هناك فرقٌ شاسع، بين غضب الطفل المؤقّت من أهله، وغضبه الدائم منهم. الحوادث العرضيّة قد تلعب دورها في توتير العلاقة بين الطرفين، لكن لجوء الطفل دائماً الى التمرّد واظهار الكراهيّة، مسألةٌ تحتاج تحرّكاً سريعاً لمعرفة الأسباب والملابسات الكامنة خلفها. وقد يكون المحرّض الأساسي للطفل على اهله مشكلة خاصّة يعاني منها ولا يستطيع التكلّم، أو ربّما عدم استقرار بيئته العائليّة التي أسهمت ببروز العديد من المعضلات في حياته الشخصيّة وأثّرت على وضعه النفسيّ. وربّما يدخل طرفٌ ثالثٌ على الخطّ، فيزيد الوضع سوءاً بين الطرفين المتصارعين ويلعب دور المحرّض لأسبابٍ مباشرة أو غير مباشرة.

وفي هذا الإطار اليكم أهمّ 3 اسباب تفسر غضب الطفل الدائم من اهله وتصنّف في خانة الخطيرة.

• هو فعلاً في ورطة
من الصعب أن يفصل الولد عالمه الخاص عن عالمه العائليّ. يحصل ذلك عندما يشعر بالخوف الشديد من واقعٍ مستجدٍّ في المدرسة أو الحيّ الذي يقطنه، ولا يجد امكانيّة صريحة لإخبارهم بما يشوبه من هواجس، نظراً للخوف من ردّة فعلهم السلبيّة تجاهه من جهة، وعدم رغبته في كسر صورة البطل في نظرهم من جهةٍ ثانية. وبالتالي، فهو في هذه الحالة يلجأ الى التمرّد والعنف ويجد في تصرّفاتهم نحوه معرقلاً لأفكاره التي تبحث دائماً عن حلولٍ لمشاكله. وقد تتطوّر العلاقة السيئة بينهما الى مرحلة الهروب من المنزل. وبالتالي، على الأهل في هذه الحالة التقرّب أكثر من ابنهم ومتابعة سلوكه المدرسيّ والعائليّ عن كثب ومعرفة المشكلة والإسهام في حلّها.

هم فعلاً أذوه دون قصد
يعاقب الأهل أطفالهم في العادة، لكن مبالغتهم في العقاب وعدم استخدام الطريقة المثالية للتواصل معهم، ستؤدّي بهم حتماً الى كسر علاقتهم الايجابيّة بفلذة أكبادهم. يحصل ذلك على وجه الخصوص حين لا يأبه الأهل الى مشاعر أطفالهم أمام الحضور، ما ينعكس تمرّداً لا يوصف من قبل الولد الذي يجد نفسه محطّ إحراجٍ ومدعاة سخريةٍ وشعاراً للفشل والسوء. وهو قد لا يسامح ذويه بسهولة، حتّى أنه قد يحمل معه ارتدادات ما حصل حتّى يكبر.

• أحدٌ ما يذبذب له في أذنه
قد يلجأ أحد الأقارب أو أحد الأصدقاء الى تدمير علاقة الطفل بأهله من خلال تحريضه عليهم لأسباب شرّيرة. فحين يلجأ صديق الولد الى الكلام بالسوء عن أهله، فهو بالتالي يريد اصطياده لمصلحته، ويريد استغلاله في أمورٍ غامضة، ويسعى بالتالي الى فقدان ثقته بأمه وأبيه قبل خطفه الى عالمه الخاص. كما قد يلجأ أحد الأقارب والجيران الى هذه الاستراتيجيّة للغاية نفسها، والتي قد تكون ثأريّة. النتائج هنا قد لا تحمد عقباها، وهي تتراوح بين الاستغلال الجنسيّ أو الاتجار بمشاعر الولد واستخدامه طعماً لغايات اجراميّة أو انتقاميّة من أهله. الحلّ هنا يكمن في استخدام الأهل للحوار كطريقة بنّاءة للتقرّب من الأولاد ومعرفة تفاصيل حياتهم الخاصّة.