12-27-2015
|
#8
|


موقف فى حياة الصحابي الجليل :

هذا الصحابي الجليل قال ذات يوم وهو يعظ الناس، وقد فاجأه أسيد بن حضير، سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, وكان يدرس وحوله هؤلاء الذين أحبوا الإسلام، وانشرحت صدورهم له، فاجأه أسيد بن حضير شاهراً حربته يتوهج غضباً على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم، وقال له: ما جاء بكما إلى حينا؟ هو وأسعد بن زرارة،
وهما أخوان في الإسلام كريمان، تسفهان ضعفاءنا اعتزلانا إذا كنتما لا تريدان الخروج من المدينة,
والإنسان إذا وقف الموقف اللين، والموقف الحكيم، فهو عاقل رشيد، و هذا من نعمة الله عز وجل
أن موقفاً ليناً فيه حكمة، فقال له مصعب بلسان طيب: أولا تجلس فتسمع فإن رضيت أمرنا قبلته،
وإن كرهته كففنا عنك ما تكره, فقال أسيد بن حضير وكان رجلاً عاقلاً: والله أنصفت،
ما أحسن هذا القول وأصدقه، فجلس وكان مصعب يتلو عليه القرآن فاستمع إلى القرآن،
ودخل إلى قلبه، وشرح الله صدره، فقال أسيد: ما أحسن هذا القول وأصدقه! كيف يصنع
من يريد أن يدخل في هذا الدين؟
فأرشدوه إلى ذلك .
سيدنا عمير بن وهب, مرة قال:
((والله لولا أولاد صغار أخاف عليهم العنت، ولولا ديون ركبتني, لذهبت وقتلت محمداً وأرحتكم منه، فرجل اسمه صفوان كان قاعداً، قال له: ديونك علي بلغت ما بلغت، وأولادك أولادي مهما امتد بهم العمر، اذهب لما أردت, فعمير من فوره سم سيفه وذهب، ولما وصل للمدينة، رآه سيدنا عمر, فقال: هذا عدو الله ساقه إلى رسول الله، هذا عمير بن وهب عدو لدود، ابنه قتل في بدر، قال له سيدنا النبي: ما الذي جاء بك إلينا؟ قال: جئت أفك ابني، قال له: وهذا السيف الذي على عاتقك، قال له: قاتلها الله من سيوف، فقال له النبي: ألم تقل لصفون كذا وكذا وكذا فوقف، وقال: أشهد أنك رسول الله، لأن الذي قلته لصفوان لا يعلمه إلا الله، وأنت رسوله))
فدخل عدواً لدوداً ينوي القتل وخرج مسلماً، يعني الصلحة مع الله تتم بلمحة أحياناً .
أسلم أسيد بن حضير، فلما يسلم الكبار، فالصغار يتبعونهم، فسيدنا مصعب وفقه الله في دعوته، فلانت قلوب كبراء المدينة، فلما لانت قلوبهم وأسلموا معه، ودخلوا في هذا الدين العظيم، كل أتباعهم تبعوهم .
 |
|
|
|
|