عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-12-2016
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Gray
 رقم العضوية : 29143
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 فترة الأقامة : 3072 يوم
 أخر زيارة : 07-17-2020 (04:59 AM)
 المشاركات : 27,303 [ + ]
 التقييم : 241414
 معدل التقييم : فخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond reputeفخآمه has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي اسلوبه صلى الله عليه وسلم في تعليمه لاصحابه !!



بسم الله الرحمن الرحيم
تمر السنون والأعوام، وتظل السيرة النبوية بأحداثها ومواقفها نبراساً يضيء لنا الطريق في التربية والتعليم، والعزة والتمكين،
لما تحمله بين ثناياها من مواقف تربوية كثيرة تضع للدعاة والآباء والمعلمين والمربين المنهج القويم في التربية، والأسلوب الأفضل في التعليم،
فنبينا صلى الله عليه وسلم كان نِعْمَ المُرَبِّي والمُعَلِّم، بل أفضل مُرَبًّ ومعلم،
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الله لم يبعثني معنِّتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً) رواه مسلم
،
وكان صلوات الله وسلامه عليه في تعليمه وتربيته لأصحابه ينتقل من أسلوبٍ إلى آخر، مراعياً حال المخاطَب،
فكان يلجأ في بعض الأوقات ووفقاً لواقع الحال إلى استخدام أساليب مناسبة أسلوب الحوار والمناقشة، أو ضرب الأمثال والتشبيه،
واستخدام القصة، والتعبير بحركة اليد والرسم، ورفع وإظهار المُتَحَدَّث عنه، والتعليم العملي بفعل الشيء أمام المُتَعَلِّم،
واستخدام أسلوب الترغيب والترهيب على حسب الحال،
حرصاً منه صلى الله عليه وسلم على أن تنتقل توجيهاته الكريمة وتعاليمه النبوية من مرحلة القول إلى مرحلة الفهم الصحيح والتطبيق والفعل للمتعلم
.
ومن هذه الأساليب النبوية في تعليمه وتربيته:
أسلوب التعليم والتربية من خلال طرح السؤال ليجيب عنه المُخَاطَب إنِ استطاع، أو ينتظر ليسمع الإجابة منه صلى الله عليه وسلم،
وحينما يخبر بما يعرفه يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى آخر لهذا السؤال، ليترسخ في عقل وقلب المُعَلَّم والمُرَبَّى المعنى المقصود منه صلوات الله وسلامه عليه،
وهذا من باب الملاطفة وزيادة العلم وحُسْن التربية،
ولذلك خصص البخاري باباً في "صحيحه" في أول كتاب العلم تحت عنوان: "باب طرح الإمام المسألة ليختبر ما عندهم من العلم".
~
والمواقف النبوية الدالة على أسلوبه في تعليمه لأصحابه بالسؤال كثيرة، منها:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وهي مَثَلُ المسلم، حَدِّثوني ما هي؟!
فوقع الناس في شجر البادية، ووقع في نفسي أنها النخلة، قال عبد الله: فاستحييت،
فقالوا: يا رسول الله أخبرنا بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة،
قال عبد الله: فحدَّثت أبي بما وقع في نفسي، فقال: لأن تكون قلتها أحب إليّ من أن يكون لي كذا وكذا)
رواه البخاري.
وفي هذا الموقف والسؤال من النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه فوائد كثيرة منها:
ـ حُسْن تعليمه لهم، حيث ألقى عليهم المعنى والمعلومة المراد تعليمهم إياها، على هيئة سؤال ليجعلهم يفكرون لمعرفة الإجابة،
فإذا عجزوا عن الإجابة كانوا أشد اشتياقاً لمعرفة الجواب، وهذا يحقق فائدة اكتساب العلم، وترسيخ المعنى على أفضل وجه،
بالإضافة إلى دفع الملل عن المتعلم، الذي قد يحدث إذا كان أسلوب التعليم يسير على وتيرة واحدة،
إضافة إلى ما يحققه هذا أسلوب السؤال من إدخال النشاط والسرور والبهجة في نفوس المتعلمين
.
ومن المواقف النبوية في التعليم والتربية من خلال السؤال: ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم:
إن المفلس من أمتي مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وَسَفَك دم هذا، وضرب هذا، فيُعْطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طُرِح في النار)،
قال ابن عثيمين: "قوله: (أتدرون ما المفلس؟)
الاستفهام هنا للاستعلام الذي يُراد به الإخبار؛ لأن المستفهِم تارة يستفهم عن جهل، ولا يدري فيسأل غيره،
وتارة يستفهم لتنبيه المُخَاطَب لما يُلْقَى إليه، أو لتقرير الحكم".
وقال الطيبي: "وهذا سؤال إرشاد لا استعلام"
.
إن التعليم بطريق إلقاء السؤال من الوسائل التعليمية والتربوية المهمة؛ حيث ينمي التواصل القوي بين المُعَلِّم والمتعلم، والمُرَبِّي والمُرَبَّى،
ولذلك استخدم النبي صلى الله عليه وسلم السؤال في صور ومواقف متعددة لتعليم أصحابه رضوان الله عليهم،
مما كان له كبير الأثر في حسن تعليمهم، وتفاعلهم عمليًّا وسلوكيًّا مع المعاني التربوية المقصودة منه صلوات الله وسلامه عليه،
وهو ما ينبغي أن يسلكه الآباء والمعلمون والمربون،
قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21).



/'



 توقيع : فخآمه


رد مع اقتباس