النساء يقبلن الرشوة
قال :
أثناء سفري في إحدى الدول العربية الشقيقة
كان في انتظاري حسن السائق الخاص ,
أنهيت إجراءات الدخول التي تأخرت كثيرا جد بسبب رفضي دفع الرشوة للموظف الجوازات الذي أوصى بي شرا لموظف الجمارك الذي نفضني نفضا
, وبعد عناء أنهيتها فقابلت حسن عند مكتب تأجير السيارات فقال لي لما تأخرت,
قلت له القصة , فنصحني في المرة القادم
بان اذهب إلي الموظفات من النساء ,
فهن اشرف من بعض الرجال ولا يقبلن الرشوة قلت له سوف أجرب قال إنها طريقة ناجحة
, قلت بما انه شرا لابد من سأذهب إلي الحسناوات منهن , فضحك ,
تجاهلت ضحكته الصفراء , فسرنا إلي مقصدنا , كانت المسافة تقريبا 200 كيلوا متر ,
يمشي الهوينى بنا قلت ألا تسرع قال لا الطرق مراقبه بالرادار قلت له لو كنت أنا أقود لوصلنا منذ البارحة,
وصلنا إلي الفندق الذي اعتدت النزول فيه كعادتي , وفي الصباح الباكر
ذهبنا ألي منطقه جبليه تغطيها الثلوج مررنا بقرى صغيره ,
فقال حسن ا ن أبي وأمي يسكنون في القرية التي إمامنا فقلت له دعنا نمر عليه
, قال عن جد , قلت له نعم,
منها نأكل من ديات أمك , قال مرحبا بك ,
فوصلنا إلى دار أهله البسيطة وقابلت أهله ,
كانوا جميعا مجتمعين , وفرحوا بقدومنا ,
وتمت دعوتي لتناول طعام الغداء وبالفعل وافقت دون تردد وكان حريا بي إبداء بعض الرفض
, لكني خشيت أن تفوتني الفرصة ,
فمن يرفض دعوة على الطعام بات ليله مقوي , ( يعني نام بلا عشاء )
كانت الساعة التاسعة صباحا , عند خروجي رأيت فتاة في الخامسة عشر أو لم تبلغها بعد آية في الحسن ,
حاولت أن أسال حسن عنها لكنه قاطعني , وقال سوف نذهب إلى موقع سياحي لا يعرفه ألا أهل البلاد لا يأتيه السياح , كثيرا
إلا ما ندر, عندما رأيت تلك الفتاة صرت اردد بيت شعريا لأحمد شوقي ,
الحسن حلفت بيوسفيه والصورة انك مفردهٌ ,
حتى وصلت إلى تلك البلاصة ,
و أنا اددن ذلك الشعر , فقابلت نسوة كبرا في السن يبعن الحلويات ,
وأنا اشتري منهن , وأتذوق الطعم , فلحقت بي امرءة وعرضت علي قطع مما لديها مغلفة , بالبلاستك فنزعت الغلاف ,
و وضعتها في فمي , و إذا بها ليست حلوا , فبصقـتـها , وقلت ما هذه , قالت هذه مسكه , تضعها في الخزانة أو الشنطة, وليس في الفم , فقلت أنا كالطفل فمي هو مختبر الأشياء ,
فأعطتني واحده أخرى مجانا , ومع ذلك كله لم تغادرني صورة تلك الفتاة اليوسفية
, حتى عدت إلى دار والد حسن , فسألته عن تلك الفتاة الجميلة فقال تقصد نهيله ,
قلت هل اسمها نهيله ,قال نعم قلت اسما جميل ,
كم عمرها فقال 13 عاما ,
قلت انها صغيرة جدا , لكنها جميلة , قال ومريضة بالتوحد , قلت ,
وهل هي من عائلتك , قال هي ابنة اخي , عبدالرشيد , قلت اين ابوها قال انه مهاجر في أوروبا , قلت اين امها قال قد ماتت امها وهي تضعها ,
قلت الم تعالجوها قال لم يكن ابي يعرف ما هو مرضها ,
ولم نذهب بها إلى المستشفى الا بعد ان سأت حالتها ,
بعد ان ذهب بها ابي إلى دجال الحفيرات في القرية المجاورة
, الذي ادعى بأن بها مس من الجن
,لقد كادت ان تفقد حياتها , لو لا ان اختى الكبرى ذهبت بها إلى المدينة ,
وهناك قرر الطبيب , ادخالها إلى مركز امراض التوحد , وبقيت هناك لمدة سنتين ,
ومع ضيق الحال , وشوق امي لها أخرجناها منها , وهى الان تحت رعاية امي وابي ,
قلت في نفسي انها مسكينة ,
فاخبرت حسن بان عليهم اعادتها إلى المشفى
قال لا لن تعود , انها مخطوبة لعبدالخالق ,
قلت ومن هوعبدالخالق فقال انه شاب مراهق يبلغ من العمر 19 عاما ,
يحبها وهي تحبه ايضا ,
قلت كيف تعرف انها تحبه , قال الكل يعرف , قلت انها مريضة , لا تتكلم ,
قال ان عبدالخالق هو الوحيد الذي اذا جائتها نوبات الغضب تهدئ عندما تراه ,
انها في كل مساء تنتظر عودة كي يعطيها الحلوى عند باب الدار ,
اذا تخلف يوما , تقوم القيامة في الدار , لذلك عبدالخالق لا يسافر من اجلها ابدا ,
قلت اذا سانتظر إلى المساء حتى ياتي عبدالخالق , وصلنا إلى الدرا ,
وكان طعام الغداء جاهزا , طبق شعبي , يشبه المرقوق او القرصان لكنه كان ,
اطعم و ازكي , بالقوة اوقفت نفسي عن الاكل وان لم اجبرها لاصبت بالتخمة ,فقلت لأم حسن
تسلم دياتك , على الاكلة الزاكية,
بعدها اصبت بغيبوبة ولم استيقظ إلى بعد العصر , فقال لي حسن اتريد ان نكمل رحلتنا
فقلت دعنا ننتظر إلى المساء علي ارى عبدالخالق , عند المساء
ذهبت حسناء التوحد إلى باب الدار تنتظر قدوم عبدالخالق ,
لقد ظننت انه لن ياتي , لكنه كعادته لا يخلف وعده معها ,
اتى عبدالخالق الذي كان هو ايضا وسيما ,
لكنه اعرج لقد اصيب بشلل الاطفال منذ الصغر , فصابت قدمه اليسرى بضمور شديد ,
فقلت لحسن اليسوا صغرا على الزواج
فقال , لا , لن يتزوجوا الا بعد خمس او ست سنين على الارجح, فقلت له امانه عليك يا حسن ان تدعوني إلى حفل زفافهم ,
وذلك انتهت هذه القصة , وكلي امل ان اكون شاهدا على حياة اظنها ستكون سعيدة باذن الله
|