عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-16-2016
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (03:05 PM)
آبدآعاتي » 3,303,390
الاعجابات المتلقاة » 7586
الاعجابات المُرسلة » 3787
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
s20 قصة تمنيت ان يزورنا الظلام



قصة تمنيت ان يزورنا الظلام :

لم يكن ينقص في تلك الليلة الشتائية العاصفة والمخيفة إلا أن تنقطع الكهرباء ، ويتحول البيت وكأنه سفينة تلاطمها العواصف .حتى ذلك الحين لم أكن أعرف أن للظلام أيضا إحساس جميل يضفيه على أرواحنا المتجمدة،فقد أسرعت العائلة نحو الصالة، وبدأت أمي تواسي خوف الصغار؛ وجدت بعد قليل من البحث شمعة مهملة من آخر المناسبات.
جلسنا حول المدفأة ، أحضر أبي شيئاً مهملاً من الماضي البعيد، الفانوس الذي رافق الأسر في لياليهم الماضية، صارت الوجوه أوضح، وبدأت الأحاديث تنسج وتحلو لعلها تُطمئن قلوب الصغار وفي بعض الأحيان يتخللها شيء من الضحك الفاتر يقطعه قصف رعد أو لمعة برق أو زوبعة مطرية. كان الحديث أجمل على نغمات الرياح، ورقصات الأشجار، ها هو أبي يتخلى عن سماع أخبار العالم ويجلس ليستمع لحكايات أختي الصغيرة مع معلمات المدرسة، لعله يدفئ قلبها بقليل من الطمأنينة، أو ينسيها هذا الجو الغير مألوف ، هاهو الظلام يحررنا من قيود المدنية والحداثة، ويفك أيدينا من سلاسل الكمبيوتر وقيود الريموت كنترول ، ويزيل الأسلاك الشائكة بيني وبين غرف أخواني. أخي الكبير تخلى عن دور المستمع في برنامج الاتجاه المعاكس وها هو يجلس أمامي يستعرض قدرته في النقاش ، يتدخل أبي ببعض الجمل، ثم يعود متابعاً أحاديثه مع أختي الصغيرة يروي لها حكايات الماضي أيام الفانوس وموقد الحطب. فيما بعد بدأ الهدوء ينساب على الجلسة وأغُلقت بعض جفون الجالسين ، فأمعنت النظر في تلك الشمعة محاولاً أن أقول لها اصمدي، أرجوك لا تذوبي قبل أن تعود الكهرباء. كانت الشمعة كوجه المرأة الباكي تهمي منها الدموع لكي تتجمع بالأسفل لتظل شاهدة على ذكراها، النظر للشمعة يُخبرك أنها كانت تبث الحياة والحب في الأسر جميعا، ولكنها ضاعت كما ضاع الحب بين أضواء أجهزة الكهرباء، استطاعت الشمعة أن تلم العائلة أكثر من مرض أمي وأكثر من كل وجبات الحلوى التي كانت توضع في الصالة، لقد جعلت عائلتنا كعنقود عنب، وفجأة عادت الكهرباء وانفرط عنقود العنب ، وذهب نور الشمعة مع أنها ما زالت تشتعل وفر الجميع إلى غرفهم وعاد صوت التلفاز يبث إزعاجه في كل مكان، وجلست أنا وحدي بجانب الشمعة أقدم اعتذاري لها فقد ذهب الجميع دون أن يقدم لها أي أحد كلمة شكر، بعد لحظات ذابت تلك الشمعة وذابت تلك الأحاديث التي جمعت كل الأسرة. في اليوم التالي اشتريت شمعه أخرى وتمنيت أن يزورنا الظلام مرة أخرى دون أي متطفل كهربائي.
نصيحتي لكم اذا دخلتم بيوتكم اغلقوا هواتفكم فهي تحرمكم عن بعضكم .



 توقيع : جنــــون




مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس