11-15-2016
|
#3
|


قال الرافضي :
السؤال العاشر:
إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز عن وجود منافقين من أهل المدينة مَردوا على النفاق وإن الله يعلمهم .. في أي معسكر كان هؤلاء بعد وفاة النبي (ص) يوم انقسم المسلمين إلى حزبين حزب علي اللي رفض البيعة وأعوانه ، وحزب أبي بكر وعمر وأتباعهم ؟
ومن بايع هؤلاء المنافقين ؟
الـردّ :
في هذا السؤال إساءة أدب في حق عليّ رضي الله عنه .
كيف ؟
يَزعم هذا الرافضي أن علياً رضي الله عنه لم يُبايع أبا بكر رضي الله عنه .
فهل خَرَج عليّ عن إجماع المسلمين ؟
وهل قَبِل عليّ رضي الله عنه أن يأخذ سبية من سبايا بني حنيفة كما تقدّم ، ليُناقِض نفسه ؟
فالرافضة تزعم أن علياً رَفَض بيعة أبي بكر ، وعليّ قبِلها بقوله وفِعله .
والرافضة تُسيء إلى عليّ رضي الله عنه في قولها هذا .
كيف يُنسب هذا إلى عليّ ؟
هل يُتصوّر أن يعيش عليّ على هامش الحياة ؟
ولا يأخذ بِحقِّه ومعه أتباع – كما يَزعم هذا المتسائل – بقوله : (حزب علي اللي رفض البيعة وأعوانه) .
أيرضى الأسد الضرغام والشجاع الصنديد بمثل هذا الموقف ؟
لو كان من أطراف الناس ، أو ممن لا يُؤبَـه له ، لربما قِيل ذلك في حقِّـه .
أما في حقّ أبي الحسن فهذا القول مَنْقَصَة في حقِّـه .
ومثل هذا الزعم والْمَنْقَصَة زعم الرافضة أن عُمر رضي الله عنه كَسَر أضلاع فاطمة رضي الله عنها !
فأين أبا الحسن رضي الله عنه ليأخذ بثأره وحقِّـه ؟
إن ضعفاء الناس لا يَرضون بهذا فكيف يَرضى به عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
وكيف يُتصوّر أن عمر رضي الله عنه الذي تزوّج أم كلثوم بنت عليّ ثم يكسر أضلاع أمِّها ؟
هذا غير مُتصوّر على الإطلاق .
وأما شُبهة الرافضي هذه ، وهي ما أخبر الله عنه من شأن المنافقين في قوله تبارك وتعالى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) .
فالجواب في نفس الآية .
كيف ؟
لقد قال الله تعالى لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : ( لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) ، فَمَا علِم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم إلا القليل .
ولذا كانت أسماء المنافقين تخفى على الصحابة رضي الله عنهم ، ومَن عُلِم منهم ، فقد مات ، كعبد الله بن أُبي ، فإنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن عَلِمه النبي صلى الله عليه وسلم فقد أعْلَم به أمين سِرِّه : حُذيفة رضي الله عنه ، ولذا كان عمر رضي الله عنه يسأله : هل سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ؟ فيقول : لا ، ولا أُزكّي أحدا بعدك .
وقد أخفى الله أسماء المنافقين لِحِكم عديدة ، منها :
أنه أدعى للتوبة من النِّفاق ، وقد تاب بعض المنافقين .
أن الله يَبتلي المؤمنين بالمنافقين .
أن المنافق يُعامَل في الدنيا مُعاملة المؤمن .
فالمنافقون ما كانوا يستعلِنون بالنِّفاق على رؤوس الأشهاد ، ولذا لما سُئل حذيفة رضي الله عنه : يا أبا عبد الله النفاق اليوم أكثر أم على عهد رسول الله ؟ فضرب بيده على جبهته وقال : أوه ! وهو اليوم ظاهر ! إنهم كانوا يستخفونه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما قال رجل : اللهم أهلك المنافقين . قال حذيفة : لو هَلَكُوا ما انتصفتم من عدوكم !
ولما قيل للحسن البصري : يا أبا سعيد اليوم نفاق ؟ قال : لو خرجوا من أزقة البصرة لاستوحشتم فيها !
وهذا يدل على استخفاء المنافقين .
فهذا السؤال الذي أورده ليس في محلّه .
وليس في هذا السؤال سوى سوء الأدب مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وأما قوله : ( ومن بايع هؤلاء المنافقين ؟ )
فلم يُبايِع أحدٌ من الناس أحدً من المنافقين !
وهو يَقصد ومن بايَع هؤلاء المنافقون !
|
|
|
|
|
|