مِفْـتَاحُ الفَـرَجِ

في سورة الأنبياء أخبَرَ الله سبحانَهُ أنَّ نبيَّـهُ يُونسَ ﷺ
ناجَاهُ في بطنِ الحُوت بقوله
[لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ]

فكانتْ نتيجَـةُ هذِه الضَّراعَـةِ المَـلْأَى براءةً من كُلِّ حَولٍ وقُوَّةٍ
أنْ كَشَفَ اللهُ همَّـهُ وغمَّهُ مباشَرةً
كما قال سبحانه
[فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ].

وختَمَ اللهُ هذهِ القصَّةَ القصيرةَ بعِبارَةٍ مهمَّـةٍ
لكُلِّ مؤمِنٍ ومُؤمنةٍ مسَّهُمَا الكَربُ والضُّرُّ
وهيَ قوله تعالى [وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ]
والمعنى:
أنَّنا كمَا أنجيْنَا يونُسَ ﷺ مِن بَطنِ الحُوتِ
وظُلمةِ الليلِ والبحر، فنحنُ ننجي كُلَّ مؤمِنٍ مكرُوبٍ
إذا استغاثَ بنا ودَعَانَا، وهذا إغراءٌ من اللهِ تعالى
لعبَادِهِ بمُناجَاتِهِ هذه الدَّعوَة ولزُومِها

ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دعوةَ ذي النونِ ، قال : وجاءَ أعرابِيٌّ فشغَلَهُ ، فاتَّبَعْتُهُ فالتَفَتَ إلِيَّ فقالَ : أبا إسحاق ؟ قلتُ : نعم ، قال : فمَهْ ؟ قلْتُ : ذكرتَ دعوةَ ذي النونِ ثُمَّ جاءَ أعرابِيٌّ فشغلَكَ قال : نعم ، دعوةُ ذي النونِ ، إذ نادى في بطنِ الحوتِ ?لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَكَ إِنَّي كنتُ مِنَ الظالمينَ? فإِنَّهُ لم يَدْعُ بها أحدٌ إلَّا استُجِيبَ لَهُ
الراوي:سعد بن أبي وقاص المحدث:البزار المصدر:البحر الزخار الجزء أو الصفحة:3/363 حكم المحدث:روي من وجه آخر