يبكي على أبكم أصم ..
انسى
، هذه الحياة لا تحتاج منك جهداَ لتنسَى ، الترفـع عن كل ما يحيطك ، يجبرك على أمر لا تودّه ، قد يحطـك بالدرك الأسفل من الوجع ، اغترف دمع الأمهات من رصيف الانتظار ، و الاباء يرشقون حسرتهم لتعميني عن كل ما يمدّني بالقوة فلا نهوض يعيرني يده ف ألوم ما رشقوه ب عيني كي لا ارى غيره ، لا تفهم دمعي ، اساساً لا تقرأ حرفي ، ف س أنسى أنا و أبدأ مجدداً ناهضة بكلمات لا تُغني القلب حباً ، الشارع المقابِل للكلمات المرصوفة عليه الممتدّة بيني و بين أهلي ، تعي جيداً أنها لو قطعت حَبلها ستُثير بقلب الصوت صراخاً صاخباً يُقلق أبي و يُبكي أمي ، س أكذب مرة أخرى و ادّعي الرضا ، أجل لكن بعدما يحيك القدر اناء مكسور بنسيج يخنُقُ فكري و يشتتني في وطن مشتت أصلاً ف أعود باحثة عنك ببكاء فقيرة علك تطعمها من رغيف اطمئنانك ما يسد جوع معدة وجعها ، ثم أنهض مجدداً بيدكَ التي لا أجدها في كل مرة أسقط بها ، سامعة سؤالاً يدوي ب عمق اذني : " ما بكِ " و امضي باكية دون ادنى التفاته ، ف البخيلة حين الشكر و العابثة ب قلب قَلِق ، لا تودّ قرب أحد الا وداً .. السنين العظام التي قضيتها ب وحدتي اصارع ظلام الحياة ب نور الله و سَكينة ب أن سيهبني قلبك يوماً ، ها أنا أغلف شفاه بوحها و القيها في بحر دموعي بعدما صفعتني ، لا اصدق انني اتجرع من نفس الخطيئة و أن هزيمتي لم تكن انتصارات عظيمة لنا ابدا ، ابدا !
كفكفت دمعي و نهضت ، ربما ستكون المرة الاخيرة ف القبر الذي يضم جسدا لا يتخلّص منه الا ببعث جديد ف كيف يُبعث الوجع المتآكل ب جسم صدري ، قد عاهدتك على النسيان ، لكن اود ان اقول لك ان الذاكرة المتعفنة لم تصل لشيخوخة العمر بل للهم الذي يهرمها ، تصدّع الرأس و القلم لا زال يكتب ، ولا زال في قلبي ما لا تود ان ابوح به ف انسحب بهدوء اذاً ، أعلم انك في هذه اللحظة بالذات تصر على تتمة القراءة لتدرك نهاية هذا القفص ، لم يكن من جلد الذات سوى قهراً ، ف انا الان تأقلمت كثيراً على اللون الأزرق الداكن ، اذكر في طفولتي كان عشقا لي هذا اللون حتى كبرت و رايت عذاب حبه ب عيني و شعوري ، ااه يا امي ، لم يكن من هذا الدمع سوى فقداً لسؤالك ، لا اشعر بالوجع المتفاقم من جسدي اثر الضرب ، لا اشعر ب حب احد ، و لا وجود احد ، لا اشعر ب شيء ابدا ، جرحتهم اجمعين ولانكم لم تكتفون بضربي و جرح مشاعري ، القيتموني ب تفاهة النصيب عند من يأتي ب ايديكم اجمعين ، سيأتي يوم و تكون الصرخة العظيمة حين اقول ، حسبي الله عليكم ، س اكتب كلما تهيم السنتكم ل ان تجبر عيني على هطل دمعي ، و تقراونني ب قلب رحيم ، ب قلب نادم ، ب دمعة حسرة ، ب حضن منذ ان تخلت عنه كوثر وهو منتظر على قارعة الطريق ، لا اود منك يا ابي شيئا ففارق التوقيت بالنصف ساعه التي تحسبها دوما على انها تكفي لعمر ابتسامة قد تكفيني انا دقيقة لاصنع من ابتسامتي ضحكة عمر تفديك ب روحي ف اجبر خاطر ابنتك و لا تلزمها صمتاَ اكلت ضمه ياسمينا باكٍ عليها ، اخاف ان يمضي بي العمر وهو ينتظر ، و انت لا تدرك من هذا الانتظار سوى تحريراً لفلسطين لن تناله الا بعد موتي ب فترة ليست بوجيزة ، انا احدثك يا ابي ، من استنكر ذاك العزاء غيري ولم انطق بكلمة ؟ ومَن تتخيل ما التصق من دمائها على ثيابه و احتفظت ب اثاره حتى اتت امي و احرقت ما ليس لها ؟ مَن الذي اصابت جرأته عقما غيري ف وصفت من تظن انه عابراً بما لا يجب ولا يليق ف كانت اثمة مَن ؟ من الذي بصق لعنته في وجه حياتي فكانت بهذه الشاكلة لاعيد تأكيدي على قول درويش " لاشيء يعجبني " .. من اتى بالغربة ل يشتت عني من احب ثم ياخذن النصيب الاكبر من الاهتمام والحب ، من الذي اتعب قلبك يا امي ل يكون عاقا بك واكون المتلقية الوحيدة للشفقة و الدمع غير الدعاء ، لست محرومة الا من دعاءكِ ، اااه لو تدركين كيف للحاجة لك ان تحولني طفلتك الضعيفة ، الشريرة ..
06:07
28-6-2016
فِي الجِوار صَفَقَة لا تَرغبُ بِها شُعور الأبجَد لكن يتفِق عليها حُكامَها ! سُ
|