رعيته،
فدخلا مسجدًا، وكان المسجد مظلمًا،
فتعثر عمر برَجُلٍ نائم، فرفع الرجل رأسه
فقال عمر: لا. وأراد الشرطي أن يضرب الرجل،
إنما سألني: أمجنون أنت؟ فقلت له: لا.
فقد سبق حلم الخليفة غضبه،
فتقبل ببساطة أن يصفه رجل من عامة الناس بالجنون،
ولم يدفعه سلطانه وقوته إلى البطش به.
كان الصحابي الجليل الأحنف بن قيس، شديد الحلم
حتى صار يضرب به المثل في ذلك الخلق،
فلم يردَّ عليه ومشى في طريقه، ومشى الرجل وراءه،
فلما اقترب الأحنف من الحي الذي يعيش فيه،
إن كان قد بقي في نفسك شيء فقله
قبل أن يسمعك أحد من الحي فيؤذيك.
ويحكى أن قومًا بعثوا إليه رجلا ليشتمه،
واستمر الرجل في شتمه حتى جاء موعد الغداء،
فقال له الأحنف: يا هذا إن غداءنا قد حضر
وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب،
وهو لا يعني أن يرضي الإنسان بالذل أو يقبل الهوان،
وإنما هو الترفع عن شتم الناس،
وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم.
الحلم صفة من صفات الله -تعالى- فالله -سبحانه- هو الحليم،
يرى معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم،
ولا يسارع بالانتقام منهم.
{واعلموا أن الله غفور حليم}
الحلم خلق من أخلاق الأنبياء،
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أحلم الناس،
فلا يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء،
وكان يعلم أصحابه ضبط النفس وكظم الغيظ.
* الحلم صفة يحبها الله -عز وجل-،
قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة:
(إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة)
* الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته
، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ
دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة،
يخيره من الحور العين ما شاء)
* الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
* الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}
وقد قيل: إذا سكتَّ عن الجاهل فقد أوسعتَه جوابًا،
* الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم،
فقد قيل: أول ما يُعوَّض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره.
* الحلم يُجنِّب صاحبه الوقوع في الأخطاء،
ولا يعطي الفرصة للشيطان لكي يسيطر عليه.
الغضب هو إنفاذ الغيظ وعدم السيطرة على النفس،
فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني.
فقال الله صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب).
فأعاد الرجل السؤال وردده مرارًا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
هو الذي يحدث بسبب انتهاك حرمة من حرمات الله،
ويكون هدفه الدفاع عن العرض أو النفس أو المال أو لرد حق اغتصبه ظالم،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
-وهو القدوة والأسوة الحسنة-
لا يغضب أبدًا إلا أن يُنْتَهك من حرمات الله شيء.
أو يكون سببه شيئًا هينًا،
فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على نفسه،
وقد ينتهي أمره إلى ما لا يحمد عقباه،
ومن الغضب المذموم أن يغضب المرء في موقف
كان يستطيع أن يقابل الإساءة بالحلم
ومن مواقف الغضب التي كان يمكن أن تقابل بالحلم
وضبط النفس ما يُحْكَى أن رجلا آذى أبا بكر الصديق
بكلام في أثناء جلوسه مع النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم شتمه الرجل مرة ثانية فسكت أبو بكر،
ولما شتمه -للمرة الثالثة-
رد عليه أبو بكر. فقام النبي صلى الله عليه وسلم من
أبو بكر وقال له: أغضبتَ على يا رسول الله؟
فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن ملكًا من السماء
فلما رد هو انصرف الملك وقعد الشيطان.
ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم
ليجلس في مجلس فيه الشيطان.
بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا نطـق السفيـه فـلا تُجِبْـــه
فخيــر مـن إجـابـتـه السـكـوتُ
فـإن جاوبتــَه سَرَّيـتَ عـنـه
وإن خلَّـيْـتَـهُ كَـــمَـــدًا يمـوتُ
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ألا وإن الغضب جمرة (أي: مثل النار الملتهبة)
أما رأيتم إلى حُمْرَة عينيه وانتفاخ أوداجه
(ما أحاط بالحلق من العروق)؟!
فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض)
قال الله صلى الله عليه وسلم
: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس،
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع
* الوضوء بالماء أو الاغتسال:
قال الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار،
وإنما تُطْفَأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)
وهو أهم وسائل العلاج، وقد أمر الله به، فقال سبحانه:
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
فقال: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}
وقال: {وإذا ما غضبوا هم يغفرون}
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
. فليجعل المسلم الحلم خلقًا لازمًا
|
|
|
|