.
.
دخلت غرفتها واغلقت الباب بهدوء ...كانت لا زالت ماريا تبكي بهدوء ...وماريا الصغيره تنام على رجلها بأستسلام ....
اقتربت من مرأتها ...سحبت منديلا ومسحت كحلها البدوي اللذي لطالما عانق رمشها الطويل .....وجمعت شعرها و جدلته حتى نهايته ....نزعت اساورها الذهب ودبلتها الفخمه....ورمتها بقوة على التسريحه وبعضها قد ارتد ...
توجهت للخزانه فتحتها بهدوء واخرجت جلابيه سوداء بدون أي تفاصيل....
.
.
.
همست لماريا برزانه..
."ماريا قومي روحي لرجلتس ونادي لي أبوي بشوفه ...."
.
.
.
شهقت ماريا .....وكتمتها بكفها وهي تعجز عن .
.وصف الموقف ومايدور حولها .
.."زين ذاني بروح اناديه من بيته ...."
.
.
خرجت مسرعه وهي تعيد ترتيب حجابها ....أستوقفها أبوها بصرامه .
.
.."بنت ماريا على وين العزم ...؟؟"
.
.
شهقت وقد احمر وجهها الابيض ..."بروح انادي عمي مضاوي تبي تشوفه ...واحالي تعبانه ماتقدر هي تروح له ..."
.
.
وبصرامه تفنن بها عبر السنين....
.
"اصلن مايجوز لها خرج من بيتها ....مايحتاج عمتس بالمجلس معاه ذيب وشاهر ....جاي في الطريق..."
.
.
.
ترقرت عينيها مره أخرى ..."شاهر ...بيجي ...اللحين ....لنا حول الست شهور ماشفناه .....الله يرحمتس يانوير ..."
.
.
.
توجهت للمجلس وهي تكتم مابها من حزن ....مايحزنها حقا هو هذا الفقد اللذي تشعر به العائله ولكن الجميع يبدو وكأنه يمر بمشله طفيفه الجبروت الظلم الطغيان القوة كلللها نبذت المشاعر في هذا البيت ....واكث الضحياي مضاوي وهاهي أرمله بقلب بارد ويطلب منه شعور الاحتضار بعدما مات.....
..
..
دخلت المجلس وهي تطرق برأسها ....وقد تغيرت نبرتها للبكاء.."عظم الله أجركم ....."
لم تنتظر رد هذين الحجريين ....
.
.
."يبه تري مضاوي تبيك ..."
.
.
تفاجئ بالطلب الغير مسبوق من نوعه .....
.."ذاني هنا ...خلها تجي....."
.
.
وقف ذاك بهيبه محترمه ....وبصوته الفخم اللذي يفرض الرأي حتى لو كان خاطئا ...
.
.
"بقوم افتح الجالس واجلس فيها انا وابوي وخوالي الناس سمعت بالخبر اللحين بيجون .."
.
.
.
نظر اليها بحزم وبأمر يلقيه وقد اصبح ماهرا في ألقاءها...
.
.
"خلك بجنب مرة ابوك وخلك من هالدلع الزايد ..."
.
.
شددت بقوه على قبضتها ....بكائي على موت أخي من أبي اللذي لم احتك به من قبل وكان اشدهم عداوة بي ....يبدو تصنعا بعينه ....تبا لهكذا تجلد وقسوه..اصلن ياأكبراخوتي بكائي هو على تلك الضعيفه امه ....
.
.
.
.
كانت ستهم بالخروج لدعوة مضاوي الأ انها فاجئتها بدخولها ....همست لها بطلب مغلف بغموض..
...
.."ماريا عشتي اطلعي لبنتي شكلها بتسخن .."
.
.
.
أنتظرت خروجها وهي تتأمل مكان جلوس ابيها ......بنظرة لم يعدها بعد الذل والخنوع والادب المبالغ فيه ....
..
..
نظرة حقد ربما او شيء مثيل بها ...
..
..
همست بصوت يكاد يسمع ..."ذاني يبه قدامك ....ماكملت 17 وذي حالتي حامل وام وارمله ....عساك زين يبه اللحين أمي ماتت مقهورة ...محمد ومات مذلول بناته وحده مرميه الله اعلم فين ووحده كأنها خدامه وانا أنا انتهييت ....عساك زين يبه اللحين...عساك زين وراضي عننا ...دمرتنا عشان ترضى ...."
.
.
.
.
لولا كانت رفعت نظارتها هذه بحظورة وتجرأت وتكلمت بنبرة ملامه وعتاب لكان انزل بها اشواط العقاب والعذاب.....
.
.
.لكنها نطقت بما كان يوقنه ويقتنع به ولكن يكذب نفسه احيانا ....ويهمشه خارج عقله .يكذب شعورة بعلم مضاوي ومن تبقى من العائله بفعلته......لكنها صدقت وهو من الكاذبين ....
.
.
.
مأن خرجت من باب المجلس حتى استندت بذراعها على الجدار وجلست .....تركة هذا البيت وتمقته تمنت من كل قلبها ان ينهار وتموت كل ذكرى يحملها او يصنعها ....
.
.
.
.
مرت الايام تغير أبيها تغيرا جذريا الا انه ينازع الموت بعد انهيار عضله قلبه الضعيفه وتكالب كل تلك العمليات القديمه ضده..
تأسف ...عوض...اغدق بحنان ليس له وصيف ...رغم كذبها على نفسها ...الا انه اغللى رجال حياتها .....بعد ذيب ومحمد الصغيران....
كانت تجلس مقابله له وهي تتلو من مصحفه القديم وتحارب دمعاتها ....همس لها بحنان....
..."العيال نايمين .."
هزت رأسها بالايجاب وهي تقاوم حزنها ....
..أكمل بنبرته الغريبه اللتي تسمعها لاول مره ..."الله الله فيهم يابوتس ماحتاج اوصيتس والله الله في ذا اليتيمه مدين ودورا لي اواز واستسمحوا لي منها ....الله الله في نفستس ياوليدي لاتخلين احد يدوس لتس على طرف خللتس مثل امك الله يرحمها ....وعيالتس خلي قلوبهم على بعض مالهم غير بعض.....بقلتس شيء ياوليدي عمتس ابوتس ....وشاهر اخوتس...وذيب ياوليد ذيب غير ذيب هذا وليدي اللي ماجبت شيليه عن الارض شيل تراه حنين وماهو مقصر بعيال اخوه ...ادري ان ذكر الموت ولا ذكره عندتس ....لكن طول عمري كان قايم فيني وفي شغلي وفي مقضاتي وفي وقفتي بين العربان ...ذيب هو الوحيد بيننا اللي من تبعه ماخسر انا اشهد لا والله كسب ....برضاي عليك يابوتس الي يطلبه منتس ذيب يتنفذ بدون كلام زايد تراه يحب الخير للغير هو بس عصبي وبدوي جللف مثل جده ..."أبتسم لها ...بادلته اياها بحزن.....
...
وقفت وهي تقبل رأسه ..." الله يخليك لي يبه ..."
....
...
...
بعد اسبوعين من وفاته ....ان كانت فقدت الكثير من قبل فهي الان فقدت كل شيء...
أبتسمت لأبنتها وهى تراقب الصغيرين بأستغراب....
جلست بجانبها وهي تبتسم ....."كيفتس يمه طيبه ...؟؟"
لت طرف خصله سوداء عللى اناملها الطويله ..."الحمد لله عل كل حال...."
تنهدت ..."ونعم بالله ...."أخذت نفسا عميقا واستعدت لما ستقوله............"يامتس ترى ذيب خطبتس من عمتس ...ويبيتس وشاريتس وبيربي عيال اخوه ذا اليتامى ........وكمان لاج لان ابوتس رحمة الله عليه وصاة بتس انتي وقاله وصاتك مضاوي ولا عيال اخوك انت اللي توصي عليهم وهو ياوليدي مايبي الا انه يعني تخبرين يجز كلام الناس ويقطعه من انك ارمله وببيت مع اخو رجلتس وتسذا"
...
.....
......
تذكرت كلام ابيها واستحضرته في الدفاع عن حقها ولكن الرضا على كل مايأمر به ذيب بمقدار رضا ابيها عليها ......هزت رأسها بالايجاب....وهي تراقب ابنتها والقادمين الصغيرين..."أنا بوافق يمه بس بشروطي...أنا ماهمتني ذا اللي يقال لها مشاعل كثر مايهمني رضا ابوي ....بوافق لكن لاشوفه ولا يشوفني وبدون حق شرعي يعني زواج ورق ونجلس على ذا الحال ....يعني ياعمتي بدون قصور ذيب مايخلف ولا له بالحريم هاذي هي مشاعل شوفيها ساكنتن بغرفة لحالها وهو لحاله .....ياخذني موافقه لكن بشروطي..."
..
..
..
أستغربت عمتها هذه الشروط لكنها استبشرت بالموافقه ....
....
..
..
مرت السنين توالت الازمات ....توفي زوج ماريا وردعت عشرات الخاطبين....
كبرت ميداء واستوت انثى ودخلت في نزاع عمها وشاهر المستطير حولها شاهر يفضل العيش على اطلال نوير ومدين مجرد طفله في نظرة...
وعمي يحلف ويجزم الا تتزوج من غيره ....
مدين تصارعها مشاعرها اتجاه شاهر خصوصا بأنه هو السبب في اقناع عمي بدخولها الجامعه ...وهذا هو حلمها حيث تعتقد بأنها ستقابل اواز هناك يوما ما ...
كانت الطامه والصدمة الكبرى عندما حمل الينا سنام العئله ذيب بأن رجلا ما خطب مدين منه وهو جدير بالموافقه ولن يضيع مستقبلها على شاهر اللذي لن يقبل بها ابدن ....
.
.
.
|