07-26-2016
|
|
( فِـــتــــنَـةٌ بَـيـضَــــــاء )
( فِـــتـــنَـةٌ بَـيـضَــــــاء )
تحتَ شُرفَــةِ الـشِّــتَــاء ، وَ البردُ ممتَــدٌّ في أطــرَافِ المسَــاء ، وَ الـثَّــلجُ يُـغَــطِّـي جَـدائليْ الـسَّـوداء ..
وَ اللَّـيـلُ حَـالِمٌ مُخــتَـالٌ .. يُـوقِـدُ شمـعَــةً لِلـذكــرَى , وَ يُطْـفِــئ أُخـرَى بحَـذر .
رسمْـتُ الحُبّ بأنَــاملِـي عَـلى نَــافِذة الـقَـلْب ..
تَــــأوَّهتُ حِيْــناً كُـلَّما مَــرّني طَـيفهُ الــقَـابِع بينَ دِثَــار رُوحِـــي .
أتَـلحَّـفُ قَـصائدَهُ .. أُرَاقِـصُ سوادَ لَـيلِه .. وَ أَضمُّ جِـدارَهُ المُــتَـصدِّعُ بالحَـنينِ وَ الــتَّـوق !!
تَمـــتَـمْـتُ بِــأُغنــيَــةٍ يَــتِــيمَـةٍ تَـشكُو إلَـيهِ ظُـلمَ الغِـيَـــاب :
مَــا تـصبّرنــيش بــوعُـود ؛
و كلَام مـعسُـول و عــهُـود ..
فَــ أَعــودُ لِأعْــزُف عُـمرَ اللَّــهفَـةِ إلَـيهِ عَلى نَــغمةِ ( أُحِــبُّـــكَ ) .
آآآهٍ يَــا قُـوتَ شِــتَـــــــائـــــــيْ ؛
آآخٍ يَـــــا صَـوت غِـنَـــــــائــــــيْ ؛
وَ هَـلْ لِــــ زَمــنِ الشَّــوقِ مِن تَــوقـيـتٍ يَــنْــتـهِـي إلَـيه مِن حَـيثُ ابْـــتَـدأ .؟!
وَ هَلْ لِــ عَـيْـن الـقَـلب مِن قَـوامِـيسٍ أوسَـع تُــتَرجِمُ بهَــا الــنَّـبضاتِ صَمْــتاً ،
وَ تُــدوزِنُ بِـهَــا النَّــغمَـاتِ سِـرّاً دُونَ أَنْ نَـشعُـرَ بِــ غَـيْــبُـوبةِ العِـشْـق .؟!
في كُـلِّ النَّـبضَـاتِ , وَ الأزمَـانِ , وَ الأَمكِــنَـة لَــمْ تَــكُـنْ ضيْــفَ قَــلبِي بَــل سَــيّدِه ..
فَــ هــاكَ ضلُوعِــي عَرْشــاً , وَ عَــيْــنايَ غَــرقــاً لَا سبِـيْــلَ لِلــبُعدِ عَـنهُما .
يَــا دِفْء الــرُّوح .. يَــا طُـهْــرهَـا وَ غَــيْـمُـها الهــتَّـان ؛
دَعـْـنِي أَسدُّ فَـوْهَــة الشَّـوقِ بِالكَثير مِنك ؛ فَـ مُــقلَـتيّ الاحتِــيَاج مُشوَّشَــة الفِكْـر ..
و هَاكَ يَــديّ / رَاقـصنِي كَـــ أَمِــيرٍ فِي وسَطِ الــقَلْـعَة ..!
كَـــ عَاشِـقٍ أتمَّ نُــذور الوفَاء ؛ فَــ ضَحكِتْ لَــهُ فَاتِـــنَـةُ الصَّباح ..!
كَـ مُتَــيَّـمٍ استبْطَــأتهُ الأقدَارُ فَــ فَــاجَـأتْ فُــتَـــاتَــهُ بِحُلمِ المسَــاء !
أنَــــــــــــا أُحِـبُّـــــكَ ؛ وَ هذَا مَــا أسْــعدَنِي بــهِ قَـــدرِيْ ؛
" أُحِــــــبُّـكَ "
فِي الظُّــلمَةِ الحَــالِــكَـة / التِي تَــكسُو أزِقَّــةَ الحَــيّ ..
" أُحِبُّـــكَ "
فِي الــنُّــورِ الوَضَّــاء / الَّذي يُحيطُ بالجَــنَّــةِ وَ يَـــأتِيْ مِنهَا الــفَرحُ بِتَــلذُّذ ..
" أُحِبُّـــكَ "
فِي الـصَّــباح الــعَـلِـيْـل / الَّذي يُـــنَــاغِــيْ طِــفلاً أطَـاحَ بِــ ( حطَبِ الأرَق ) ,
وَ الَّذي خَلَّــفهُ الـسَّــهَـر .
أُحِبُّــــكَ :
وَ يَمْـــتَلئ الــقَمرُ بِـالْحــلِـيب , يُــرضِعُ كُلَّ عَاشِقَــةٍ بِــــ : أحْـــبُّـكِ ,
وَ كُـلَّ يَــتِـــيمٍ بِـــ : " أنْتَ ابْـنِي ".
وَ كُـلَّ عَصفُورةٍ بِـــ : " أَغْــصانِي أَضْلاعُكِ وَ تَحت لِسانُــكِ شَجرَتي " .!

حَــــقاً / ( أُحِــــبُّـــكَ )
:
فَـ أنَـــا التي أَهْـدَيتُــكَ الـقَمــرَ مُحــاطاً بِــــ ( قِطْــعَةِ قُماشْ ) ,
وَ أنَــا التي قُـدْتُ نَــفسِـيْ نَحـوَكَ وَ جَـعلْتُ قَــلبِي مِن ( فَوقِكَ غِــوَاشْ ) , وَ أسفَلَ مِنكَ نُــوراً , وَ عَنْ يَميْــنِكَ نُـوراً , وَ عَنْ شِمالِكَ سُروراً .
إقْبضنِي بِـــ صَـدْرِكَ ... وَ أنْتَــهِي .
إصْنَعــنِي مَظـــلَّة .. وَ تَــوفَّـانِي بِـالمـطَــر .
أَودُّ مَـعكَ أَنْ أَطِـــيْر ؛
وَ لِــ عَينيْكَ فَـقط أَسِـيرُ , وَ أسِـير ..
أَودُّ أَن يَــنقَـضِــيْ الشِّــتَــاء وَ رَأسِـي مُـختَــبئـاً بِـالـقُـربِ مِـن قَـلبِـكَ .
أوَدُّ أَنْ لَا يَـظلُّ بَـيْـنَــنا مَـسافَـة خُـطوَة .
أَودُّ أَن يُــؤخَـذُ بحَـقِّ العَــاشِــقين المُــفَــرَّقِــين بِــ استِـمْـرَارِنَــا نَحنُ .
وَ صَـوتُــكَ ..
صَوتُـكَ مُـنْــقِــذيْ ... الـتَّرفُ الذِي أَبْـتَــــغِيْ .
الذِي أُنَـــادِيه ذاتَ حُـلمٍ , وَ أَستَـيقظُ عَلى نِـدَاءِ هَـاتِــفي بمُـكَـالمةٍ لمْ يَـتِـمُّ الــرَّد عَــليها .
صَوتُـــكَ بَــسْمتِي وَ الـصَّـفْـو الــنَّـــقِـيْ .
صَـوتُـــكَ جَــنَّــتِي في أَرضِــي وَ مَــوطِـنيْ .
وَ عَــيْـــناكَ ..
عَـيْــناكَ خَــجليْ وَ الـرُّوحُ التِي تُــلْـقِــي عَليَّ الـسَّــلام .
وَ تُـــغْــنِــينيْ عَن ثَـــرْثَــرةِ الكَـــلام ..
عَــيْـناكَ دَوائِـــي , وَ شغَــفِــيْ الذِي بهِ أَرانِــي أَسِـيرةَ الـغَــرام .
فَــ هذا المسَــاء مُمــتَــلِـئــاً بِـــ شَــهدِ اللِّـــقَـــاء .
وَ قَــلْــبَــينَــا بِـهمَــا ( فِــتْـــــنَــةٌ بَــيضَـــاء ) .
أَودُّ لَــهُــمَــا أَنْ نَــفْــعَل المُـسْـتَحِيل ؛
فَـــ الحبُّ مــرَّةً في الـعُمر ، وَ العمرُ واحِدٌ لاَ يَـتكرَّر ..
وَ أنْتَ عُمْـرِي المَــاضِي / وَ الحَـاضِـرُ / وَ الآتِــيْ .
يَــــا فِـتْــــنَـــتِـي الــبَـــيْــضَـاء ؛
اسْتَـــرخِ في أحضَـان رُوحِـــيْ ..
وَ استَـــقِ مِن رِيْــق بَــوحِــيْ ..
وَ لِــتــعلَم حِينهَـــا ؛
أنَّ الــبُعــدَ عنــكَ مَـــــــوْت ..
وَ أنَّ الــــــــقُـربَ مِـنكَ مَـــــــوْت ..
وَ وحدُهَـا أَنْـــفَـــــــاسُـنَـا المُــــتَـأجِّـجَـــــــة : ( اِ شْ تِ عَ اْ لُ الحَــــياة ) .
*********
مـا سُــكِــبَ هُــنا هُــوَ : بَــوح قَــلمِـي الخَــاص :
عُــذراً لا أُحَـلِّـل قَـطف زُهــورِه .
حَــصريّ بتَــــاريخ 21 / 10 / 1437 هــ .
|
|
|
|