ذات ليلة مقمرة أنار لهيب شوقي الشموع الباردة .. جلست وحدى أعبث بتلك الرسائل المتناثرة رسائل غرام محترقة من كلمات تصف حلاوة اللقاء تكتب لي بروح هائمة تصف جيدي العاجي وعيناي المسكرة وشفاهي التي أثملتك وعبق أنفاسي الذي أذهلك وخيال عشقك داعب ذاكرتي بنشوة عارمة وأتذكر يوم ...... بنيت لي قصراً مشيدا وصنعت لي بيديك عقداً ثمينا وذاك الثوب الرملي المزركش العاري من الأكمام في تلك الأيام عشقتني في الصحو وفي المنام كانت عيناك تخترق ملامحي وترسمها لوحة تسر الناظرين ومشاعري المترفة تعتليك تتجسد فيك تسحرك .....تأسرك اتذكر حينما صاحبتني نحو قصرك الملكي العتيق وجعلتني ملكة حبك وراقصتني تحت ضوء القمر و فككت عقدة شعري الحرير فانساب على صدرك ليلتها جنونك وجرأتي عصفت بأرجاء المكان ولهيب أنفاسنا أذاب الشموع وأطفأ نيرانها المتراقصة يامن أسرت روحي بين همس وبوح و أقاد في صدري الشوق والحنين ونثر في طريقي الفل والياسمين وأسمعني روعة الهمس وكلاما من عقيق وجعلني ملكة لقلبه وألبسني تاج العاشقين وتنازل عن عرشه وهتف لي بأنه سيكون لي خادمي المطيع تدفق الزمن كالنهر..... وهزل حبنا وتهشم عشقنا لأن لكل عشق نهاية ولابد أن تنطفأ الشموع يوما وأتى الفراق...صامتا وسخر من حديثنا الأخرس فصراخ صمتك اصبح عاليا صداه أغلق الأبواب واظلم أركان القصر عيناك تكبلت بالملل وأنفاسك الباردة أزفرت صقيعا ووقع تاجي المرصع بلهفتك منكسرا وتناثر حبات عقدي الثمين وجريت أفر ....هاربة كي لا أتجمد من صقيعك هربت من قصرك المشيد وألقيت بعقدك الثمين وأبقيت عندك الفل و الياسمين ذابلا ورجعت لكوخي القديم وليلتي المقمرة ولم يتبقى إلا الذكريات ورسائلك المتناثرة وها هي أحزاني تتدفق كالمطر وضاع طريق العودة إليك وبقيت في كوخي العتيق ...... فهل بعدك سأعشق يوما من جديد؟ أم أن قلبي سيموت وقت المغيب ؟