الموضوع: في محطة أخرى
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-24-2015
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي في محطة أخرى







في أحـد الايـام تـوجهـت لمحطة سكـة القـطار...فأنـا مسافرا وأريد السفر...وأريـد أن أقطع تذكرة لآخر محطة يصل لها هذا القطـار...حتمـا ستكـون بعـيدة تلك المحـطة وهنـاكـ سأجد قرية سكانها قليلون والضوضاء فيهـا قليـلة...وهنـاك لا كهرباء ولا انترنت فقط أوراقي وقلمـي وضوء الشمـوع...ولكـن عن مـاذا سأكتب ومـاذا أصف ..فهـذه حيـاة جدا هـادئـة...حتـمـا عنـدما أصل لهنـاكـ سوف أجـد فكرة وسيـجد قلمي وترا يعـزف عليه...قطعت التـذكرة إلى آخر محطات القطار ...الرحلة طويلة حوالي اليـوم الكـامل...وقلت لا بـأس معي بعضا من الكتـب أقرأهـا وأسلي نفسي بهـا...

ركبت القطـار واتجهـت أبحث عن مقعـدي ...نعم إنهـا المقطورة الثانيـة وإن مقعـدي على النافـذة...كان الطقـس غـائـم وجميل...ونسمـات من الهـواء البـارد العليل تـداعب وجـداني....اكتمل ركاب القطار وبـدأ القطار بالحركـة والمسيـر...
أخـذت وقتا أتـأمل الطريق وأرى المباني وناطحـات السحـاب ...وبعـد وفتـرة وجيـزة دخلنـا إلى داخل الصحراء القـاحلـة فلم يعجبـني المنـظر فأغلقت النافـذة وبـدأت أفتش في كتبي مـاذا سأقرأ الان ....

لو سمحت يابني هل تستطيـع أن تخبرنـي كم الساعـة الان...صوت يهمس لي ...التفت وإذا به رجل عـجوز قـد عاش في الدنيا زمنا...قلت إنهـا الثانية ظهرا يا عـم....قال شكرا يابنـي وبارك الله فيكـ هل تمانع لو أمضيت بعض الوقت في الحـديث معكـ...قلت له : طبعا لا أمانـع يا عم فكـم أنا متشـوق إلى أن أتعلم شيئا من خبـراتـكـ في هـذه الحيـاة...ضحـكـ
ضحكـة غريبة لم أسمعها من قبل وقـال لي...وبقي في الدنيـا الكثير لم أتعلمـه أنـا....فقلت له : رجـل في عمرك لم يمضي أمرا في الحياة الا وقـد مر عليه...قال لي ...صحيح ماذكرت ولكـن ليس كل شي بالرغم أنـني عاصرت أمورا كثيرة ولكـن لا زال هنـاك أكثر مما عاصرت وخبرت...
ثم تنهـد وقـال : إلى أيـن رحلتـكـ يا بنـي..؟؟ قلت إلى أقصـى البـلاد وآخر رحلات هـذا القطـار..؟؟
قال لي مستغربـا: وهل مـوطنكـ هنـاكـ؟؟قلت لهـ : لا ولكنـني حزين هنـا وأبحث عن فرح وبـداية جديـدة فلقد عانيت الكثيـر الكثيـر...
قال لي بصوت كله ألم...آه يالشبـاب وآه يا حماقات الشباب...؟؟ انتم جاهلـون يائسـون بكل الطاقة التي لديـكـم...
قلت لهـ مستغربـا : لم أفهـم مايعنيـــه حـديثكـ يا عـم...؟؟ قال لي: هل سمعتنـي وتعلمت منـي لعل أن أغفر لنفسي وأقول بأنني يوما صنعت أمرا حسنـا...اسمع يابنـي ولا تقاطعنـي...
انا رجل قـد نال مني الهـرم الان ولربمـا أول ما تبـادر إلى ذهـنك عنـدما رأيتني أين أبنـاءه لمـاذا لا يعتنـون بهـ...
دعنـي أخبـركـ قصـتـي...عنـدمـا كنت شابا في عمرك قررت الرحيل على نفس هذا القطار إلى نفس الديار التي انت تبغيهـا...وقلت في نفسـي لقـد عانيـت مايكفي فلقد رحل والداي عن الدنيـا ...وحالي ضنـكـ وفقـير وأقاربـي يؤذوننـي
ولـدي من الهم والغم ما الله بـه عليم ...ولكـن إن رحلت إلى أقصى البـلاد أقمت غريبا فيها أهلها لا يعرفوننـي واشتري منزلا وأتـزوج وأنجب الابناء والبنات واعمل عملا له دخل وفيـر ...وكانت تلكـ شيئا يسيرا من أحلامي وطموحـاتي
فتركت منزل والداي وقطعت التـذكرة وركبت القطار...وكـان القطار يممممر بمحطات جمممميلة جـدا ولكـنني كنـت أقـول في نـفسي لا ليســت هذه المحطة المنشـودة فأنا حزيـن ولـن أجـد لي فرحا هنـا في هـذا الزحـام....وكنـت ألاحـظ أمورا أحبتهـا نفسي كثيرا ولكننـي أمتنـع عنهـا قائـلا مـاذا لو خـذلت مرة أخرى فأنا لا أملك أنفاسـا أخرى تساعـدني على الخروج من الحـزن وهكـذا كنت اقول في كل المحطـات....والآن انا مقبل على محـطتي الأخيرة التي كنت ارجوها وانـشدها ...وحالي كما ترى عجـوز هرم قـد نال منهـ الدهـر ولم يتعلم ولم يغامر ولم يفعل شيئا سوى الجلوس على هـذا الكرسي فكل معارفي كانوا مسافرون بجـانبي على كرسييكـ واليـوم هـم في حياتـهم سعيـديـن مسروريـن لم يضيعوا محطة ولم يتجاوزها وثقوا بمـا عنـد الله بينمـا أنا يائس....


فهلا سمعـت نصيحــتي وترجل عند أول محطة مـن حيـاتكـ ولا تخرج منهـا الا وقـد أنجزتهـا فالقطار سائر بكـ سائر ...
وتلك المحطة لن تتغير ولـن تستطيع أن تتجاوزها أبـدا ...فقـط دعهـا تبقـى كما هـو مجـدول لهـا وعش حيـاتكـ بكـل أمل وسعـادة....

نظرت إلى النـافـذة فإذا بي مقبل على محـطة العلم والمراهقـة ...فقـلت سأعيش هنـا لحظـات وزمـاني وسأغنـي لطيـور الصبـاح قصـتـي ...

نعـم إن ذلك القطـار هـو قطـار الحيـاة وإن بعضا منـنا مستعجل على بعض محطاتـه كـن كما أنـت فعلا واتـرك أمر الامـور إلى محطاتهـا فكل أمر قـد كتبه الله لكـ في مرحلة معينـة من حياتكـ لتصقل حياتـكـ ولتتعلم منـهـا ولكـنكـ في الاخـير ستركـب القطار متوجهـا إلى محطة أخرى ....

وإن أردت دليل أخبر نفسكـ أين ستـكـون بعد عشر سنـوات....نعم ستكـون في محـطة أخـرى......











 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس