يحكى في قديم الزمان أن حرباً نشبت بين مدينتين. كما هي الحال في كل حرب كان هناك قتل كثير وظلم كثير وخيانة كثيرة. أحد الجنود من الجيش الأول خان جيشه وتعاون مع العدو. عندما اكتشف رفاقه خيانته. ألقوا القبض عليه واقتادوه إلى ملكهم. خيانة هذا الجندي كانت أصعب من أن يعفو عنها الملك بل كانت أصعب من أن تكون عقوبتها عادية. أصدر الملك أمراً بقتل هذا الجندي ورمي جثته في العراء مثل الكلاب. كي يرى الناس مصير الكلب الذي خان أهله وبلده. ونهى الملك أن يقوم أي كان بدفن الجثة. فالجثة هنا لتدل على بشاعة عمل هذا الجندي. في الليل وبعد أن ذهب الجميع وبعد أن تم التمثيل بهذه الجثة بأبشع الصور. جاءت أخت الجندي الخائن المقتول وبدأت تحفر حفرة كبيرة. كانت تريد أن تدفن أخاها بعد قتله والتمثيل بجثته. عندما رآها الجنود أمسكوها وأخذوها إلى ملكهم. نظر الملك إلى الفتاة بقسوة والشرر يتطاير من عينيه. ثم قال لها: ألم تسمعي بأني أمرت أن تبقى جثة هذا الخائن في العراء كجثث الكلاب. ألم تسمعي بأني أصدرت قانونا بمعاقبة كل من يحاول الاقتراب من هذه الجثة. نظرت الفتاة إلى الملك وعيناها الواسعتان تترجفان وتغتسلان بالدمع. وقالت للملك: قلبي وعقلي وكل شيء حي في جسدي كان يريد دفن جثة أخي الحبيب. قانونك لا أبه له، أما قانون قلبي فلا يمكن لي إلا أن أنصت إليه.