عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2016   #2


الصورة الرمزية عازفة القيثار

 عضويتي » 27946
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » 03-07-2025 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,021,419
الاعجابات المتلقاة » 1530
الاعجابات المُرسلة » 406
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
أبكي عليها كثر ماشالتني..وكثر الحنين اللي أختلط بغناها..
أبكي عليها من القهر يادنيا..من لي أنا..من لي عقب فرقاها..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ومرت الايام سريعا....
كنت في المقهى بعد مضي اكثر منشهر من خروجي من السجن....جالسا مع بعض الرفاق الذين تعرفت عليهم وانا فيالسجن
...
كنت اقضي اغلب وقتي معهم ولا اعود الى البيت الا متأخر....ليس حبا فيرفقتهم ولكن هروب من واقعي....فقد اطلت الحقيقه بوجهها البشع بعد ايام من خروجي منالسجن.......ماانا الا سجين سابق...مستقبلي تحطم....واصبح اشلاء متناثره ولن استطيعاعادت بنائه
....
حاولت ان اعود لحياتي الطبيعيه واكون ابنا بارا وزوجا محباووالدا حنون....ولكن لم استطع ان العب هذ الادوار
....
حاولت ولكن لماستطع....فضول الجيران واسئلتهم هو من اكبر اسباب عدم ذهابي مع والدي متجرهالصغير
...
اين كنت مسافر؟؟
لماذا لم تأتي لارض الوطن قبل هذا اليوم؟؟لماتركت والدك وهو في هذا السن يتحمل مسؤلية اسرتك؟؟؟اسئلة كنت احاول تجنبها وتجنباصحابها حتى ولو اتهمت بالكبر والغرور كما سمعت منهم....
وصرت اكثر انعزالاواكثر انفرادا بنفسي
....
الا من رفقة السجن...فمأساتنا المشتركه ورفض المجتمعلوجودنا... قرب بيننا على اختلاف طباعنا
...
ومع هذه الرفقه تعودت على عادات سيئهلم امارسها من قبل مثل التدخين
...
لم ادخن وانا مراهق ...ولم ادخن ايام محنتي فيالسجن ...واشعلت اول سيجاره وانا رجلا في الخامسه والثلاثون من عمري
....
يالحظيالعاثر
!!!
كنت اظن ان حالي سيكون للافضل عند خروجي من السجن...ولكن
احسستباحباط ويأس شديد منذ وطئت قدمي خارج السجن......
حتى اصحابي القدامى لم يزرنيأي شخص منهم...ولم اعتب على احد مثل نواف وبدر....منذ ذلك اليوم في المطار لم ارهمولو بزيارة وحيده...حتى والدي لم يرهم منذ دخولي للسجن
....
خرجت من المقهىالساعه الثانيه فجرا....مثل عادتي كل ليله لا اعود الابعد نوم الجميع
....

تجمدت وانا في طريقي لسيارتي بعد ما سمعت ضحكة اعرفها وامقتصاحبها...نظرت لصاحب الضحكه....كان هو بشحمه ولحمه
...

ياسر
...

لمينتبه لوجودي...كان راكبا سيارته ويكلم صاحبه الذي بجانبه
....
مشت السياره منجانبي وانا مذهول
...

هل يعقل
!!!


لم ابرح مكاني....وانا غارقا فيبحر من الافكار
...
كانت حالته الماديه متوسطه....ومن المستحيل لمن هم في مثلحالته ان يركب تلك السياره الفارهه
....
كان هذا الياسر موضع شكي ...وبعد رؤيتيلسيارته تأكدت شكوكي
....
يبدو انه يتاجر تجاره مربحه جدا
...

توجت للبيتوانا احس بنار مشتعله بصدري....نار الانتقام والحقد والنقمه من كلشئ
...

وصلت لبيتي الغارق في السكون....وانا اصعد الدرج تفاجأت بااريج تخرجمن حجرتها وتطل برأسها
....
وصلت اليها وحملتها...اريج هي الوحيده التي ممكن انسىمعها همومي ولو لدقائق بسيطه
....
بعد ما قبلتها انزلتها على الارض
....

-
ليش ياشقيه للحين صاحيه ؟


-
انتظرك...

-
لا تنتظريني مرهثانيه...نامي بدري
...

سألتني بلهفه
...
-
جبت الكراسهوالالوان
....

وضعت يدي على حبيني بأسف
...
-
لا والله ماتذكرت
....

بحزن واسى رددت كلمتي

-
ما تذكرت !!

-
خلاص بكره اجيبهالك... ياللا روحي نامي.. ما علموك في المدرسه انه السهر مهوب زين
...

هزتكتفيها بااسف ومشت حتى وصلت لحجرتها...وقبل وصولها التفتت الي وبحزنقالت
...
-
علموني في المدرسه انه السهر مهوب زين...وعلموني بعد انه الكذبحرام
....

حاولت ان امازحها
...
-
يعني انا كذاب


-
ايه انتكذاب...
قالتها بااصرار
...

وركضت الى حجرتها وهي تمسح دموعها
......
لوكنت في حال افضل لراضيتها...ولكن رؤية ياسر قلبت حياتي واعادت لي ذكريات ظننت انينسيتها
...

فتحت باب حجرتي لاجد سلمى جالسة تنتظرني
...
كنت اعلم عن ماذاستحدثني...فهذا هو حالنا كل ليله
...

سمعتها بصوت لا اثر للانفعالفيه
...
-
محمد
...

رددت عليها بملل
..
-
نعم
...

-
ممكن اكلمكشوي
...

تنهدت بضيق

-
اجلي هالكلام للصبح اذا امكن....

حاولت انتتمالك اعصابها

-
أي صباح الي تكون نايم فيه الى الظهر...ومن بعده تطلع ومانشوفك...
جلست على المقعد متأففا
..
-
سلمى...لو سمحتي انهيهالنقاش
....

-
محمد حرام عليك...مهوب مهم لا انا ولا انت...فكر في اريج وفيابوك
....

سكتت قليلا لترى تأثير كلماتها علي واكملت
...
-
انك انسجنت مهوبنهاية الدنيا...كلنا ندري انك برئ وانه اتهمت ظلم...لا تعاقبنا وتعاقب نفسك ...كفايه عقاب السنين اللي راحت
...

ردتت عليها بسخريه
...
-
لا مهيكفايه...السجن عار بيظل معي حتى اموت...وحتى لو مت ...بنتك لو كبرت اي واحد خطبهااول ما يدري عن ماضي ابوها بيتركها
....

-
احنا انتقلنا من بيتنا القديملهالسبب وما فيه احد يدري عن الماضي
...

سألتها بسخريه
...
-
وهالفضولينجيرانك تظنين انه بتمر عليهم كذبة السفر..لازم انه الحقيقه بتظهرفي يوم منالايام
...

تنهدت بعمق
...
-
طيب واذا عرفوا انك كنت مسجون...وش بيصير اكثرمن اللي صار؟!!!...علشانا انسى...وارجع لحياتك معنا...انت رجعت بجسدك...لكن روحكللحين ضايعه
...

رددت عليها بأسى
...
-
لا مهي ضايعه .. الا ماتت منزمان
...

قامت بعصبيه
...
-
انت ليش عايش في قوقعه منت راضي تطلع منها...اناكنت مسجون...انا اتهمت وانا برئ ...انا عمري ضاع
....
ترى حتى انا كنتمسجونه...حبيبي وزوجي انتزع من بينا ظلم...وعمري ضاع وما لقيته الا لما شفتك...لكنرغم كل اللي صار...واجهت الكل بقوه....وقمت بواجبي كزوجه زوجها مسافر ولازم يوم منالايام بيرجع..وأم لبنت ماابي احسسها بفراق ابوها
...

بصوت حاداجبتها
...
-
مشكوره وما قصرتي...لكن ما وجهتي اللي واجهت ولا عشتي الا عشته...فلاتتكلمين عن شي ما حسيته
!!

-
وش اللي عشته وما عشته انا
!!

وقفتبعصبيه...حتى صرت امامها وبغضب اجبتها
....
-
انا اقولك...تدرين اول ما قبضواعلي....كنت اقول اني برئ ومصر على برأتي...ما سألتي نفسك ليش غيرت اقواليواعترفت
...

عندما رأت الغضب يبرق من عيناي...تراجعت للوراءقليلا
...
-
اكيد ضغطوا عليك
...

رددت كلماته بسخريه
...
-
ضغطوا عليك... الله مااسهلها من كلمه...تعرفين وشي الضغوط اللي مورست ضدي واعترفت...في السجن كلمةضغوط لها دلالات كثيره...ويمكن كنت جبان...بعد ما شفت نماذج بشريه في السجن... اعترفوا بطرق بشعه... اعترفت قبل ما تهان ادميتي...واحفظ بقايا كرامه بعثرتبااتهامي...لكن الجبن صفه تذبح ياسلمى تذبح
...

-
محمد انسى كل الليصار
...

-
انسى انسى انسى....لا تذكرين هالنسيان
...

بصوت يقطراسى
...
-
وش تبيني اقولك...عش يامحمد في برجك المأساوي....واتركنا احنا ضحيةهالمأساه
...

-
اعتبروني ما طلعت...او اعتبروني مت
...

-
بس انت طلعتوما مت...وقدامنا...تبينا نعيش الحرمان وانت معنا
!!

-
خلاص اعتبرين مشموجود....ومن اليوم ورايح بطلع من حياتكم...ومارح ارجع الا اذا عرفت من ورى كل الليصار لي
....

سألتني
...
-
واذا عرفت وش بتسوي....بترفع عليه قضيهمثلا...وانت ادرى انه القضيه انتهت بسجنك ومافيه شي ممكن يفتحها...وعارف وش مصيرهالقضايا اللي من هالنوع
...

-
اكيد عرف مصير هالقضايا....لكن صدقيني روحيترخص في سبيل قضيتي...وياقاتل او مقتول
....

-
يستاهل هالانسان انه تخسرحياتك


-
مهوب عشانه بخسر حياتي....بدفعها ثمن لعمري اللي راحهدر....

-
واحنا؟؟


-
قلت لك اعتبروني ما طلعت...انا ياسلمى خريج سجونوزوج فاشل واب كذاب....انسوني خلاص....

وخرجت من منزلي وصدى كلماتي يتردد فيعقلي
...
خريج سجون وزوج فاشل واب كذاب...كنت كغريق تتخبطه الامواج لتوقعه في ذلكالمثلث المميت...خريج سجون وزوج فاشل واب كذاب
...
هل ياترى ستظل حياتي حبيسةلذلك المثلث القاتل ؟!!!




5 -




ومنذ تلك الليله لم اعد للبيت........ولم يتغير نمطحياتي...وانتقلت من سجن صغير لسجن اكبر بكــامل ارادتي....
والدي الغضبان وسلمىالمجروحه لم يحاولوا الاتصال بي اطلاقا....وكنت اتقصى اخبارهم من يوسف....كنت مصاببحمى الانتقام....وانغمست في البحث عن ياسر
...
ولم اجد أي خبر عنه....ولم يكنامامي سوى البحث عن نواف وبدر حتى اصل الي ياسر
....
عدت للحي القديم الذي كانيجمعنا انا نواف وبدر....سألت عن نواف في منزل والده القديم ومن حسن الحظ ان والدهلم يزل مقيم في منزله رحب بي شقيق نواف الصغير...بعدما عرفت على نفسي كصديققديم...واعطاني رقم هاتف نواف ...وعنوان منزله
...
لم استطع ان اكلمههاتفيا....كنت اريد ان اراه...واعاتبه على القطيعه والهجران وهو مالم اكن استحق منهكصديق وقع في محنه
....
بعد اقل من ساعه كنت اقف امام منزله....احسستبعطش...ونزلت من سيارتي...لبائع في محل صغير امام منزل نواف
....
بعد ماارويتعطشي....ركبت سيارتي وانا ارقب البيت....بيت جميل...بل هو رائع
!!
يبدو ان احوالنواف الماديه تحسنت جدا....ففي سفرتنا المشؤمه...عندما رجعنا لارض الوطن....كانيشكي احواله الماديه
....
العوده للوطن
!!

ارجعت رأسي للوراء...واغمضتعيناي...وتذكرت العوده للوطن....عدت سعيدا وشوقي يسبق سعادتي....اتذكر احداث ذلكاليوم كانها وقعت بالامس... كانت الطياره تحلق بنا في اجواء الوطن ونستعدللهبوط...ومقعدي بين نواف وبدر...وياسر في مقعد الذي يلينا..ويسمع كل ما يدور منحديث....كنت احاول ان اتجنبه بعد الصدام العنيف الذي حدث بيننا في الفندق....تذكرتالحديث الطريف الذي دار بيننا قبل هبوطنا
...

بدر: قلت لكم...خلونيهناك...لاحق على حر الرياض
...

نواف:وانا بعد...احد يترك الماء والخضرهوالوجه الحسن ويرجع للجفاف والصحراء والوجه اللي يجيب الهم
...

اجبتهمازحا
...
-
اقول لا تسمعك بس ام عبد الاله...تزعل عليك اللحين
رفع يديهبااستسلام مصطنع...
-
لا كلش ولا ام عبد الاله....انا بقولها الماء والخضرهوالاخيره بشفرها
...

جأنا صوت ياسر
...
-
ياثقالة دمك اانت وياه...خلصونااذا هبطت الطياره شيلوا شنطكم ورانا تفتيش وهم
...

رد بدر وهو يغمزلي
...
-
أي تفتيش دقيق واللي يرحم والديك...ويوسف في المطار
....

ضربت بيديعلى صدري دلالة الثقه
...
-
ما يقصر والد العم
...

سألني بدر
...
-
اقولانت متأكد انه مداوم اللحين
...

-
ايه...مكلمه قبل اقلاع الطياره...ويقول عندهدوام بيخلص بعد ساعه من الان
...

نواف: زين والله
....

وماهي الا لحظاتلنسمع بعدها صوت قائد الطياره معلنا هبوطنا لارض الوطن.....ومن سوء حظي ان يوسف عادمبكرا الي بيته ذلك اليوم ولم نجد من يجاملنا ......وفتشت شنطنا تفتيش دقيق مثلغيرنا .لأ نصدم صدمة العمر..وانا ارى الموظف يخرج بودره بيضاء من اجزاء خفيه فيحقيبتي لم اعلم بوجودها....علمت فيما بعد انها مخدرات وضعت في حقيبتي....لتدمرمستقبلي....وتشوه ماضيي وتضيف نقطه سوداء في صفحتي الناصعة البياض
...
كان هناكمن حاول ان يهرب كمية المخدرات لترويجها عن طريقي
...

افقت من ذكرياتي علىتوقف سياره امام منزل نواف
....
لتنزل منه سيده في اواخر العشرينات...كاشفالوجه...تتمايل في مشيتها...وماان ابتعدت خطوات عن السياره...الا وسمعت صاحبالسياره يكلمها...عادت اليه بدلال مصطنع...لتنحنى وتكلم سائق السياره...وصوتضحكاتها الماجنه يملئ المكان
...
صدمت من مظهرها...واحسست بالاشمزاز من مجردالنظر اليها
...

عندما اختفت عن نظري...رأيت البائع يهز رأسه بأسف...نزلت منسيارتي متجه اليه...اخذت علبة سجاير ودفعت قيمتها
....
وعدت سألته سؤالي مرةآخرى
......
-
متأكد انه هذا بيت نواف ال
....

بااصرار رد علي
...
-
أيمتأكد ياخوي
...

عدت اسأله وانا انظر الى البيت
...
فيه احد يسكن غيره؟


-
لا بس هو وزوجته...

-
واولاده؟؟
هز كتفيهبحيره...
-
ماادري...يقولون...انه زوجته الاولى واولاده ساكنين في بيتثاني
...

اشرت الى البيت
...
-
ودايم على هالحال
...

هز راسهبااسف...بعد ما فهم مقصدي
...
-
الله يستر علينا...الحي كله متضايق...لكن مابيدهم شي
...

-
وزوجها؟؟
ضحك بسخريه...
-
ماسمعت المقوله اللي تقولالزوج اخر من يعلم
....

اشار الي سيارة توقفت امام المنزل
...
-
شف هذا هوصاحبك
....
قالها..وكأنه يتمنى ان اخبر صاحبي واواجهه بما لم يستطيعوا هماخباره
...

اسرعت الخطى ...ووصلت اليه وانا اللهث قبل دخوله المنزل
...
-
نواف
...

التفتت الي
...
-
من؟؟
اقتربت منه
-
ماعرفتني؟!!!

وعندما صرت امامه...رأيت في عينيه شبح خوف سرعانمااختفى
...

-
محمد
!!

-
ايه محمد
وبعد ما سلمتعليه...

-
الحمد لله على السلامه...متى طلعت؟؟


-
طلعت قبل فتره...المهمشخبارك ؟؟

-
الحمد لله ...انا بخير...

امسك بيدي...وجذبني الىبيته
...
-
تفضل ادخل الله يحيك
...

لم استطع ان احرك رجلي لداخلمنزله....وتلك الافعى تدنس عرض صاحبي
...

-
مره ثانيه...اكيد لازماشوفك...لكن اتمنى تعطيني عنوان بدر...حتى اسلم عليه...ونتفق على موعد نجلس مع بعضونعيد ايامنا الخوالي
...

نزل رأسه بحزن
...
-
بدر...انت ما دريت وش صارلبدر؟؟


-
وش صار له...

-
قبل خمس سنوات...اصيب في حادث وهو مشلول شللكامل...ومقيم في مستشفى النقاهه
...

صدمني الخبر...واحسست بأسف على حالصاحبي
...
-
لا ياشيخ...زعلتني والله...وشلونه اللحين؟؟


-
ماادري من زمان مازرته...

-
الظاهر انت قاطع...ماعمرك زرتني في السجن...وحتى بدر ماتزوره
...

نكس رأسه
...
-
تدري ياخوي مشاغل الدنيا
...

وضعت يدي علىكتفه...كنت احس بشفقه على حاله...تمنيت ان تكون لدي الشجاعه لاخبره بما عجز غيريعنه
...
-
اقول وش اخبار عبد الاله واخوانه؟


-
ما عليهم طيبين...

-
سمعنا انه اعرست على ام العيال
...

ضحك
...
-
كل الاخبار الظاهرعندك
...

-
ايه كل الاخبار...لكن خذها نصيحه قديمك نديمك
...
واحذر منالجديد حتى تروضه
...

هز راسه بااسى

-
الجديد هو اللي روضني...ماعاد فينيشده على الترويض...

ابتسمت بسخريه...ونظرت للبائع...الذي يختلس النظرالينا...مقولته ليست صحيحه...يبدو ان الزوج هو اول من يعلم
....
وبعد انودعته....اتجهت لسيارتي وانا افكر في حال صاحبي






6 -



وفي اليوم التالي كنت متجها للمستشفى....مستشفى النقاهه... وفيداخل المستشفى مرضى يقضون ايامهم تحت رعايه طبيه كامله...واملهم في الشفاء شبهمعدوم......عندما علمت بحال بدر ركنت بحثي عن ياسر على الرف موقتا...كنت طوالالطريق افكر في نواف وحياته مع تلك الافعى......
وصلت للمستشفى...ورائحةالعقاقير والمطهرات الطبيه تملئ المكان...وبعدما سألت عن غرفة بدر...اتجهت بخطىسريعه الي صديق عمري
...
هالني منظره... جسده الهزيل...وشفتيه الزرقاوين...وعينهالذابلتين
...
كانت كثير من الاجهزه والانابيب متصله بجسده الهزيل
....

لماستطع ان امنع دمعة سقطت...وقد كنت اظن انه لادموع لدي
...
-
بدر
رفع نظرهالي...
-
من؟؟


-
سلامات ياخوي ما تشوف شر...
اقتربت منه وقبلتجبينه
...
-
الله يسلمك
...
-
الظاهر ماعرفتني؟؟

-
اعذرني...لكن الذاكره صارتعلى قدي...

يتكلم بصوت عادي...وكأنه مصاب باانفلونزا سيقوم منها خلالايام
...
-
انا محمد
...
-
محمد ال
...
-
ايه محمد
...
بعد سماع اسمي تغيرحاله..وتغيرت ملامح وجهه...وسمعت صوت بكائه
...

لم استطع ان انطق بكلمهواحده...لأني لو نطقت بحرف...فسأشاركه نحيبه..وهو مالا اتقنه وما لماتعوده...وكتفيت بالصمت وقلبي يتمزق
......

جلست على مقعد قريبا منه...وبعدما هدأت نفسه....اخذت منديل ومسحت دموعه
...
-
ما تشوف شر يالغالي
...
-
الشرما يجيك...والحمد لله على كل حال...اشلونك انت ؟؟ ومتى طلعت؟؟

-
قبل شهرين...لكنوالله يابدر اني احس نفسي طلعت من سجن لسجن...
وبترت جملتي ولم اكمل...واحتقرتنفسي...اشكي له حالي...وهو من حرم من كل شي...حتى مسح دموعه لا يستطيع
...
ورحتمعه في عالم ذكرياتنا المشركه...وعجبت من قوة ايمانه بقضاء الله وقدره
..
كانيحكي تفاصيل الحادث ..واقامته الجبريه في المستشفى بسبب ضيق اليد وعدم وجود شخصيتكفل بخدمته الشخصيه ورعايته الطبيه
...
-
مشاء الله عليك وعلىصبرك
...
-
الحمد لله ...يامحمد ايامي الاولى بعد الحادث كنت في غيبوبه...الحمدلله اللي احياني
...
ارجعت رأسي للوراء

-
احيانا الموت ارحم من الحياه...وانافي السجن تمنيت الموت...
-
وانا حمدت الله ولازلت على فضله ...حتى لو انشلتاعضاء جسدي...ابقى لي له الحمد والشكر...لسان رطب بتسبيح والتهليل......وابقى ليعقل اتفكر في عظمة خلقه...وابقى لي قلب ينبض ومع كل نبضه ندم على ما فات...وعزم علىترك الذنوب للممات
...
كلماته مست وترا حساس في اعماق قلب

-
الله مااجملكلماتك...
ابتسم ابتسامة راضيه
...
-
ربك اذا احب عبد ابلاه...ويمكن مااصابنيهو تكفير عن ذنوب اقترفتها في حق نفسي وحق غيري
...
تنهدت

-
الحمد لله على كلحال
...
-
اشلونك انت بعد طلوعك من السجن
...
-
الحمد لله...وخلها علىربك
...
وبعد فترة صمت....تكلم بصوت اقرب للهمس
...
-
محمد...انا من صحيت منالغيبوبه...وانا ادعي الله اني اشوفك قبل مااموت
...
-
الله يعطيك الصحه والعافيهوطولة العمر
...
-
سامحني ياخوي على اللي سويته
...
-
مسموح يااخوي...صحيح زعلتعلى هجرانكم لي...لكن صدقني ما شلت في قلبي عليكم
...
-
سامحني على اللي سويتهبحقك...واترك من اللي ما سويته
....
بدهشه وحيره
...
-
وش هاللغز...سويته وماسويته ؟؟
فكك لي طلاسيم هذا اللغز...وياليته لم يفعل...وتعالى صوتهالهامس....الى اصوات حاده تمزق اذني وتخترق قلبي بنصلها السام...ليترك جروح جديدهتنزف ...وينكأ جروح لم تبرى بعد...
وضعت رأسي بين يدي...وانا احس بان كل شئ يدورحولي...وانا استمع لصوت بدر المتقطع...وكلماته القاتله
...
قاطعته بحده
...
-
طيب ليش سويتوا كذا
...

بصوت حزين

-
لان يوسف ولد عمك...وابو سعد كان عارفاوقات دوام يوسف...وضبطنا وقت السفر والعوده على امل انه بيكون موجود...ولثقته فيكمارح يدقق في التفتيش...مثل اللي حصل في سفرتنا الاولى...

-
يعني سويتوها مرهقبل كذا
...

-
ايه...لكن والله لو كنت اعرف انه مستقبلك بيضيع ما عرضناكلهالموقف...لكن ابو سعد حسبي الله عليه...طمعنا...وانت عارف ظروفنا اشلونكانت....وطمعنا في هالدنيا اعمى بصيرتنا...وحتى لم قبض عليك...ما كان عندنا الشجاعهانه نعترف وننقذ صديق العمر
...

وبسخريه سألته
...
-
وتحسنت ضروفك...من عقبما صرت كبش الفداء
...

-
لا والله....وانت شفت حالي اشلون صار...ونواف...لهيوم اذا مهوب في الدنيا فهو في الاخره
....

وتوالت الاسئله...تعقبهاالاستفهامات وتخترق اعماقي باانصالهاالحاده
...
لماذا؟؟؟
وكيف؟؟ومتى؟؟الانتقام الذي كان في داخليتبخر...ولاني بكل بساطه انســــــان فقد احسست بنسبه ضئيله من التشفي سرعان ماتلاشى...وانا اتأمل حال بدر...وهو ممدد على سرير بلا حول ولا قوه...ويقوم على خدمتهاشخاص...معاملتهم تتفوت بين الاساءه والاحسان......
أي حياة يعيشها من هممثله
!!
في نظري هي حياه قاتله...وهي الموت البطئ باابشع صوره...لكن بدر...لاينظر لحياته مثل ماانظر
...
رفعت رأسي لارى المصحف الشريف...على طاوله قريبه منسريره
....
بدر خسر حياته...واصبح جسده بلا حياه...وحياته بلا امل
...
وهوللموتاقرب منه للحياه
....

لا
...

بل انا من كنت اقرب للموت منالحياه
...
بدر...يعيش حياة روحانيه عظيمه.....من خلالها استطاع ان يحس بحلاوةالصبر...وعذوبة الالم...وروعة التوبه
اما انا فقد عشت المأساه بكل فصولها ...وشاركت في اكمال ما خطه غيري...في صفحة حياتي...
وتركت حياتي تسير على نمطواحد....الكآبه...والالم...والغضب ...والنقمه
...

لو تفكرت في حالي وحالصاحبي...وخيرت في اختيار أي حياة اختار
...
لاخترت حياة السجن بكل مرارتهوعذابه...وجراحه...وغربته
لاخترتها بطيب خاطر.....
على حياة رجل ذليل دنسعرضه ...ومرغ شرفه في الوحل
...
وحياة بلا جسد...بلا قوه...بلا امل
...
كنتمحتاج لتلك الصفعه حتى استيقظ من غفلتي الاختياريه
....

ورحلت ولم اسأل عنياسر...الذي كان هو المتهم الوحيد في نظري
ولم يعد يهمني امره...وما هو دوره فيرسم خطوط المأساه....
رددت كلمات تذكرتها بسخريه وصداها يتردد فيعقلي
...
احذر عدوك مره...واحذر صديقك الف الف مره
...




- 7 -



كنت اقف امام منزلي...انظر لانواره المطفئه..اخطئت في حق
كل ساكني هذا البيت...
ابي
...
لم اكن عاقا به...ولم ارفع صوتي عليه منذخلقت
...
ولكن منذ خروجي من السجن...وانا اتجنبه
...
صحيح لم اكن عاقا...ولكنهل كنت به بارا؟
!!
سؤال لم اجد له جواب
...
سلمى
..
زوجتي وحبيبتي
...
ومنوقفت معي ...ولاجلي وقفت ضد الكل
...
لكن خرجت من السجن
...
لاخذلها...واصبحتهما اخراضيف الى همومها
الكثيره...
اريج
...
مهجة قلبي...وفلذةكبدي
...
سواد شعري...لم يكن كافيا لاكون الاب الذى
تتمنى وجوده لتتباهى امامصويحباتها!!
تخليت عن احبتي بكامل ارادتي...لاعيش حياة جوفاء بلاامل
...

دخلت منزلي...ولم اضئ انوار الصاله...كنت اعرف طريقي فيالظلام
...
فتحت غرفة اريج...كانت كالملاك تأملتها وكأني اقرأ على صفحة وجههاالبرئ احلامها الورديه
......
طبعة قبله على جبينها وخرجت بهدوء حتى لا تحسبوجودي
..
وعاهدت نفسي على ان اوعوضها كل ما فات اذا مد الله فيعمري
......

دخلت بعد تردد دام للحظات حجرتي
...
ومثل ما توقعت كانت سلمىمستيقظه.. تجلس على مقعد...تقراء اوراقا بين يديها
...
لمع بريق في عيناها سرعانما اختفى.....انزلت رأسها..وانشغلت بقرأت اوراقها
...
جلست على طرفالسرير...اتأملها
...

وجأني صوتها الساخر
...
-
اخيرا تذكرت انه لكبيت
...
-
ما نسيت بيتي عشان اتذكره...لكن كنت ابحث عن ذاتي
..
سألت
...
-
لا...ولقيتها ان شاء الله
...
تجاهلت السخريه الواضحه

-
الحمد للهلقيتها
...
-
ها...ورحت تدور على من كان السبب...بشر عسى لقيته
.!!
-
للاسفلقيته
...
وبخوف حاولت ان تخفيه
...
-
انتقمت منه...مثل ما كنت مقرر؟
اجبتهابأسى...
-
رب العالمين انتقم...سلمى اسف اقوله من اعماق قلبي
...
-
اسف علىوشو...على مكافأتك لي على صبر السنين...ولا على المسؤليه اللي تخليت عنها..وكأنكتعودت على الاستقلال بحياتك ولا على انتقامك منا وكأنا احنا السبب في كل الليصار
...
انت من طلعت المره الاخيره وانا وطنت نفسي على خروجك من حياتناللابد...خلاص قلبي ما عاد يتحمل طعنات... كفايه الجروح اللي لازلتتنزف
...

خرجت من الغرفه وهي تمسح دمعة سقطت
...
كانت كلاماتها كسياطتلسعني....اجل كنت اناني...ولم افكر الا في نفسي ونفسي فقط
...
نظرت للاوراق التيكانت تقرأها...جلست على مقعدها
.....
فوجدت رسائل اريج لي وانا في السجن...وكلهاتدور حول بابا العظيم...واخبارها في المدرسه...ورسومات طفوليه رائعه
...
شدتنيورقه بخط سلمى كتبت فيها تقول
....

اقتباس
:
يازائـر الليل
...

رحلتذات ليله وخلفت حطاما من الامال
...
وفتات من الاماني
...
برحيلك تلقيت اقسىصفعه في حياتي
...
كانت الصفع موجعه...والعذاب اكبر من قدرتي علىالتحمل
...
اليأس يدب في اعماقي...ولا بارقة امل تلوح في افقي
...
الا من صوتيأتني على فترات متباعده... يتعمق في شرايني ويتخللها ويذوب فيالدماء
..

كانت دنيايا حالكة السواد كالليل البهيم
...
وذات ليله انقلبالسواد الى بياض مبهر
...
وتحولت الاشواك الى ازهار ورياحين
...
فقد عادحبيبي
...
فلم يعد للحزن في قلبي مكان
...
ولا لتعاسة في حياتي موضع
...
لكنسلبتني تلك السعاده...واغتلت فرحتي في المهد
...
وتلاشت اطياف السعاده...وسط ضبابالواقع الكثيف
...
خنقتني الاسئلتي الحائره ...وانهكتني افكاريالمتسائله
...
عن زائر عــــاد ليرحل
....
هل من امل ليعود
!!!


كلماتهزتني من الاعماق...واحسست معها بأني لا استحق سيدة
عظيمة كـ سلمى...
انعمالله علي بنعم ..لم اصنها...وفي لحظة تهور...وانسياق وراء
انتقام وكره...كدتاخسر كل شئ مقابل لاشئ...
كتبت بخط يدي تحتكلماتها
...
اقتباس
:
سيدتي
...

لا تسألي عن زائر...مصيرهالترحال
...
بل اسألي عن متيم عاد ليبقى حتى الممات
....
اسألي عن رفيق دربتــــاه في احلامه
...
اضاع عمره بحثا عن السراب
...
ووجد اخيرا مرفأالامـــان
...

وضعت القلم
....
ورفعت نظري لاراها واقفت عند الباب...رؤيتهابعثت في نفسي نشوة تسللت خلسة الى كل كياني
....
والتقت نظراتنا...نظراتيالمتلهفه...بنظراتها السعيده المشتاقه لتغيب في عناق طويل
...

-
تمــــــت-

منقوله ...



 توقيع : عازفة القيثار





رد مع اقتباس