لا يهدأ و لا يرتاح حتى يطمئن أنه قد حوى كل أخبار الناس علماً و امتلأت ذاكرته بأسرارهم و خفاياهم ...و لا يدخر وسعاً في التجسس و التحسس لمعرفة أسرار الناس و أحوالهم . اشتهر في المجالس بأنه حاوية الأخبار و الأسرار العليم ببواطن الأمور . باستطاعته تعرية أي مخلوق ممن يحيطون به بسبب كنز الأسرار الذي يحويه من جراء تجسسه . و الله يا هذا ما أقبحك و ما أقبح فعلك . قال ابن جرير وهو يتحدث عن تفسير قوله: { وَلا تَجَسَّسُوا} : (ولا يتتبع بعضكم عورة بعض، ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره، وبه فاحمدوا أو ذموا، لا على ما لا تعلمونه من سرائره ...). ثم ذكر أثر ابن عباس: (نهى الله المؤمن من أن يتتبع عورات المؤمن) وقال البغوي: (نهى الله تعالى عن البحث عن المستور من أمور الناس وتتبع عوراتهم؛ حتى لا يظهر على ما ستره الله منها)