بقلمي :/ زراعَـة الضَّـمير الضمير كَـ ( الدَّغدغَـة ) هناكَ مَن يخافهُ ، و هناكَ مَنْ لا يخافُـه . بَـادئ ذي بِـدْء ما مَعنى الضَّمير ؛؟ الضَّـمير الانساني كما عرَّفـهُ العُـلمَاء ؛ هُوَ شعورٌ باطِـني في المرء يَجعلهُ يُـراقِب سلوكَـهُ ، و يتحكَّم بتَوجيهِه مُـتَّـبعاً الخَير مُستبعِداً الشَـرّ . أو هُوَ استِـعدادٌ نَـفسي لإِدراك الخَبيث وَ الطيِّـب من الأعمَـال ، و الأَقوال ، و الأَفكار ، وَ التفرِقَـة بينها . و استِحسَان الحسَنْ ، و استِـقبَاح القَـبيح منهَا . يقُـول الأديب مُصطَفى لُطفِـي المنْـفَـلُوطي : حَسبُـكَ من السَّعادة في هذِه الدُّنيا : ضَميرٌ نَـقيّ ، وَ نفسٌ هَادئة ، وَ قلبٌ شَريف ، وَ أن تعمَل بيَديك . ولا سعَـادة تُـعادِل راحَة الضَّـمير .. وَ ممَّـا قِـيلَ فِـيه ؛ * الضَّـمير هوَ صَـوتُ الحَـقّ . * الضَّـمير بَوْصلَة المَـرء . * الضَّـمير هوَ ذلكَ الفاصِل بينَ سلُوك الحَيوان و الإنسَـان . * الضَّـمير هو ذلكَ الصَّوت الخَافتْ الذي يَدوِيْ أحياناً فَـ يقُـضّ عليكَ مَضْجعَـك . سَمِعنا بما يُعرَف بزَراعة الأعضَاء البشريَّـة ، واستِـبدال العضُو التَّـالف بآخر صَالِح ؛ ليستَطيع الإنسَان أنْ يبقَى على قيدِ الحيَاة ، وَ هوَ بأكملِ صحَّـة ، وَ قُـوَّة ، وَ عافية .. ولكن هل سمعتُم بِـزرَاعة الضَّمير ؟ هل هناكَ ضَمائر تُبَـاع / و تُـشتَرى / و تُستَـبدَل ؟ لو كانَ بإمكانِـنا أن نكونَ أطبَّـاء جِراحَـة ذو مهَـارة حِرفيَّـة ، و أمسَكْنَـا مِشْـرَط ، وَ مقَـصّ وَ مُنحْنَـا صلاحيَة اجرَاء عمليَّـة زراعَـة ضَميرٍ عَـاجِـلَه .. وَ كانَ بينَ أيدينَـا ؛ ( شَخص مُنافِـق ، شَخص ظَـالِـم ، شَخص عَـاقّ ، شَخص مُلحِـد ، شَخص مُرابِـي ، شَخص خَـائن ، شَـخص مُتغطرِس ، شَخص كاذِب ، شَخص أنانِـي ، وَ شخص سَـارِق ) . مَـنْ منهُم ( أحَـقّ وَ أولَى ) بزراعَـة ضَميرٍ جَـديد ، واستئصَال سابِقِه بعدَ أن أعمَـتهُ غَـمامَة السُّـوء وَ تسرّبت منهُ رَوائح العـفَـن . وَ فيما لو افتَرضنا بَـاءتْ تلكَ العمليَّـة بالفشَل ، هل من وسَـائل تربَـويَّـة مُـجدِيَـه لِايَـقاظ ضميرِه الميِّـت في حَال لم تنجَـحْ كلّ وساَئل النُّصح ، و التَّـرهيب, وَ التَّـرغيب , وَ الإرشَـاد وَ حتى العِـقَـاب ؟! ما هُوَ السَّبيل الأنجَع لِـ تنْـقيَـة ضميرِه مِن الشَّـوائب العالِـقَـه ، وَ تقويم ما اعَـوجّ فِـيه ، و انعَـاش ما فسَـد من مشاعرِه ، و تَـصفِـية مَـواقـفِه الحسنَـه مِنْ القبِـيحَـة ، و مَواطِـن الحَقّ مِن البَـاطِل ، وَ دُروب الفَـضيلة مِـن الـرَّذيلَـة .؟! هَـل زراعَـة الضَّمير أو مُحاولة انعَـاشِـه هيَ واجِـب فَـردي بَـحتّ وخَاص بالشخص ، أمْ واجِب يُـلقَى على كَـاهِل المجتمَـع وَ البيئة المُـحيطَـة ، أمْ نقِـف أمامَـهُ مَـكتُـوفِيّ الأيدِي وَ نقُـول ؛ ( الهِـداية بيَـدِ الله وحدَه ) ؟! الإنسَـان خَيِّـر بالفِـطرة بمعنَى أنّ ضَميرَهُ هوَ سَـاعِـي بفِطرَتِـه إلى الصَّلاح ، و الخَير ، وَ النقَـاء , وَ حُب الفضيلَـه .. إذَن ماهيَ مُسبِّـبات التَّـغيـير الحَاصِله بعدَ ذلِك ،؟! وَما هِيَ الـدَّوافِع إلى أَنْ يسلُكَ طريقَ التَّـدليس , وَ الخِـداع ، وَ الشَـرّ , وَ القَسْـوة .. و أمامَـهُ طُرق الراحَة ، وَ الخَـير مُعبَّـدةٌ مُـمهَّـدةٌ لقَـلبِه ، وَ عقـلِه , وَ سَائـر جَـوارحِـه ..؟! بتَواضع قَـلمي ، كُلِّي سعَــــــادة بآرائكُـم النيِّـرَة ، و النقَـاش الهَادف في ظِـلّ ما سُـطِّرَ بينَ أيدِيكُم . وَ دُمتُم هَـانِـئينَ بضَمائر يَقِـظَـه خيِّـرَه تَـنعُم بالراحَة ، و السَّكينَـة ، و السَّلام .