‏يقول الله تعالى : ( وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ) (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ) .. والسؤال : كيف هذا .. قوارير من فضة .. زجاج من فضة هل يمكن ذلك؟ لو أحضر أحدنا قطعة فضة ودقها حتى رقت ( أصبحت رقيقة ) لم يرى من خلالها ما يرى من خلال الزجاِج .. جمال .. لايوصف .. في الجنة .. زجاج من فضة يرى ما بداخلها من شراب .. قال ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن رضي الله عنه : ( ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إِلا الأسماء - يعني أن ما في الجنة أسمى وأشرف وأعلى - ولو أخذت فضةً من فضة الدنيا، فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب، لم ير الماء من ورائها، ولكنَّ قوارير الجنة ببياض الفضة، مع صفاء القوارير ) أرأيت كيف تلك الروائع في الجنة .. هذه من أصغر مافيها .. الأكواب ..فيكف بما فيها من شراب وكيف بغيرها .. أختي الحبيبة .. لو ذهبت للسوق لشراء أكواب .. لاشك أنك ستنظرين لشفافيتها .. وكلما زادت الشفافية زاد جمالها .. ولو ارتفع ثمنها ... تفكرين عند شرائها .. أنها ستقدم للضيوف .. وستخصص لهم بالذات .. لايمكن أن تستخدم في الوجبات اليومية الاعتيادية .. فكيف بأكواب الجنة ّ!! يا أختاه .. التي أعدت للمتقين .. من رب العالمين .. لاتخدشي الزجِاج ( الإيمان ) .. بالذنوب والمعاصي .. يا أختاه .. تساهل في أداء الواجبات ، تأخر عن الصلوات ، تبرج وسفور، علاقات مشبوهة ، قنوات فضائية فاسدة، غيبة ، نميمة ، قطعية ، ... والكثير .. الكثير .. الجنة غالية .. يا أختاه .. فادفعي الثمن بطاعة ربك .. نعيم خالد وسعادة أبدية .. فكلها أيام وترحلين .. فلا تخدشي الزجِاج .. واصبري على حلاوة الطاعة والإيمان .. فهي زادك في رحلتك .. واقبضي على دينك .. ولو احسست بحرارة الجمر .. فطوبى للغرباء قال الله تعالى : {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا(13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً(14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ(15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا(16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً(17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً(18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنثُورًا (19)وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا(20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا(21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا(22)}. أيام .. ويحين الرحيل .. يا أختاه .. بلا موعد ولا تذكرة سفر محجوزة