03-06-2016
|
#48
|
|
|
|
|
حكم من قال القرآن مخلوق : حكم من قال : إن القرآن مخلوق س: تقول : ما حكم من ينتسب إلى مذهب يؤمن بأن القرآن مخلوق ، وأن الناس لا يرون الله يوم القيامة ، مع العلم أن من ينتسبون إلى هذا المذهب أغلبهم لا يقرون بخلق القرآن ، ولا يؤمنون به ، ويقولون : إنا لا نؤمن بأن القرآن مخلوق ، لكننا ننتسب إلى هذا المذهب ؛ لأن آباءنا كانوا ينتسبون إليه فقط ، وما حكم من يؤمن بخلق القرآن؟ أيعتبر خارجا عن ملة الإسلام ؟ وجهونا في هذا ، جزاكم الله خيرا . (الجزء رقم : 1،الصفحة رقم: 154) ج : نعم الذين يقولون : إن القرآن مخلوق ، معناه إنكار أنه كلام الله ، وهذا كفر أكبر ، وهكذا من قال : إن الله لا يرى ، فمن أنكر رؤية الله في الآخرة ، رؤيته في الجنة فهذا كفر أكبر ؛ لأنه كذب الله وكذب رسوله عليه الصلاة والسلام ، فكل طائفة أو شخص يقول : إن القرآن مخلوق ، معناه أنه ليس كلام الله بل هو كلام مخلوق ، والله صرح بأنه كلامه سبحانه وتعالى ؛ لقوله جل وعلا : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ )وقال تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ). والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول للناس : (ألا رجل يؤمنني حتى أبلغ كلام ربي )يطوف عليهم في مكة قبل الهجرة يطلب منهم أن يؤووه حتى يبلغ كلام الله ، المقصود أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة كلهم صرحوا بأن القرآن كلام الله ، والقرآن دل على أنه كلام الله ، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه ليس كلام الله ، فيكون كافرا بذلك ، مكذبا لله ولرسوله ولإجماع المسلمين ، وهكذا من أنكر صفات الله ، وأنكر رؤيته ومن قال : إنه ليس بحكيم ولا حليم ، ولا عزيز ولا قدير ، فهو كافر كالجهمية ، وكذلك من أنكر رؤية الله ، وأن المؤمنين لا يرونه في (الجزء رقم : 1،الصفحة رقم: 155) الآخرة ولا في الجنة ، هذا كافر كفرا أكبر ، أعوذ بالله ؛ لأنه كذب الله ورسوله ، والله يقول جل وعلا في حق الكفرة : (كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ) فإذا حجب الكفار ، معناه أن المؤمنين يرون ربهم ، سبحانه وتعالى ، قال تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) ، ناضرة أي بهية جميلة ، (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) تنظر إلى الله سبحانه وتعالى ، وقال جل وعلا : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )، جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله )وجاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إنكم ترون ربكم كما ترون القمر في ليلة البدر لا تضامون في رؤيته )، وقال في حديث آخر : (كما ترون الشمس في صحراء ليس دونها سحاب )وكما قال في ليلة البدر ، لا تضامون في رؤيته ، يعني رؤية واضحة بارزة ظاهرة ، ليست فيها شبهة ولا شك ، فالمقصود أن (الجزء رقم : 1،الصفحة رقم: 156) المؤمنين يوم القيامة يرون ربهم رؤية ظاهرة كما ترى الشمس صحوا ، ليس دونها سحاب رؤية بارزة ، وهكذا في الجنة يرون ربهم جل وعلا ، فمن أنكر هذا ، وقال : إنه لا يرى فقد كذب الله ورسوله ، فيكون كافرا نسأل الله العافية . |
|
|
|
|
|
|
|
|