عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-02-2016
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27940
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:23 AM)
آبدآعاتي » 973,071
الاعجابات المتلقاة » 342
الاعجابات المُرسلة » 160
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 20سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » فزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond repute
مشروبك   pepsi
قناتك rotana
اشجع shabab
مَزآجِي  »  ارتب البيت
بيانات اضافيه [ + ]
s2 أهم ملامح الحياة العلميَّة في حِقبة زيني زادهْ



أهم ملامح الحياة العلميَّة

في حِقبة زيني زادهْ (ت 1168هـ)


بعد هذا العرض لعصر المؤلِّف، ولحياة الخلفاء الأربعة الذين عاصرهم، يتَّضح كيف كانت طبيعة الحياة السياسية في الداخل والخارج، وكيف كانت طبيعة الحركة العلمية في ذلك العصر.

ومِن أهمِّ الملامح للحياة العلميَّة في تلك الحِقبة: اهتمامُ الخلفاء والسلاطين بالحياة العلميَّة، ووسائلِ التعلُّم ونشْر العلم، وتشجيعهم للعلماء وطلبة العلم، وقد سبق الحديث عن الآستانة، وكيف كانت من أقدم البلاد الإسلامية التي دخلت فيها المطبعة، وذلك في عهد السلطان أحمد خان، وأيضًا رأينا اهتمام السلطان محمود خان بجَمْع الكتُب، وإنشاء المكتبات العامة ودور الكتب (الكتبخانات).

وقد ظهر هذا الأثر جليًّا في شخصية زيني زاده، وفي كتابه محل الدراسة، فبداية كتابه إهداء لسلاطين عصره، وثناء عليهم، وقد جاء ذكر الخليفتين محمود خان، وعثمان خان، في نسخ الكتاب كما مر، وما كان هذا ليحدُث لولا معرفةُ زيني زاده باهتمام هؤلاء الخلفاء بالعِلم ومحبَّتهم لأهله، وتشجيعهم لهم، خصوصًا، وأنَّ عِلم النَّحو ليس له تعلُّق بالأمور السياسيَّة، ولا الفتاوى التي قد يُتَّهم فيها بعضُ العلماء بمداهنة السلاطين، بإصدار الفتاوى الموافِقة لآرائهم.

كذلك ظهر هذا الثراء العلمي، ووفرة المصادر وانتشار كتب العلم في كتاب "الفوائد الشافية، على إعراب الكافية"؛ فما أكثر ما ينقل زيني زاده عن كتُب الأصول المعتمدة في النحو وغيره من العلوم، كما سنرى ذلك في المبحث الخاص بمصادر المؤلف.

ولم يقتصر هذا الاهتمام على الخلفاء والسلاطين فقط، بل نلمح هذا الاهتمام بالعلم ونشره عند الوزراء أيضًا، بل كان من أكبر أسباب كتاب "الفوائد الشافية": سؤال الوزير يكن علي باشا لزيني زاده أن يعرب متن الكافية، وأن يكتب كلمات متعلقة بإعرابه، وافية به، غير محتاجة إلى غيره، مع أنَّه كانت تعوقه عنه العوائق، ويَمنعه عن ذلك النوائب، لولا طلب الوزير، وتشجيعه له على ذلك، وأمله في ذلك.

وفي ذلك يقول زيني زاده عن سبب تأليفه لإعراب الكافية: "...حتى سنَح لخيالي، وخطَر لرُوعي، أن أكتب كلمات متعلقة بإعرابه، وافية به، غير محتاجة إلى غيره، إلا أنَّه يعوقني عنه العوائق، ويَمنعني عنه النوائب، إلى أنْ سألني مَن كنتُ محفوفًا بآلائه، ومستغرقًا لنعمائِه، ومرفوعًا من الخفض إلى العلوّ، ومرجَّحًا على كثير مِن العدوّ، ألا وهو الأمير صاحِب الرايات، ممدُّ أصحابِ الحاجات، المتَّصفُ بمَكارمِ الأخلاق، الواصِل عطاياه إلى الآفاق، الفيَّاض[1] سِجَال النوال على الخلائِق، الوهَّابُ جلائِل النِّعمِ والدَّقائق.



أعني به يكن علي باشا، يسره الله تعالى ما يشَا، وجعله ممن آتاهم الحِكمة والحُكومة، وحفِظه عن فِتنة البأس والخُصومة، وأدام جيشه في ظلِّ العيش الناعِم، ما دام في المصلَّى الساجد والراكع والقائم، فأجبتُ مَسؤولَه، وكتبتُ مأمولَه، وسميتُه بـ"الفوائد الشافية، على إعراب الكافية"...إلخ"[3].

بل كان يَشيع هذا الجو العلمي بين عموم الطلبة، فها هم الطلاب مِن أولي الأفهام وذوي الألباب في عصر زيني زاده يشتغلون بقِراءة كتاب الكافية وحَفْظه، بل إن زيني زاده نفسه يصرح بأنه كان مشتغلًا في عُنفوان شبابه بحِفظِه، وفيما وراءه إلى شيخوخته بتعليمِه وقراءته على الطلاب، ولا يكتفي بكتابة ما سوده مرة واحدة، بل يبيض ذلك بنفسه مرات متعددة، ويعيد قراءته على طلابه، وشرحه لهم، بل يعلق على مؤلفاته بتعليقات وحواشٍ نفيسة؛ يقول زيني زاده عن كتاب الكافية لابن الحاجب: "وقد اشتغل في قِراءتِه وحَفْظه الطلَّابُ، مِن أولي الأفهام وذوي الألباب، وكنت مشتغلًا في عُنفوان شبابي بحِفظِه، وفيما وراءه إلى شيخوختي بتعليمِه، حتى سنَح لخيالي، وخطَر لرُوعي، أن أكتُب كلمات متعلقة بإعرابه، وافية به، غير محتاجة إلى غيره...إلخ"[4].

وإنْ كان هذا هو حال الطلبة في اهتمامهم واشتغالهم بكتاب من كتُب النَّحو؛ فغيره من علوم الشَّريعة كالعقيدة والحديث والتفسير والفقه والأصول من باب أَوْلى.

[1] في الأصل: الغبال. ولم أتبينها، ولم أجدها في المعاجم.

[2] البيت من بحر الخفيف.
وهو للشاعر رشيد الدِّين الوطواط، وهو شاهد بلاغي مشهور على ما يُعرف في البلاغة بالتفريق
المفرد، وهو أن تقصد إلى نوعين يندرجان تحت جنس واحد فتوقع بينهما تباينًا في المدح أو الذم أو غيرهما. ينظر: "مفتاح العلوم" للسكاكي (ص: 425)، "نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري (7/ 152)، "الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز" للعلوي الطالبي (3/ 78).

[3] ينظر: (ص: 156) من قسم التحقيق.

[4] ينظر: (ص: 133). من قسم التحقيق.






 توقيع : فزولهآ







احُب كل شي كان رحمه لي من الله

رد مع اقتباس