عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2016   #156


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (09:35 PM)
آبدآعاتي » 3,247,706
الاعجابات المتلقاة » 7407
الاعجابات المُرسلة » 3680
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الجـــزء الثلاثـــــــ (( الأخيــر )) ـــــــــون

الفصل الأول :
" إلا وعـــــــــــد ! "

للحب .. ألوان السما بـ ع ـد الغروب
زهر البساتين مصابيح الدروب !

للحب ..
ما تخفى القلوب من الهوا .. وتحكي القلوب !
وتمر في صدري هبوب ..
لو مر طيف يشبهكـ
واصدق الليل الكذوب
وإلا انت محدٍ يشبهكـ !!

الشمس .. غابت المدى جمر ورماد
وينكـ حبيبي ؟؟ يا ترى وين الميعاد !

وقبل الامل ما ينطفي في ناظري
يصبح سواد
لمحت في الـعتمة سنا
وجهكـ حبيبي ضحكتكـ
وقبل يا عمري انا
شوقكـ يسابق خطوتكـ

وينكـ حبيبي ؟؟
قبل الشفق ما يغيب !
تدري حبيبي ......
كل الصبر تعذيب !!


في ليلة أظلمت بعين صاحب القلب الجريح .. قلب تكاثرت فيه الطعون من أقرب الناس .. وأعز الناس ! طلع على غير هدى .. يتهاوى مابين رسمها المتلاشي .. يتهاوى مابين صوتها وضحكها وهمسها .. هنا يشوفها وهناك يلقاها وبقلبه تبقى وبعيونه تسكن ويـــــــاكيف بتمشي حياته بدونها .. ياكيف بتشرق شمس عليه .. وهو عايش من غيرها !!؟ ماتخيل ولاقدر حتى يتصور حياته بدون حروف اسمها .. ! صرخ بكل آآآآآآآهـة تنبض بالألم والقهر وهو يمشط الطرقات بحثاً عنها .. جنونه بهاللحظة خلاه يطلع يدور عليها بالزوايا والأركان وخلف الجدران وتحت الشجر ..
كيف تقلب الدنيا حياته وأمنياته بغدر ماحسب له حساب .. تخطف منه محبوبته يوم سهل له الدرب ليوصلها !! هزلت فيه وسخرت .. طعنت كيانه وغدرت .. روحه طلعت حياته تبعثرت وفكرة ان وعد تضيع منه فكرة طالت وشمخت ! تمرّدت .. كل شي الا وعد .. تسرق الدنيا عيونه .. روحه وحتى نبضاته .. وتخلي له وعده الي ماتستكين روحه الا بقربها ولا تضحك شفاته الا بوجودها ..
وصل لبيت شهد دق الباب بتواصل .. مرتين ثلاث عشر .. يحس مضى دهر عليه وأهو واقف تحت الباب محد فتح !
ويـــــــــــــــــن يروح !! وكيف يروح ! طلع جواله يوم اتذكر شي نساه بغمرة الصاعقة الي حلت عليه .. رقم جوال شهد مخزن عنده ..
بأنامل مايدري كيف قدرت تضغط على الرقم .. دق عليها ..
انتظر ..................... الجوال مغلق !!
خبط إيده بقوة بالباب .. كان الانهيار يصرخ من كل جزء بكيانه .. عيونه تصرخ بالألم والشتات والقهر والضياع ..
مر واحد من الجيران وشافه بهالحال الملفته ماسك جواله بقوة ويدق باب بيت شهد بقوة أكبـر وهو الي مايبي يفقد الأمل !!

قال الرجال : مرحبا ياخويا ..
التفت سعود له بصمت ..
الرجال : لا مؤاخزة بس صحاب البيت دا مش موقودين !
سعود بلهفة شعت من عيونه : تعرف وينهم ؟؟؟؟؟
الرجال : دل وأتي بالزبط ماعرفش لكن البنت الي اسمها شهد بالمستشفى بترافق مع صحبـِتها ..
سعود : صحبتها مييييييييين !!؟
استغرب الرجال من حماس سعود وقال بتلعثم : ما .. ماعرفش اسمها ايه .. بس هي بنت صُغـُيرة مسكينة تعبت أوي وساكنه بحالها بدون قوزها ولا حد معاها ..........
كان هالكلام وحده كافي ان يعرف سعود منهي المسكينة الوحيدة الي عايشة بحالها .. وقال مقاطعه : لو سمحت تعرف بأي مستشفى ؟؟؟؟
الرجال وهو يتفرس ملامح سعود : مستشفى الـ ...........
عرف سعود المستشفى لأنه نفس الي راح له قبل مع وعد وقت مافحصت على الحمل ..
شكر الرجال وبلحظة اختفى من قدام عيونه .. !

تسارعت خطواته بين الزحام .. يبعد بأياديه البشر من طريقه .. لاحد يوقف طريقه بهاللحظة لايرميه بلا رحمة .. بقايا الأمل اهي الي تحرك خطواته .. صورتها كلماتها ندائاتها رجاويها .. خلت منه دوامة وأعاصير متحركة .. هرول بجنون نحو أسوأ مكان اتمنى يلقاها فيه !!
كيف بيلقاها !؟ وكيف بيكون حالها !؟ وهل إهي المقصودة ............. !

تكون باقية بهالحياة تنتظر رجعته مثل ماظلت من عرفها تنتظره !! ولا ذبلت ورود الأماني وتمرد اليأس بخواطرها !؟
عانقت صورتها الجفون .. ونظرة الحزن الكسير مايشوف غيرها بالعيون .. وبامحيها ياوعدي وحبي ومناي .. بالقاك وبترجعين لي ياسنى روحي وهواي .. !

لقى تاكسي بالطريق أشرله بسرعه ووقف .. ركب وسكر الباب بقوة وقاله اسم المستشفى ولكون قريب من المنطقة الي هو فيها عرفه راعي التاكسي على طول ..

انطلق بالسيارة وسعود تايه مابين آخر ماقراه من الحروف .. ياغلاة الروح لايبعد طيفك لايروح انا راجع لاجل وعدي .. ودنياك وسعادتها .. وانا وياك ولاعاد يفرقنا ألم وجروح ..
تكفيـن لااااا تروح الروح .. !
وصل المستشفى وسحب سعود من جيبه مبلغ ماقدره لحظتها واعطاه السائق المصدوم من هول المبلغ .. ونزل بسرعه من السيارة وهرول للمستشفى .. كانت خطواته تائهة مو قادر يحدد اتجاهه .. يشوف وعده بكل العيون ونبضات قلبه متسارعة حد الجنون .. وهو مايدري بأي قسم ممكن تكون !

راح لمكتب الاستقبال واهو مو قادر يجمع كلمتين على بعض .. أخذ نفس عميق ووقف امام المكتب وقال واهو يلهث : لو سمحتي في مريضة بالمستشفى اسمها وعد الفلاح .. ممكن تدليني على قسمها ..
الموظفة بملاقة : عاوز غرفتها ولا القسم ؟؟
سعود : ............. انا مادري المريضة بأي قسم !
الموظفة : آه اوكي .. (( وصارت تطقطق على الجهاز قبالها باسم وعد وتبحث عن القسم وعقدت حواجبها بشكل خلى سعود يتوتر أكثر ويقول : همم عرفتي وين ؟؟؟
الموظفة : أولتلي وعد إيه ؟؟؟
سعود : وعد راشد الفلاح ..
هزت الموظفة راسها تأكيد ان الاسم الي تشوفه قبالها صحيح وقالت : المريضة وعد راشد الفلاح بقسم العناية المركزة !
سعود ارتعدت مفاصله وهو كان خايف يسمع هالاسم بالذات وبلع مرارته وقال بخنقة : ووين هالقسم !

وصفت له المكان وشكرها بسرعه وانطلق مسرع بين عيون الفضوليين لهالشخص الغريب والتايه بكل مرارة وألم تصرخ بملامحه وعيونه !
ركب المصعد ووقف واهو يدق الباب بإيده ومغمض عينه بقوة ودقات قلبه تتسارع بعنف .. حبيبته بهالمكان من متى مايدري .. !؟ واش الي صابها بعد مايدري !؟

ياصدمات العمر ..
اخذي مني كل العمر ..
الا وعدي ! أبيها عندي ..
كل حياتي وطول العمر !

انفتح المصعد وطلع منه مسرع لوين ماوصفت له الموظفة القسم .. كان يمشي ويلتفت يمين يسار بلا سبب محدد .. بخاطره اتمنى لو يطلع كل هذا وهم .. وحبيبته مافيها شي ..

فجأة واهو يمشي سمع صوت من خلف صلّب كل عضلاته .. !! التفت بسرعه لمصدر الصوت وشاف وحده معطيته ظهرها وتتكلم مع الدكتور .. عرفها على طول وأسرع ناحيتها متجاهل وجود الدكتور ومتجاهل اي رسميات وناداها : شهد !
التفتت شهد بسرعه وعلامات التعجب عليها واول ماشافت سعود شهـقت بقوة وقالت : سعوووود فييييينك ياسعووود .. الحق على وعد بسررررعه ..
سعود : شفييييييييها ياشهد شفيييييييييها
شهد نست نفسها واتمسكت بايدينه ودموعها فاضت واهي تقول برجاء : وعد بين الحياة والموت ياسعود وترفض تتعالج وحياتها بخطر ..
سعود حس بمئات الصفعات تصفع كل كيانه واهو يستوعب كلام شهد وعيونه موسعة بصدمة !
شهد : الحق عليها سعود قبل ماتمووت !
سعود بصرخة لاشعورية : شالي تموووووووت !! وينهي بسرعه وديني لها .. !
أسرعت شهد واهو وراها لين وصلوا للقسم ! كان الدكتور معاهم وعرف من شهد انه زوجها حيث ان سعود ماوقف لحظة عشان يجاوب الدكتور او يسأل الدكتور شي ..

دخل من البوابة وعيونه ضربت وين ماهي ساكنة بالسرير الابيض والأجهزة مخترقة أجزاء كيانها !!
دارت الدنيا ولفت فيه .. ! مشى واهو يحس نفسه طاير من هول الصدمة والصاعقة .. حس الدنيا انتشلته من الارض ودارت فيه وهوت فيه بكل قوة وعنفوان .. !
وصل لها وعض شفاته بكل ألم وأياديه ترتعش .. قرب منها واهو مو مصدق ان هذي وعده ومعشوقته .. !
سكرت الممرضة الستارة عليهم .. وسعود وصل لها ومسك إيدها واهو يتأمل وجهها الذبلان وعيونها الشبه مفتوحة الذبلانة .. اتجمعت الدموع بعيونه بكل ألم وضغط على ايدها واهو يهمس بصوت مرتعش : وعد .. حبيبتي ..
قرب منها وباس جبينها ودمعته طاحت على خدها .. !
فتحت وعد عينها وشافته .. ! طالعته بنظرة ميته .. نظرة فقدت جميع ألوان الحياة .. نظرة شاف فيها سعود كل البؤس واليأس .. نظرة طعنت قلبه بالصميم ! نظرة انحفرت بباله وظل طول عمره يذكرها .. ولا نساها .. !
لم وجهها بين كفوفه وقال بصوت مخطوف من الصدمة : وعد حبيبتي !! شصار فيك ياحياتي .. وعد .. انتي طيبة ياروحي .. وبتقومين سالمة ان شاء الله ..
بللت وعد شفايفها بلسانها .. وبلعت ريقها بصعوبة .. بشكل يوحي انها مو قادرة تحكي ولا ترد .......... !
سعود بمرارة : سلامتك حياتي .. (( وقرب منها وباس جبينها بحرارة تختلط بحرارة دموعه .. أبعد وجهه وهمس واهو يطالع عيونها : وحشتيني ياروحي .. وحشتيني موووت ..
طالعته وعد بنفس النظرة الميتة .. نظرة تطعن كل جزء بكيان سعود واهو يتمنى يغيرها .. مجرد نظرة لكن فجرت بخاطره مئات الآهات .. نظرة يصرخ فيها العذاب وأقسى المعاناة
شافها تشيح وجهها عنه للجهة الثانية وطعنت كيانه حركتها ..
ناداها بشوق : وعد حبيبتي طالعي فيني ..
ماردت ولا تحركت .. مسك دقنها بأنامله المرتعشة وحرك راسها ناحيته بخفة وهمس واهو يطالع عيونها بعمق : وعدي انتي بتقومين طيبة ان شاء الله وترجعين لي .. انا رجعت عشان آخذك عندي ونظل طول عمرنا مع بعض .. حبيبتي مافي شي بيفرقنا بعد اليوم خلاص .. !
شبه ابتسامة ارتسمت على شفاتها ومسرع ذبلت واتلاشت والدموع تتحجر بعيونها .. شافها تحاول تنطق واهي تبلع ريقها بصعوبة ..
اتقطع قلبه واتمزقت روحه واهو يطالعها تعاني .. وبالآخر هزت راسها بالنفي وهمست بصوت بالقوة يطلع : ........... خـ ـ ـلاص .. أنا حـ ـموت !
تسارعت دقات قلب سعود بكل جنون وارتجفت أوصاله واهو يقول برعشة : لاياحياتي مراح تموتين .. بتقومين سالمة وترجعين لي ولاراح أبعد عنك ولا لحظة طول عمري ..
وعد بنفس الهمس المذبوح : ................... تأخـ ـرت !
انفلتت مدامع سعود من محجرها تحرق خدوده بلهيبها وقال : غصب عني حبيبتي .. كنت اشوف الموت بدونك .. كنت اذوق المر والعذاب ببعدك وهذاني رجعت ياروح سعود ..
وعد : .......... ليـ ـه .. رجعـ ـ ت .. الحيـ ـن !؟
سعود بألم : لجل وعدي .. ولجلك ياقلبي وحياتي .. (( وبرجاء حنون : لا تستلمين للتعب وقومي ارجعيلي انا مالي بهالدنيا غيرك .. انا تركت العالم والدنيا كلها وراي وجيتك ابيك ومابي غيرك رديلي وردي لي روحي ياروحي ..
تجمعت الدموع بعيون وعد .. وارتجفت اصابعها بين إيده .. ضغط عليها واهو يراقب انتفاضت حواجبها وفكها .. والدمعة الكسيرة الي نزلت من جمب عينها .. حسها تعاني وتتألم واهو الي مايدري شالي صابها .. اتمنى بلحظة لو يكون اهو الي متمدد مكانها .. اتمنى لو ينزع الابر الموصلة بكيانها .. وياخذها ويطير فيها اهو يسقيها من حبه ويداويها بغرامه ويعافيها بحنانه وعشقه وشوقه ووله ولهفته ..

انتبه لصوت الجهاز المدوي بجانب راسها .. وثواني ودخلت الممرضة تراقب الجهاز .. لحقتها ممرضة ثانية ودار بينهم كلام سريع .. وطلعت وحده منهم وثواني وجا الدكتور على عجل وعيونه مابين الجهاز وبين وعد ..

كل هذا وسعود مو فاهم شالي قاعد يصير !!؟ تسارعت دقات قلبه بكل عنف مجنون واهو يشوف وعد تكابد الآلام وعيونها تذبل تذبل لييييين يختفي بصرها .. ودمعة كسيرة تعلقت بطرف هدبها .. تدحرجت وسكنت مكانها دمعة جديدة ..
كان الدكتور يخاطب الممرضات ودكتور ثاني جا برفقتهم وسعود واقف عند راس وعد ألجمته الصدمة عن أي سؤال .. !!

لكن حركة صدرت من وعدت أرجفت كل جزء بكيانه ! حركة هزت مشاعره وفوقت حواسه ..!
كان يراقب تغيراتها لما شافها ترفع إيدها بوهن .. وتحطها بخفة على بطنها .. وتمررها بكل ضعف .. وتحرك أصابعها زي الي تسأل عن الي كان داخل هالرحم .. وينه ؟؟؟

وينه .. وينه .. ؟؟ هالسؤال اتفجر بخفوقه وألهب كيانه .. مشى للدكتور وقاله انه زوجها وكان مضطر يغيب ويبي يعرف كل الي جرا ..
حكى الدكتور كلام وكلام .. نصه استوعبه سعود ونصه كان صاعقة هزت كيانه !! كان النزيف الي تعانيه وعد خطر عليها .. ولازم يتوقف قبل الولادة .. لكن انحباس الجنين بالرحم بعد خطر عليه لان المشمية انفصلت !! ووعد أصرت ذيك اللحظة يطلعون الجنين ليحيى أهو .. وتطيح إهي ! ماكانت تبي تعيـش .. !
وليه تعيش ؟؟ واهي ماشافت بدروبها غير الحزن والهم .. ولا ذاقت غير المُر واحترقت بلهيب الدموع .. ليه تعيش وتقضي على من سكن بأحشائها كل الشهور .. ينتظر يطلع ويشوف النور ..
فضلت الموت .. عسى الموت يريحيها .. عسى الحزن يظيع عنوان قبرها ولا له يلاحقها ..

وطلع الصغير لهالدنيا .. طلع من بين أحشائها اللي مزقها الألم والتعب .. انفصل عنها وفصل معه روحها وكل قواها ..
لو يدري هالصغير بالاقدار .. كان اتمسك برحم أمه وسكن فيها وماطلع .. ليه يطلع ويقضي على من حمته داخل ارحامها كل الشهور .. ليه يطلع وينحرم من الصدر الحنون .. !

حس سعود بالتهاوي .. هاوية بلا قرار .. حس انه بدوامة تخبط كل جزء بكيانه بلا رحمة ..
وكلمة وحدة تهز كيانه ومشاعره .. إلا وعــــــــد .. ماتموت !

خارج العناية
سعود بانفعال : مو معقول يادكتور مافيه حل !! هل بتظل تنزف لين يفضى دمها وتموت !!
الدكتور : محنا عارفين خطورة الأمر من قبل ماتولد .. وحاليا بنحاول نعطيها أدويه توقف النزيف ونعوض الدم الي بينزف بس ماتقدرش تضل كدا على طول !

سعود مو قادر يستوعب ولا يقتنع ان مافي شي ممكن يوقف نزيف حبيبته وينقذها من أنياب الموت ! دارت الدنيا فيه .. اتمنى لو يسكب دمه وسط جسمها .. اتمنى هاللحظة يفتش بكل كتب الطب وقوانينها وبجميع اللغات عن أي حل وعلاج لزوجته !
لأن احساسه يقول ان فيه غلط بالموضوع ! وان في حل وعلاج ينقذها من الخطر .. وان وعد لازم تعيش !

" سعود "
انتفض من مكانه على همس ناعم جمبه .. والتفت لقى شهد وعيونها الي مثل الجمر كثر مابكت أيام وليالي .. طالعها بنظرة عميقة هالانسانة الي شاركت وعد كل هم وحزن وفرح ومرح .. هالانسانة الي يشوف وعده تسكن بعيونها وبملامحها .. هالانسانة الي لولا الله ثم إهي ماأمن وعد تقعد بروحها .. الي وقت اختفى من حياتها كانت السند لصديقتها الي بمثابة اختها ..

ياروعة الصداقة اذا سمت واعتلت
وبأحلى الأصايل تلوّنت وتشكلت
وبأعز المواقف تكونت .. وتمثلت !

طالعها سعود وفكره ينتقل من عالم لعالم يبحث بكل عالم عن أي حل للمعضلة الي اهو فيها !
شهد من بين دموعها : وعد .. ضحت بنفسها عشانك من عرفتك .. وضحت بنفسها عشان تعيّش ولدك .. بليز سعود ضحي بأي شي .. سوي أي شي عشان تعيشها.. !

كان نصفه ثاير ..ونصفه الثاني منهار .. وزيادة أي كلمة عن وعد بتفجر كل احساس سكن كل ذرة بكيانه!

فوضى مابعدها فوضى تعم بالمكان ..!!
وسعود أجرى مكالمات متعددة على أكثر من دكتور يعرفهم بالسعودية .. وكلم خالد وكلم أنس .. والنهاية الي سببت الفوضى أنه أصر ينقلها بطيارة طبية للسعودية !
كانوا الدكاترة متخوفين ان أي حركات قوية تزيد النزيف ولاعاد يقدرون يتحكمون فيه .. لكن سعود وقع خروجها على مسؤوليته .. لأنه وصل لقناعة .. انها لو بقت بالمستشفى بتموت .. ولو نقلها احتمال يكون خطر عليها وتموت وبنفس الوقت في احتمال ثاني انه يلحق عليها وينقذها وتعيش !
وخاطره اتمسك واتعلق بالاحتمال الثاني .. !

وعد كانت عبارة عن دُمية اهم يحركونها .. ساكنة بدون اي كلمة ولا همسة .. ! عدا الحركة الاّشعورية الي تصدر من عقلها الباطني .. تحس بإيدها على بطنها .. تسأل عن البيبي !

أصعب احساس انولد .. لما تكابد الأم لوعة فراق المولود .. !!
تحس بالعذاااااب واهي عاجزة عن العطاء .. تحس بالموت واهي تسمع داخلها منه بكاء
والطعون تطعن فؤادها ولا تقدر تلبي النداء !

خلال ساعات خبر فيها سعود أهله بحالة وعد وانصدموا واتألموا حيل على الوضع الي وصلت له .. رتب خلال هالساعات أمور نقلها بطيارة طبية بأسرع وقت ممكن لأن اي دقيقة تمر .. تهدد وتوحي بالخطر !

وسط الطيارة استقر ..
يسكن عيونه حزن بعمق البحر .. رافقتهم شهد الي عاهدت نفسها ماتترك وعدأبد الدهر..

ورافقهم ....... أجمل مخلوق بالبشر ..... ترسم ملامحه برائة العمر ..
كان سعود حامله بين ايديه والطيارة تقلع تقتحم الأجواء .. تعاند القدر .. تتحدى أي خطر ..

ضم الصغير لصدره ودمعة أبويه تجمعت وسط عينه .. دمعة ألم دمعة قهر
شاف الصغير يفتح عينه ويحرك راسه يمين يسار ................ !
كنه حاس بالضياع !! فاقد شي كان محتمي داخله من أي ضرر ..

طالع سعود بعيون ولده .. وضناآه .. واتفجرت بداخله ألف آه وآه !
شاف بعيون ولده نداءاااات ونداءاااات .............................. ..............

ماما .. ماما ..
ردي علي ضميني .. انا مدري .. أنا ويني .. !
ماما .. عيون الناس تطالعني .. خايف منهم .. احميني !
كثير الناس من حولي ولابيهم ولا ابيني !
ابي ارجع لاحشائك .. ابي حضنك يدفيني !
ماما .. لا تخليني ..
وحدي لاتتركيني ..
أنا اضيع من بعدك .. اذا رحتي ورميتيني ..
ماما ردي عشاني .. ابيك لاتحرميني !
ماما تعالي شيليني .. وامسحي الدمع من عيني
ماما قومي احمليني .. هزيني .. نوميني ..
اذا مامت باحشائك ...................
ترا ببُعدك .. تموتيني !!

ضمه سعود لصدره واهو يكابد لوعته وحرقته .. فوق العذاب الي شافه .. ماقدر يتخيل فنون جديدة من العذاب .. فهو مراح يتحمل .. نظرة حزن من عيون .. ولده !

.
.
.

وصلت الطيارة لأراضي جده .. وانتقلت وعد بسيارة الاسعاف فوارا لأكبر المستشفيات وأعظمها .. وين ماكانت أم سعود وأبو سعود وعبير بالانتظار .. !!

وأهم من قبل كانوا هالفترة يترددون على هالمستشفى لطروئ حدث جديد بحياتهم !


وصلت سيارة الاسعاف وكان كل شي مُعد للاستقبال .. السرير والممرضات والأجهزة والدكتور الي بيسوي العملية وغرفة العمليات وكل شي ...........

دموع تختلط بدموع .. كل انواع الدموع ..
وآهات قلب موجوع ..
وبالندم والألم ومرارة القدر مفجوع ..................
انتقلت وعد فورا على السرير يمشي فيها تجاه غرفة العمليات .. وسعود يمشي جمب راسها ماسك إيدها ضاغط عليها يحاول يبثها من روحه واحساسه ويشعرها بقربه وهواه ..

أقبلوا الممرضات يجهزون وعد للعمليه قدر الامكان بدون مايتعبونها بأي حركات زايدة تدهور صحتها ..
فتحت وعد عينها بوهن ورجعت سكرتها .. فوضى من حولها ماقدرت تستوعبها .. واهي تحت تخدير الدوا الي أعطوها اياه قبل تركب الطيارة ليوقف النزيف قدر الاستطاعة ..

سعود تسارعت نبضاته من شاف عيونها ترمش ..

قرب منها ولم وجهها بكفوفه وقال برجاء : اتحملي يابعد قلبي .. هانت حبيبتي الحين بيعالجونك وتقومين بالسلامة وترجعين لي وترجعين لولدنا ياوعد ..
هزت وعد راسها بضعف وهي تنفي .. بلعت ريقها بألم وفتحت عينها بوهن .. تحس كل شي حولها مثل الوهم .. الا وجوده .. تحس كل شي مختفي متلاشي الا قرب أنفاسه وحضوره .. طالعت عيونه الي يشع منها الرجاء ممتزج بالألم ..
قالت بصوت مذبوح : ....... انـ ـ ـا .. ما أضمـ ـ ـن أعـ ـ ـيش .. بس خل ولدي .. بعـ ـيونك سعـ ـود!
كلماتها فجرت براكين الألم بخفوقه ولاشعوريا لمها بذراعينه لصدره بقوة ودقات قلبه العنيفة .. تخالط دقات قلبها الضعيفة ! وقال بصوت مرتعش ممتزج بدموعــه: لا ياقلبي لاتقولين هالكلام .. بتعيشين ياوعدي وحياتي وبترجعين لي طيبة وسليمة .. اتماسكي ياروحي .. أنا أحبك أنا أبيك .. لمين بتخليني ياوعد ولمين بتخلين ولدك .. لمين ؟؟؟
أبعدها وطالع بعيونها .. وأنفاسه الملتهبة تلفح وجهها وبعيونها ماشاف غير النظرة نفسها .. نظرة ميته .. !! نظرة فقدت كل ألوان الحياة .. نظرة ماسكنها غير رماد الأمل .. !!

كانت حالته وانهياره يفتت الصخر .. والممرضة الي كانت قريبة منهم مسحت دموعها تأثرا من الموقف ومشت وطلبت من سعود يطلع لأنهم بيدخلون وعد لغرفة العمليات ..
باس جبينها ومسح دموعه الي طاحت على خدودها وهمس : بتقومين سالمة حبيبتي وانا باستناك .. عند باب الغرفة باوقف مراح اتحرك بانتظرك .. أوعدك .. وانتي بترجعين حياتي .. !
طالعته وعد بنظرة تيهان .. نظرة تقول .............................
مر زمان على هالوعود ........... واتأخر الوقت ياسعود !!
ضغطت بضعف على ايده الي مافارقت ايدها وهمست بنفس الصوت المذبوح : ................. ولدي .. بعـ ـ يونك !
سعود وهو يهز راسه : بعيوني وعيونك .. !
شاحت وعد وجهها عنه لاتذبحها رجاويه واهي الي تحس نفسها منتهية ..
تحس انها راحلـــه لا محالــه !

دفوا سريرها لغرفة العمليات وسعود حس قلبه بيخترق ضلوعه ويلحقها .. راقبها بعين ترجيها ترجع له ولا تخليه .. !
حس بالضياع حس فيها .. حس بعذاب لياليها ..
غربة الروح عانتها وهاللحظة يعانيها ..
مايبي شي من الدنيا .. مايبي نفسه .. يبيها !

بلع ريقه بمراره ومسح آخر دمعة حاول يمنعها لكنها عاندت ونزلت .. فرك وجهه ومشي وأهو يسمع صدى همساتها المذبوحة .. تتردد بكيانه .. تمزق قلبه .. تقطع فؤاده .. اتنهد تنهيدة مرتعشة .. واهو يلمحها بكل الزوايا .. وبأحد الزوايا اتعلق بصره .. واتيبست رجوله .. !!

كانت عبير قاعدة على أحد الكراسي حاضنه ولده الي ماله أيام طلع على الدنيا .. ! صعب عليه حاله .. ونار ثانية اشتعلت بقلبه واهو يطالعه من بعيد .. !

التفتت عبير وشافت سعود واقف عند الجدار ونظرته كسرت كل خواطرها .. وقفت واهي ضامة الولد لصدرها بكل حنية اتفجرت من أعماق قلبها .. مشت ناحية سعود .. وسعود أقبل عليها بخطوات ميته ..
عبير بحنية : دخلوها!؟
هز سعود راسه واهو يطالع بولده ..
عبير : تطلع سالمة ان شاء الله .. اتطمن ياخوي وادعي لها ..
رمى سعود نفسه على أقرب المقاعد وضاع بصره بالفراغ .............................. ......

مشت عبير وقعدت جمبه وقالت تبي تبث الأمل بداخله : لايضيق صدرك حبيبي ان شاء الله بترجع وعد لعيونك ولعيون ضناها .. الحين عندها بدل الحبيب حبيبين كيف بتخليهم !؟
ابتسم سعود ابتسامة باهتة ومد إيده وشال ولده بكل لطف .. راقبته عبير واهو يتأمل ولده بحنية ابوية تشع من عيونه وملامحه وابتسامة باهتة حزينة مرتمسة على شفاته ..
نطقت بتقول شي بس قطع عليها هذيان سعود واهو يتأمل ولده : كانت تتمنى تكون اهي اول من تضمه .. وتشيله .. كانت تحلم انها تلمه لحضنها اول مايطلع وتخليه يشوفها قبل مايشوف أحد غيرها .. كانت تتمنى وياكثر أمنياتها الي اتمنتها .. وحرقتها لها .. ولا بقيت لها منها الا الرماد !
عبير بضيق : لا سعود ياقلبي لاتفكر بهالطريقة شوف ربي كيف حقق امنيتكم وجمعكم ببعضكم ورزقكم بأجمل مولود .. حتى لو هالشي كان متأخر المهم تحقق ولازم تشكر ربي عليه وخلي أملك فيه كبير .. ادعي ان الله يقومها بالسلامة وان شاء الله بتقوم ..
سعود واهو يهز راسه يصبر نفسه : مافي شي كثير على ربي .. (( وطالعها وقال : كنتي بتقولين شي !؟
عبير بابتسامة : كنت بقول أمي أخذت شهد لغرفة فتون .. وانا قعدت انتظرك عشان نروح نقعد هناك لين تنتهي العملية ..
سعود : آه فتون .. ! كيف حالها وكيف بنتها !؟
عبير : بخير الحمدلله .. بغت تنط من السرير يوم عرفت انكم وصلتوا .. استخفت !
سعود بنصف ابتسامة : فديتها .. بعد اهي تعبت من العملية !
عبير : الحمدلله .. بعد شنسوي دخلت العاشر وقربت تخلصه وبنتها متعلقة مو ناوية تطلع .. اضطروا يسوون عمليه وارتاحت ..
سعود : الحمدلله .. (( وناولها ولده واهو يقول : خذي ياعبير الولد لهم وانا مابي أتحرك من هنا ..
عبير : تعال ريح بالغرفة سعود انت ماتدري شكثر بتقعد وعد .. امشي ارتاح شوي
سعود بمرارة : وعدتها اقعد انتظرها عند الباب لين تطلع .. خليني اوفي لها لو بهالوعد على كثر الوعود الي ماوفيتها ..
مسكت عبير ايد اخوها وضغطت عليها وقالت : وعد تدري انك ماخنتها وكل شي كان غصب عنك .. واهي مافي مثل وفاها بهالدنيا الله يجمعكم ولايفرقكم ابد
سعود بتنهيدة : آمين .. قومي عبير خذي الولد للغرفة أحسن لهم من القعدة بهالممر ..
عبير واهي توقف : ان شاء الله .. (( وابتسمت له ابتسامة تشرح الصدر بحنانها الفايض .. ومشت عنه حاضنة هالطفل الرضيع الي تتلقفه الأيادي من إيد لإيد ولاهي الأيادي الي يبيها .. من حضن لحضن ولاهي الأحضان الي يرجيها ..
ايدين وحده وحضن واحد مشتاق له .. حضنه امه الي ميت عليها ..


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس