عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2009   #19


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (05:52 PM)
آبدآعاتي » 658,703
الاعجابات المتلقاة » 955
الاعجابات المُرسلة » 357
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الزواج جنوب لبنااااااااااااااان

التعارف : تعتبر مرحلة التعارف العَتبة الأولى في سلّم الوصول إلى العش الزوجي أو بالأحرى هي نقطة الانطلاق الأولى في مسار الدرب الطويل ، و بما أنّ بلدة "عِبَََّا" بلدة ريفيّة ، زراعيّة ، و صغيرة ، كانت أكثر فرص التعارف تتمّ فيها من خلال اللقاءات في الأعراس حيث " تعمُرْ" حلقات الدبْكِة التي كانت يطلق عليها اسم " ملتقى العشَّاق" ، أو في "الأجر" أي عند وفاة أحدهم ، أو عند الذهاب لرعي الأبقار و الأغنام و الزراعة والحصيدة ، أمّا المحطّة الأساسية للتعارف كانت تتمّ عند " جَرْشِ القمح " أي عندما يتجمّع أغلبية الشباب و الصبايا في منزل واحد لمساعدة أصحابه على الجرش ، و كانوا أثناء فترات الراحة و بعد الانتهاء من العمل يقومون بالرقص و الغناء و الدبك فتشْتعِل شرارات الحب بين الاثنين .
و بعد أن تمّ اللقاء و التعارف تبدأ بذور الحب تنمو ليرويها العشّاق بلقاءاتهم في البراري و الحقول على مدى أربعة فصول أو أكثر أو أقل ، فهناك العديد من علاقات الحب التي استمرّت أكثر من ثلاثة سنوات . و من هنا يتضح لنا كم كان للحب أهمية في سجّل العشّاق في بلدة عبَّا ، حتّى أنّه احتلَّ مساحة واسعة في الأغاني الشعبية الخاصة بالبلدة والتي تعبِّر عن مخزونات الناس و أحلامهم و تطلّعاتهم، ومن هذه الأغاني التي تدلّ على الحب :
بَدِّي حبيبي و الغَيْر يسَتّرْ إنْ كِنِتْ مخطوبة لأجْلو بطِّّلْ
يا إبنْ فلان مِنْ هَوْني سَتِّرْ بَدِّي احْبَابي يَلِّي بيعِجْبوني
و من الأمور الأساسية التي كانت تشجِّع قيام علاقات الحب ، ألا و هو أنّ الأهالي لا يجبرون بناتهم على الزواج من شاب هنّ لا يرغبن به (باستثناء بعض الحالات طبعاً) ، فموافقة الفتاة كانت أمر ضروري و حاسم ، و حتّى إذا " طلب إيدا" أحد الشباب و والدها عارض و هي كانت تحبّه ، يعود الشاب و يحاول عدّة مرّات حتى يغيِّر والدها رأيه ، و لكن إذا باءت جميع المحاولات بالفشل و لم يعدِل الوالد عن رأيه، فلا سبيل سوى الفرار فتذهب الفتاة مع الشاب "هريبة" أي خطيفة ، ولكن هذه الحالات كانت نادرة جداً فغالباً ما كان يعدِل الوالد عن قراره و يوافق .
ومن الأغاني الشعبية التي تصبّ في هذا الإطار :
إيدِي و إيدَكْ يَلاّ هَريبي إنْ تعارَضوني بإلّنْ حبيبي
و يا شمس المِشِرْءَة و رَحْ تغيبي خَلّيكي مِشِرْءَة احْبابي وِصْلونا
هذا بالنسبة للحب أمّا بالنسبة لصفات الشاب و الفتاة ليكون هو المختار أو هي المختارة فكان على الشاب أن يكون " آدمي ، ابن ناس ، شهم ، سمعتو مليحة ، عندُ رزق و قادر ينتج " ، أمّا الفتاة فكان عليها أن تكون " ست بيت ، سمعتها مليحة و السانها دافي " ، فهذه الصفات في الفتاة هي التي تدفع العديد من الأمهات للإصرار على أولادهن حتّى يتقدّموا و يطلبوا يدها ، ولكن في النهاية يعود القرار للشاب ، فهو إمّا يقبل أو يرفض أو حتى يختار فتاة أخرى من داخل الضيعة أو من خارجها ، و في حال كان الاختيار من خارج الضيعة تقوم أم العريس بإرسال أحد فتيات العائلة لكي تنام عند العروس المختارة و ذلك لترى إن كان في جسدها أي عاه أو تشوّه ، لترى شعرها ، طريقة نومها و غيرها الكثير من التفاصيل . و لكن هذا الاختبار لا تمرّ فيه بنات الضيعة " لأنّن معروفين و مكشوفين " .
و الشاب حتّى لو اختار فتاة من خارج "عبََّا" كان يفضّل أن تكون بنت ضيعة و ليست بنت مدينة ، و يعود السبب في ذلك إلى أنّ بنات الضيعة لديهنّ قدرة على احتمال أعباء و مشقات الحياة و خاصة في الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها سابقاً ، فلم يكن كل شيئ متوفّر بسهولة مثل اليوم ، و بنت الضيعة منذ ولادتها تتنشّق رائحة التراب و تتعلّم "الشغِلْ بالحَقلي" على عكس بنت المدينة "المنغْنَغَة و المدلّعة".
فالأم دائماً تنصح ابنها بأن يختار بنت تكون " للصيف و الضيف و غدرات الزمان "
فهناك أغنية تقول :
يا طِيرْ الطايِرْ سَلامي وَدِّي للخَرّوبي تَأوصَلْ و هَدِّي
يا بنت الضيعة غيرِكْ ما بَدِّي لوْ حَزَّازوني حزوزْ الليْمونا .
و كان اختيار الشباب هذا على عكس اختيار الفتيات اللواتي يفضّلن ابن المدينة على ابن الضيعة و ذلك لأن طبيعة عمل البيروتي سهلة ولا يحتاج لمساعدة من قبل زوجته، على عكس عمل الفلاّح الشاق و الذي يحتاج إلى مساعدة دائمة من قبل زوجته ، و هناك أغنية تقول :
دخْلِكْ يا إمِّي بَدِّي بَيروتي الفلاّحْ بِإلِّي اشْتِغْلي تتْموتي
إمُّوا بِتإلي عالدار لا تفوتي و بَيّو بإلّي الطريق من هونا .

الحكي بالعروس : بعد التعارف لا بد و أن تتفتح براعم الحب لكي تنتهي القصة بالزواج ، و لكن درب الوصول للقفص الذهبي طويل و يتخلّله عدّة محطّات ، فبعد أن يتفق الشاب و الفتاة فيما بينهما يقابل الشاب والد العروس و يتّفِقْ معه على موعد من أجل "طلب إيدا" . و في الموعد المحدّد يأتي والد العريس و أخوته و أعمامه و أخواله و بعض أوادم الضيعة مثل سيد البلد ، المختار ، أحد كبار السن ، أو أحد وجهاء الضيعة إلى منزل العروس . و بعد حضور الجميع باستثناء العريس الذي يبقى في منزله حسب العادات ، يقوم والد العريس أو الكبير في العَيْلِة بطلب يد الفتاة من والدها الذي يقوم بدوره بسؤال الفتاة عن رأيها ، و بعد الحصول على موافقتها تُقرأ الفاتحة و تعمّ الزلاغيط أجواء الدار .
و لكن القصة لا تنتهي هنا فبعد موافقة الفتاة ينتهي دورها ليبدأ دور الأهل الذين يباشرون بالاتفاق على الحق ( المهر ) .

الشبكة :
بعد كتب الكتاب تذهب العروس و والديها و العريس و والديه إلى محلات الصاغة في النبطية أو في بيروت ، من أجل اختيار الشبكة التي كانت تتألّف و بصورة عامة من :
البِخْنُقْ: و هو عبارة عن عقد من الذهب عيار أربع و عشرين ، قراط فيه عشرة أو خمسة عشر ليرة عصملّية معّلقة جميعها بسلاسل من الذهب . الأقراط : كانت إمّا حلق ارباع ( أي ربع ليرة عصملية من الذهب ) إلو دندولي ، أو حلق طارات ( حلقات دائرية ) .
الأساور : إمّا مباريم أو سحبات من الذهب .
المحابس : محابس العروسين كانت من الذهب ، و بالإضافة للمحبس تشتري العروس خاتم أو إثنين .
هذا بالنسبة لمحتوى الشبكة أمّا بالنسبة للدفع ، فتدفع العروس ثمن الشبكة في حال كانت قد أخذت مقدّمها مال أما إذا أخذت أرض فيتوجب على العريس الدفع . في بعض الأحيان و عندما تكون أحوال العريس المادية جيّدة يعطيها مقدّم مال و يشتري لها الشبكة على حسابه أيضا ً .
أمّا في حال حصول طلاق ، تبقى الشبكة مع العروس إذا كانت هي من دفع ثمنها أمّا إذا كان هو من دفع ثمنها فتبقى معه .

الحق ( أو المَهِرْ ) : يقسّم حق العروس إلى قسمين
القسم الأول هو المقدّم : و هو ما تأخذه العروس عند كتب الكتاب ، و يختلف المقدّمْ حسب اختلاف إمكانيات العريس فمنهم من يقدّمْ المال ومنهم من يقدّمْ الأرض ، و في حال كان المقدّم مال تأخذه العروس لكي تجهِّز نفسها به ، و إذا كان أرض يتوجّبْ على العريس لاحقاً أن يدفع ثمن الجهاز .
القسم الثاني هو المؤخَّرْ : و هو ما تأخذه العروس في حال طلّقها زوجها ، و كان المؤخر عادة عبارة عن أرض و في بعض الأحيان غرفة أو نصف غرفة .

جهاز العروس : بعد الانتهاء من الرسميّات و العموميّات ننتقل إلى مرحلة الخصوصيات ، و التي تبدأ بجهاز العروس ، حيث تعمل العروس على تجهيز نفسها "من البابوج للطربوش"، و أوّل ما تقوم به في مرحلة التجهيز :
- القصْ : حيث تذهب هي و خطيبها إلى محلاّت القماش في النبطية لتقصّ القماش بمختلف الألوان و النوعيّات ، فمن القماش ما ستخيط منه فساتين العرس ، ومنه ما سوف يصبح فساتين لاستقبال المهنئين ، و قسم آخر من القماش سيتحوّلْ إلى ملابس للعمل بالإضافة إلى الملابس الداخلية . و أثناء القص يتوجّب على العروس أن تقصّ لخطيبها قميص و بيجاما و لأم خطيبها فستان و بالتالي تقص لوالدتها فستان أيضاً بما أنها هي التي ستدفع ( و ذلك من المقدّمْ الذي أخذته) و هي التي تدفع أيضاً أجرة الخياطة ، و كانت أغلب الفتيات تخيط عند خياطة الضيعة " المرحومة الحاجة حِسِنْ حريري أو عند الحاجة زينب أحمد " أو عند خياطة العرائس في النبطية .
و عند عودة العروس إلى المنزل يكون في انتظارها حشد من الجماهير يضمّ كل من صديقاتها و الجيران و بعض الأقارب لرؤية كمْ من القماش اشترت و كمْ كلّفها القصْ بالإضافة إلى رؤية ما أحضرته من بوابيج و سكربينات لمّاعة تتناسب مع لون القماش .
- تجهز العروس عدد من
الشراشِفْ ، أغطية الوسادات
و اللّحِفْ و مفارِشْ الطاولات
التي تكون جميعها مزخرفة و مطرّزة إمّا بالسنّارة أو على الطّارة ( الطارة عبارة عن خشبه مدوّرة في وسطها شبك تشدّ عليها قطعة القماش و بعد ذلك تطرّز بالإبرة و الخيطان الملوّنة) .
و بما أنّ مسألة التطريز تحتاج إلى خبرة و دقّة ، لم تكن جميع الفتيات يعرفن القيام بذلك ، و التي لا تتقن القيام بهذا العمل تستعين بإحدى صديقاتها ممّن يعرفن التطريز ، أو تشتري هذه الأشياء مطرّزة من السوق.
- تجهز العروس أيضاً و بمساعدة صديقاتها و خاصة في فصل الشتاء حيث يجتمعون سويّة في منزل واحد لعمل العديد من الأشياء التي تحتاج لها العروس من القش مثل صواني القش و سلاّت لقطف الثمار و غيرها الكثير من الأشياء ، و ذلك بعد أن يحضروا قش القمح عن البيدر و يبلّونه بالماء ليصبح طرياً و ليّناً بحيث يسهل التحكم به ، ومن أجل تلوينه يضعونه في ماء مغليّة و يضيفون الصبغة حسب اللون الذي يريدونه .
- أمّا القسم الخاص من الجهاز و الذي يتكفّلْ به والد العروس بحيث يقوم هو بدفع ثمنه،ألا و هو تجهيز فرشتين ، الحافين ، مخدتين ( يصل طول الواحدة إلى المتر تقريبا ) ، طرّاحتين و سِتْ مسانِدْ ( المسند عبارة عن وسادة مستطيلة الشكل محشيّة بقش الذرة و قش الشحّام و تكون مضغوطة جيداً من أجل سند الظهر عليها بعد الجلوس على الطراحة ) .
وهكذا وبعد الانتهاء من إعداد الجهاز ، ينقل إلى منزل العروس المستقبلي إمّا قبل العرس بيوم حيث ينقل على رؤوس أهل العروس ، أو ينقل في يوم العرس على حمار يسير وراء فرس العروس .

بوسة الإيد : كانت " بوسة الإيد " من أحد الأحجار الأساسية في حائط العادات و التقاليد الخاص بالزواج في بلدة " عبّا " ، حيث يقوم أهل العروس و في الليلة الأولى التي تلي ليلة كتب الكتاب بدعوة أهل العريس و الأقارب و الجيران إلى العشاء ، و تقوم العروس بدورها بارتداء ثوب واسع خيطَ خصّيصاً لهذه المناسبة مع محافظتها على جمالها الربّاني (بمعنى آخر لا تقوم العروس بتغيير أي شيء من ملامح وجهها ) ، و عند دخول خطيبها من الباب " بتلائي عليه و بتبسلو إيدو و بيتباوسوا و بعدين بيلبِّسها الدهبيات " و بعد ذلك يجلسان بجانب بعض ليتناولا العشاء الذي كان يختلف محتواه حسب اختلاف إمكانية أهل العروس فمنهم من يذبح خاروف و منهم من يذبح الدجاج ومنهم من يكتفي بطبخ " اليخنات " .
و بعد الإنتهاء من تناول العشاء و المحليات مثل : القضامي ، المعمول ، التين ، التمر و الشوكولاته ، تجلس العروس على عتبة الباب " بتمسك ديلها ( أي طرف الفستان) وكل واحد تعشّى بيسقِّطلا بالديل نقطة ، و كانت النقط أو مصاري ورق أو ليرات دهب أو شقفة قماش " .
و هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن عادة " بوسة الإيد " بكل تفاصيلها أصبحت في طي النسيان و لم يعد لها وجود و حتى أنّ الكثير من شباب و شابات اليوم لا يعرفون أن هذه العادة كانت موجودة في عبِّا في أحد الأيّام .

عتبة باب الدّار : و هنا بعد أن تصل العروس إلى منزل العريس ترفض أن تنزل عن الفرس حتّى يعطيها " عمّها " أي والد زوجها " عبرة باب الدار " التي كانت عادةً إمّا ليرة ذهب أو بقرة بكِّيرة (لم تنجب بعد ) أو قطعة أرض ، وفي بعض الأحيان كان يعطيها المحفظة التي تكون بجيبه سواء أكان فيها القليل أو الكثير . و في هذا الموقف تزلغط النساء قائلة :
آويها و العروس ما بتحوِّل إلاّ بعبرة باب الدار
آويها و ما بترضى بمجيديّة إلا بدهب أصفر
و بعد أن تأخذ العروس عبرة باب الدار يحملها العريس و ينزلها عن صهوة الفرس ليدخلا معاً إلى منزلهما الجديد لكي يتناولا العشاء بينما يذهب المدعوّين إلى الساحة .
العمْدِه : بعد أن يتناول العروسين العشاء يتبَعا موكب المدعوّين سيراً على الأقدام ، و عند وصولهم إلى الساحة يتوجّبْ على العريس أن يرفع العمدة ، وهي عبارةعن حجر من الصوان يزن 60 إلى 75كيلو و فيه ثقب في الوسط توضع فيه خشبه ، و إذا لم يرفعها العريس يجب أن يرفعها أحد أفراد عائلته و إذا كان العريس من خارج الضيعة يجب على أحد أبناء بلده رفع العمدة إذا هو لم يتمكن من القيام بذلك.
و بعد رفع العمدة يجلس العروسين على" المرتبة " وهي عبارة عن طاولة من الخشب (بلا قدمين ) مغطاة بشرشف مزخرف و ملوّن بعدّة ألوان و يتم تزيينه بالورود الطبيعيّة و بعد ذلك يوضع عليها كرسيين من الخشب .

برزة العروس : في صباح يوم العرس و بدَل أن تذهب العروس إلى " الكوافيرة " التي يكون لديها أحدث أنواع المكياج ، تأتي إلى منزل العروس امرأة من الضيعة " لتبرزها " أي لتبرز جمالها و مفاتنها بعد أن تكون العروس قد استحمّت و أزالت الحنّاء عن يديها، فتبدأ هذه المرأة " بشرح عيني العروس بالكِحْلي السودا ، و بتحطِّلا من قمِعْ الحُمْرة على شفافها و خدودا وجبْهتها بشرط تكون الحُمرة مساءبي على لون وِجَّا لأنّو حُمرة البيض كانت غير حُمرة السُمُر ، و بعدين بتحُطِّلا من قرِصْ البودرة على خدودها ، و بالأخير بترشِّلا ريحة من عطر يسمينة أو أي عطر تاني اشترتو من النبطية وقت ما اشترت جهازها " .
هذا بالنسبة لزينة الوجه أمّا الشعر فكان الموديل موحّد بين جميع العرائس " فالشعر يكون مكبَّسْ من إدَّامْ و معمول خواتم من ورَى و محْطوط عليه اكليل من ازرار الورد وبالآخر بينلفْ بمنديل مكنْوَشْ و مطرّز " .

المدعوّين : بعد كل هذه التجهيزات اقترب موعد الزفاف ، و بما أنه ليس هنالك زفاف بلا مدعوّين ، تبدأ الدعوة للعرس عبر إرسال شخص يمثّل عائلة العريس و شخص آخر يمثّلْ عائلة العروس ، و غالباً ما يكون هذين الشخصين من أخوات العريس والعروس ، إلى منزل الأشخاص الذين يودّون دعوتهم أو بالأحرى يذهبون إلى جميع المنازل في الضيعة و يدعونَهُم دعوة شفهيّة للعرس الذي يكون قد حدد موعده. و لكن عندما يقومون بدعوة أحد وجهاء البلد أو أحد كبارها يذهب والد العريس أو والد العروس شخصيّاً لدعوتها.
وهكذا وبعد تلقِّي الدعوة يبدأ المدعوّين و بشكل خاص النساء منهم بتحضير الملابس التي سيرتدونها في العرس ، فدائما كان هناك ثوب جديد في خزانة كل امرأة تكون محتفظة به لترتديه في المناسبات الخاصة ، بينما أخوات العروسين و خاصة العازبات منهنّ يخطن ملابس جديدة " بركِنْ شافن ابن الحلال بالعرس و صار النصيب " .

فستان العروس : عندما تذهب العروس للقص تقصّ قماش لفستان العرس أو بالأحرى لفساتين العرس
( فالعرس كان أقلّه ثلاثة أيام و أكثره سبعة أيام ) ، فتطلب العروس من بائع القماش أن يعطيها " قماش أطلس " فيفهم البائع مباشرة ً أنّها تريد قماش من الحرير الجيِّد و معه قماش من الدانتيل الشفّاف ، فيسألها عن اللون ، فتختار اللون الأبيض لفستان اليوم الأول و بعد ذلك تختار إمّا اللون الزهر أو الليلكي أو الأزرق و غير ذلك من الألوان لفساتين الأيام الباقية .
و بعد اختيار القماش تأخذه العروس عند الخياطة لتخيط لها فستان ضيق حتى الخصر و من ثم واسع بكلوش طويل ، و يكون الفستان غير مكشوف من جهة الرقبة و كمّه طويل، و مع فساتين العرس تخيط العروس كفّيْن و منديل و اكْليلْ لكل فستان بشكل يتناسب مع لونه ، و يكون كل من الفستان و المنديل مطرّزان يالخيطان الملونّة و مشْكوكان بالخرز أو الريش أو الورود. هذا بالنسبة للفستان أمّا الحذاء فهو عبارة عن" سكربينة كعب عالي لونا متل لون الفستان ".
و فستان العروس تختلف قيمته حسب اختلاف ميزانية العروس بما أن فساتين الأعراس لا تعار و كل عروس لها فساتينها .
أمّا العريس فكان إمّا يستأجر طقم أو يشتري لباس عربي " أي شروال أبو كبشين مزموم عند الخصر مع قميص و سترة لونها إمّا كحلي أو أسود " .

نقشة العروس:كانت العروس و مازالت و ستبقى محط أنظار جميع المدعوِّن في ليلة عرسها و خاصة النساء منهم ، فمن أجل ذلك كان الاهتمام بمظهر العروس هو الشغل الشاغل للجميع ، فيبدأ العمل على إبراز جمالها منذ الليلة التي تسبق ليلة الزفاف أي عندما تأتي "الناقِشَة الحاجة صديقة ترحيني أو المرحومة الحاجة حِسِنْ ترحيني" لتنقش العروس في منزلها حيث تحضر أكثرية نساء الضيعة من الأقارب و الجيران و صديقات العروس ليشاهدوا نقشت العروس التي ستتمّ على مرحلتين :
المرحلة الأولى و التي تتمثل " بمسح العروس " :
حيث تقوم الناقشة هنا بغلي ما يقارب الخمسة كيليات من السكر مع القليل من الحامض و الماء على نار الحطب من أجل اعداد " الشلغينة " التي ستقسم إلى قسمين ، قسم منها يقطّع إلى قطعْ صغيرة و يوزّع على المدعوّين مثل العلكة و القسم الآخر يستعمل لإزالة الشعر الزائد عند العروس ، و بعد الانتهاء من إزالة وبَرْ الوجه تدهَن الناقشة وجه العروس بالزيت و الحامض من أجل شدّ البشرة و حمايتها من التشقّق .
المرحلة الثانية و التي تتمثل " بتحنِيَةِ العروس " :
هنا تكون الناقشة قد بلّت الحنّاء منذ الصباح بالماء و القليل من الحامض و جبَلتْها بِلَكَن كبير لكي تكون جاهزة في السهرة لتضع الناقشة الحنّاء على كفي العروس بشكل ثلاثة " زيوح " (خطوط ) و بعد ذلك تربط لها يديها بالقماش ، و ليس فقط العروس تحنِّي يديها بل كل من يرغب في ذلك من الصغار و الصبايا و حتّى في بعض الأحيان و عند نهاية السهرة وبعد حضور الشباب تحنيِّ الناقشة كَفْ واحد لكل من يرغب بذلك من الشباب .
و هكذا تكون انتهت نقشة العروس و التي تعتبر واحدة من العادات الكثيرة التي محيت و بشكل كلِّي من قاموس العادات القديمة في بلدة عبَّا .

مكان و زمان العرس : دقّت الساعة و حان موعد الزفاف الذي سيحصل في الساحة العامة للضيعة على مدار عدّة أيام يكون أقلّها ثلاثة أيام و أكثرها سبعة ، و العرس يبدأ بعد صلاة العشاء و يبقى مستمراً حتّى منتصف الليل .
ففي اليوم الأول وعند حلول الليل يقول المدعوين لأهل العروسين " مِنْعادي بُكرا إنشاء الله"، و يكرّر المدعوين هذه العبارة في كل ليلة باستثناء الليلة الأخيرة بحيث يستبدلونها بعبارة أخرى و هي " إنشاء الله بتِتْهنّوا و من شِفِلْكُن عريس ".
كانت أغلب الأعراس في بلدة عبَّا تتم إمّا يوم الخميس أو يوم الجمعة لأنّ أهل البلد يعتبرون هذه الأيّام أيّام مباركة و يتفاءلون بها على عكس يوم السبت الذي يتشاءمون به ، و من الأقوال السائدة في هذا السياق " حجر السبت بيرْجَعْ لمترَحو " ، أي أن الذي يتزوّج يوم السبت لا يتوفّق بزيجته .

طريقة إحضار العروس : بما أنّ كل ما يحصل للعروس في هذه الليلة يكون مميّز فكان لابدّ من أن تتميّزبحضورها و بطَلّتِها البهيّة ، فهنا بدل أن يأتي فارس الأحلام على الحصان الأبيض تأتي العروس على ظهر الفرس و لكن ليست أي فرس فالفرس تكون مزيّنة بأبهى الزّين ، و مثلما بُرِزت العروس تُبرز الفرس فيوضع لها كل من :
البخانق : عبارة عن عقود من الزجاج المدوّر و الملوّن خاصة باللون الأزرق توضع في رقبة الفرس ، و في كل واحد من هذه البخانق يوجد نضوة حصان أو رأس جمَلْ من النحاس و ذلك من أجل منع الحسد و صيْبِة العين .
الصِدِرْ : حزام من الكتّان المغزول من صوف الغنم فيه سبع كشاكيل أو أكثر (أي كرات من الصوف الملوّن ) ,و يربط الصِدِرْ برقبة الفرس . الرَشْمِة : و هي سلاسل من النحاس المترابطة ببعضها البعض و فيها عدّة " شراشيب نحاسية" تعلَّق برأس الفرس و توصل باللجام لتساعد على التحكم بسرعة الفرس و حركاتها .
الخِرْج : عبارة عن بساط مصنوع من شعر الماعز ، صوف الغنم ، و شعر ذيل البقر ، يتعلّق فيه عدد كبير من الكشاكيل الملوّنة و يوضع على ظهر الفرس وله " عَيْنَتَيْن " أي جيْبَتيْن تضع فيهما العروس الهدايا إذا قدّمها لها أحدهم في ليلة العرس .
الطيّارْ المكَبِّشْ : وهو يعتبر من الأمور الهامة جداً في زينة الفرس ، و هو منديل (أي فولار ) صغير الحجم فيه كِبَشْ من القماش أو المعدن . يشتري العريس اثنين منه، يعطي واحد منهما لصاحب الفرس والآخر يأخذه "الناطور" أي الشخص الذي يجرّ الفرس .
البرضعة : و هي حيث تضع العروس قدميها لكي لا تقع عن الفرس .
و بعد أن تركب العروس على الفرس ، تجلس بشكل جانبي حاملة بيدها شمسيّة ملوّنة تلوّح بها لجمهور الأهل و الأقارب و الجيران و الأصدقاء الذين يسيرون وراءها وعلى جانبيها يرشّون عليها الرز و القضامة ، و يسير أمامها حامل "السنجق" أي حامل عَلَمْ الضيعة الذي يكون معلّق بعامود من الحديد يبلغ طوله الأربعة أمتار يحمله أطول رجل في الضيعة و كان لونه أخضر وأحمر ، هذا بالإضافة إلى الذين يدقّون على الطبول و " الصنوج " وهما صحنين من النحاس يصدرا صوت عند احتكاكهما.

كتب الكتاب: يتم كتب الكتاب في الموعد الذي حددّ له أثناء الحكي بالعروس ، و الفترة بين الحكي و كتب الكتاب ( أي فترة الخطوبة بدون عقد ) لا تكون طويلة بحيث لا تتعدّى الأسبوعين على الأكثر . و يتم كتب الكتاب في منزل أهل العروس ، فيحضر أهل العريس و أهل العروس و الأقارب والجيران ، باستثناء العريس الذي يبقى هذه المرة أيضاً في المنزل . و بعد حضور الجميع يأتي رجل الدين الذي يكون في أغلب الأحيان " سيِّد الضيعة " لكي يكتب الكتاب ، و هنا يسأل السيِّد العروس التي تجلس أمامه واضعةً منديل على وجْهِها " هل ترضين يا فلانة بنت فلان أن يكون فلان زوجاً لك على مهر مقدَّمه كذا و مؤجَّله كذا إذا رضيتي قولي نعم " ، و يكرِّر السيِّد هذا القول ثلاثة مرَّات ، لأنّ في المرة الأولى لا تجاوب العروس بل تجاوب النساء الحاضرات حيث يقلْن : " راحت لعند الخياطة " و في المرة الثانية يجاوبن بقول " عم تسقي الحبقات " أمّا في المرة الثالثة فتجاوب العروس و بكل خجل بقول " نعم رضيت " . وهنا بعد أن حصل السيِّد على الجواب المنتظر يذهب إلى منزل العريس " ليفرِّغ عنده العقد " . ويبدأ الرقص و الدبك و تتطاير الزلاغيط من أفواه النساء. وهكذا يكون قد تمّ كتب الكتاب ، ولكن مهمة السيِّد لم تنتهي هنا فهو الذي سيذهب في اليوم الثاني إلى المحكمة الشرعية في النبطية ليسجِّل عقد الزواج ، وكان السيّد يقوم بهذا العمل بدون مقابل ، و لكن أهل العروس كانوا يقدّمون له علبة حلوى .
و في بعض الأحيان لا يتم كتب الكتاب في منزل أهل العروس بل يتم مباشرة في المحكمة الشرعيةو ذلك في حال كان أحد أقارب أي من العروسين متوفيِّ ، و لكن هذا لا يحصل إلا نادراً ، ففي حال توفّى أحدهم يتم تأجيل الخطبة ( فالذي يفرح أحد العائلات يفرح كل الضيعة و الذي يحزن إحداها يحزن الجميع ) . وفترة الخطوبة مع العقد غير محدّدة نسبة إلى ارتباطها بمسألة تجهيز المنزل ، فبعدما ينتهي العروسين من تجهيز المنزل يتم الزواج مباشرةً . ولكن أثناء هذه الفترة يكون لدى الخطيبين الحرية في الخروج معاً و البقاء سوية منفردين " فهِّي صارت حلالو


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس