عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2015   #36


الصورة الرمزية غزلان

 عضويتي » 28539
 جيت فيذا » Sep 2015
 آخر حضور » 09-25-2023 (03:38 AM)
آبدآعاتي » 124,615
الاعجابات المتلقاة » 161
الاعجابات المُرسلة » 38
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » غزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ي قول انتي غاليه عندي ومحد يامر عليك
ذي روح طاهره لايمسها مخلوق روح طفله
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



للحب .. ألوان السما بـ ع ـد الغروب
زهر البساتين مصابيح الدروب !

للحب ..
ما تخفى القلوب من الهوا .. وتحكي القلوب !
وتمر في صدري هبوب ..
لو مر طيف يشبهكـ
واصدق الليل الكذوب
وإلا انت محدٍ يشبهكـ !!

الشمس .. غابت المدى جمر ورماد
وينكـ حبيبي ؟؟ يا ترى وين الميعاد !

وقبل الامل ما ينطفي في ناظري
يصبح سواد
لمحت في الـعتمة سنا
وجهكـ حبيبي ضحكتكـ
وقبل يا عمري انا
شوقكـ يسابق خطوتكـ

وينكـ حبيبي ؟؟
قبل الشفق ما يغيب !
تدري حبيبي ......
كل الصبر تعذيب !!


في ليلة أظلمت بعين صاحب القلب الجريح .. قلب تكاثرت فيه الطعون من أقرب الناس .. وأعز الناس ! طلع على غير هدى .. يتهاوى مابين رسمها المتلاشي .. يتهاوى مابين صوتها وضحكها وهمسها .. هنا يشوفها وهناك يلقاها وبقلبه تبقى وبعيونه تسكن ويـــــــاكيف بتمشي حياته بدونها .. ياكيف بتشرق شمس عليه .. وهو عايش من غيرها !!؟ ماتخيل ولاقدر حتى يتصور حياته بدون حروف اسمها .. ! صرخ بكل آآآآآآآهـة تنبض بالألم والقهر وهو يمشط الطرقات بحثاً عنها .. جنونه بهاللحظة خلاه يطلع يدور عليها بالزوايا والأركان وخلف الجدران وتحت الشجر ..
كيف تقلب الدنيا حياته وأمنياته بغدر ماحسب له حساب .. تخطف منه محبوبته يوم سهل له الدرب ليوصلها !! هزلت فيه وسخرت .. طعنت كيانه وغدرت .. روحه طلعت حياته تبعثرت وفكرة ان وعد تضيع منه فكرة طالت وشمخت ! تمرّدت .. كل شي الا وعد .. تسرق الدنيا عيونه .. روحه وحتى نبضاته .. وتخلي له وعده الي ماتستكين روحه الا بقربها ولا تضحك شفاته الا بوجودها ..
وصل لبيت شهد دق الباب بتواصل .. مرتين ثلاث عشر .. يحس مضى دهر عليه وأهو واقف تحت الباب محد فتح !
ويـــــــــــــــــن يروح !! وكيف يروح ! طلع جواله يوم اتذكر شي نساه بغمرة الصاعقة الي حلت عليه .. رقم جوال شهد مخزن عنده ..
بأنامل مايدري كيف قدرت تضغط على الرقم .. دق عليها ..
انتظر ..................... الجوال مغلق !!
خبط إيده بقوة بالباب .. كان الانهيار يصرخ من كل جزء بكيانه .. عيونه تصرخ بالألم والشتات والقهر والضياع ..
مر واحد من الجيران وشافه بهالحال الملفته ماسك جواله بقوة ويدق باب بيت شهد بقوة أكبـر وهو الي مايبي يفقد الأمل !!

قال الرجال : مرحبا ياخويا ..
التفت سعود له بصمت ..
الرجال : لا مؤاخزة بس صحاب البيت دا مش موقودين !
سعود بلهفة شعت من عيونه : تعرف وينهم ؟؟؟؟؟
الرجال : دل وأتي بالزبط ماعرفش لكن البنت الي اسمها شهد بالمستشفى بترافق مع صحبـِتها ..
سعود : صحبتها مييييييييين !!؟
استغرب الرجال من حماس سعود وقال بتلعثم : ما .. ماعرفش اسمها ايه .. بس هي بنت صُغـُيرة مسكينة تعبت أوي وساكنه بحالها بدون قوزها ولا حد معاها ..........
كان هالكلام وحده كافي ان يعرف سعود منهي المسكينة الوحيدة الي عايشة بحالها .. وقال مقاطعه : لو سمحت تعرف بأي مستشفى ؟؟؟؟
الرجال وهو يتفرس ملامح سعود : مستشفى الـ ...........
عرف سعود المستشفى لأنه نفس الي راح له قبل مع وعد وقت مافحصت على الحمل ..
شكر الرجال وبلحظة اختفى من قدام عيونه .. !

تسارعت خطواته بين الزحام .. يبعد بأياديه البشر من طريقه .. لاحد يوقف طريقه بهاللحظة لايرميه بلا رحمة .. بقايا الأمل اهي الي تحرك خطواته .. صورتها كلماتها ندائاتها رجاويها .. خلت منه دوامة وأعاصير متحركة .. هرول بجنون نحو أسوأ مكان اتمنى يلقاها فيه !!
كيف بيلقاها !؟ وكيف بيكون حالها !؟ وهل إهي المقصودة ............. !

تكون باقية بهالحياة تنتظر رجعته مثل ماظلت من عرفها تنتظره !! ولا ذبلت ورود الأماني وتمرد اليأس بخواطرها !؟
عانقت صورتها الجفون .. ونظرة الحزن الكسير مايشوف غيرها بالعيون .. وبامحيها ياوعدي وحبي ومناي .. بالقاك وبترجعين لي ياسنى روحي وهواي .. !

لقى تاكسي بالطريق أشرله بسرعه ووقف .. ركب وسكر الباب بقوة وقاله اسم المستشفى ولكون قريب من المنطقة الي هو فيها عرفه راعي التاكسي على طول ..

انطلق بالسيارة وسعود تايه مابين آخر ماقراه من الحروف .. ياغلاة الروح لايبعد طيفك لايروح انا راجع لاجل وعدي .. ودنياك وسعادتها .. وانا وياك ولاعاد يفرقنا ألم وجروح ..
تكفيـن لااااا تروح الروح .. !

وصل المستشفى وسحب سعود من جيبه مبلغ ماقدره لحظتها واعطاه السائق المصدوم من هول المبلغ .. ونزل بسرعه من السيارة وهرول للمستشفى .. كانت خطواته تائهة مو قادر يحدد اتجاهه .. يشوف وعده بكل العيون ونبضات قلبه متسارعة حد الجنون .. وهو مايدري بأي قسم ممكن تكون !

راح لمكتب الاستقبال واهو مو قادر يجمع كلمتين على بعض .. أخذ نفس عميق ووقف امام المكتب وقال واهو يلهث : لو سمحتي في مريضة بالمستشفى اسمها وعد الفلاح .. ممكن تدليني على قسمها ..
الموظفة بملاقة : عاوز غرفتها ولا القسم ؟؟
سعود : ............. انا مادري المريضة بأي قسم !
الموظفة : آه اوكي .. (( وصارت تطقطق على الجهاز قبالها باسم وعد وتبحث عن القسم وعقدت حواجبها بشكل خلى سعود يتوتر أكثر ويقول : همم عرفتي وين ؟؟؟
الموظفة : أولتلي وعد إيه ؟؟؟
سعود : وعد راشد الفلاح ..
هزت الموظفة راسها تأكيد ان الاسم الي تشوفه قبالها صحيح وقالت : المريضة وعد راشد الفلاح بقسم العناية المركزة !
سعود ارتعدت مفاصله وهو كان خايف يسمع هالاسم بالذات وبلع مرارته وقال بخنقة : ووين هالقسم !

وصفت له المكان وشكرها بسرعه وانطلق مسرع بين عيون الفضوليين لهالشخص الغريب والتايه بكل مرارة وألم تصرخ بملامحه وعيونه !
ركب المصعد ووقف واهو يدق الباب بإيده ومغمض عينه بقوة ودقات قلبه تتسارع بعنف .. حبيبته بهالمكان من متى مايدري .. !؟ واش الي صابها بعد مايدري !؟

ياصدمات العمر ..
اخذي مني كل العمر ..
الا وعدي ! أبيها عندي ..
كل حياتي وطول العمر !

انفتح المصعد وطلع منه مسرع لوين ماوصفت له الموظفة القسم .. كان يمشي ويلتفت يمين يسار بلا سبب محدد .. بخاطره اتمنى لو يطلع كل هذا وهم .. وحبيبته مافيها شي ..

فجأة واهو يمشي سمع صوت من خلف صلّب كل عضلاته .. !! التفت بسرعه لمصدر الصوت وشاف وحده معطيته ظهرها وتتكلم مع الدكتور .. عرفها على طول وأسرع ناحيتها متجاهل وجود الدكتور ومتجاهل اي رسميات وناداها : شهد !
التفتت شهد بسرعه وعلامات التعجب عليها واول ماشافت سعود شهـقت بقوة وقالت : سعوووود فييييينك ياسعووود .. الحق على وعد بسررررعه ..
سعود : شفييييييييها ياشهد شفيييييييييها
شهد نست نفسها واتمسكت بايدينه ودموعها فاضت واهي تقول برجاء : وعد بين الحياة والموت ياسعود وترفض تتعالج وحياتها بخطر ..
سعود حس بمئات الصفعات تصفع كل كيانه واهو يستوعب كلام شهد وعيونه موسعة بصدمة !
شهد : الحق عليها سعود قبل ماتمووت !
سعود بصرخة لاشعورية : شالي تموووووووت !! وينهي بسرعه وديني لها .. !
أسرعت شهد واهو وراها لين وصلوا للقسم ! كان الدكتور معاهم وعرف من شهد انه زوجها حيث ان سعود ماوقف لحظة عشان يجاوب الدكتور او يسأل الدكتور شي ..

دخل من البوابة وعيونه ضربت وين ماهي ساكنة بالسرير الابيض والأجهزة مخترقة أجزاء كيانها !!
دارت الدنيا ولفت فيه .. ! مشى واهو يحس نفسه طاير من هول الصدمة والصاعقة .. حس الدنيا انتشلته من الارض ودارت فيه وهوت فيه بكل قوة وعنفوان .. !
وصل لها وعض شفاته بكل ألم وأياديه ترتعش .. قرب منها واهو مو مصدق ان هذي وعده ومعشوقته .. !
سكرت الممرضة الستارة عليهم .. وسعود وصل لها ومسك إيدها واهو يتأمل وجهها الذبلان وعيونها الشبه مفتوحة الذبلانة .. اتجمعت الدموع بعيونه بكل ألم وضغط على ايدها واهو يهمس بصوت مرتعش : وعد .. حبيبتي ..
قرب منها وباس جبينها ودمعته طاحت على خدها .. !
فتحت وعد عينها وشافته .. ! طالعته بنظرة ميته .. نظرة فقدت جميع ألوان الحياة .. نظرة شاف فيها سعود كل البؤس واليأس .. نظرة طعنت قلبه بالصميم ! نظرة انحفرت بباله وظل طول عمره يذكرها .. ولا نساها .. !
لم وجهها بين كفوفه وقال بصوت مخطوف من الصدمة : وعد حبيبتي !! شصار فيك ياحياتي .. وعد .. انتي طيبة ياروحي .. وبتقومين سالمة ان شاء الله ..
بللت وعد شفايفها بلسانها .. وبلعت ريقها بصعوبة .. بشكل يوحي انها مو قادرة تحكي ولا ترد .......... !
سعود بمرارة : سلامتك حياتي .. (( وقرب منها وباس جبينها بحرارة تختلط بحرارة دموعه .. أبعد وجهه وهمس واهو يطالع عيونها : وحشتيني ياروحي .. وحشتيني موووت ..
طالعته وعد بنفس النظرة الميتة .. نظرة تطعن كل جزء بكيان سعود واهو يتمنى يغيرها .. مجرد نظرة لكن فجرت بخاطره مئات الآهات .. نظرة يصرخ فيها العذاب وأقسى المعاناة
شافها تشيح وجهها عنه للجهة الثانية وطعنت كيانه حركتها ..
ناداها بشوق : وعد حبيبتي طالعي فيني ..
ماردت ولا تحركت .. مسك دقنها بأنامله المرتعشة وحرك راسها ناحيته بخفة وهمس واهو يطالع عيونها بعمق : وعدي انتي بتقومين طيبة ان شاء الله وترجعين لي .. انا رجعت عشان آخذك عندي ونظل طول عمرنا مع بعض .. حبيبتي مافي شي بيفرقنا بعد اليوم خلاص .. !
شبه ابتسامة ارتسمت على شفاتها ومسرع ذبلت واتلاشت والدموع تتحجر بعيونها .. شافها تحاول تنطق واهي تبلع ريقها بصعوبة ..
اتقطع قلبه واتمزقت روحه واهو يطالعها تعاني .. وبالآخر هزت راسها بالنفي وهمست بصوت بالقوة يطلع : ........... خـ ـ ـلاص .. أنا حـ ـموت !
تسارعت دقات قلب سعود بكل جنون وارتجفت أوصاله واهو يقول برعشة : لاياحياتي مراح تموتين .. بتقومين سالمة وترجعين لي ولاراح أبعد عنك ولا لحظة طول عمري ..
وعد بنفس الهمس المذبوح : ................... تأخـ ـرت !
انفلتت مدامع سعود من محجرها تحرق خدوده بلهيبها وقال : غصب عني حبيبتي .. كنت اشوف الموت بدونك .. كنت اذوق المر والعذاب ببعدك وهذاني رجعت ياروح سعود ..
وعد : .......... ليـ ـه .. رجعـ ـ ت .. الحيـ ـن !؟
سعود بألم : لجل وعدي .. ولجلك ياقلبي وحياتي .. (( وبرجاء حنون : لا تستلمين للتعب وقومي ارجعيلي انا مالي بهالدنيا غيرك .. انا تركت العالم والدنيا كلها وراي وجيتك ابيك ومابي غيرك رديلي وردي لي روحي ياروحي ..
تجمعت الدموع بعيون وعد .. وارتجفت اصابعها بين إيده .. ضغط عليها واهو يراقب انتفاضت حواجبها وفكها .. والدمعة الكسيرة الي نزلت من جمب عينها .. حسها تعاني وتتألم واهو الي مايدري شالي صابها .. اتمنى بلحظة لو يكون اهو الي متمدد مكانها .. اتمنى لو ينزع الابر الموصلة بكيانها .. وياخذها ويطير فيها اهو يسقيها من حبه ويداويها بغرامه ويعافيها بحنانه وعشقه وشوقه ووله ولهفته ..

انتبه لصوت الجهاز المدوي بجانب راسها .. وثواني ودخلت الممرضة تراقب الجهاز .. لحقتها ممرضة ثانية ودار بينهم كلام سريع .. وطلعت وحده منهم وثواني وجا الدكتور على عجل وعيونه مابين الجهاز وبين وعد ..

كل هذا وسعود مو فاهم شالي قاعد يصير !!؟ تسارعت دقات قلبه بكل عنف مجنون واهو يشوف وعد تكابد الآلام وعيونها تذبل تذبل لييييين يختفي بصرها .. ودمعة كسيرة تعلقت بطرف هدبها .. تدحرجت وسكنت مكانها دمعة جديدة ..
كان الدكتور يخاطب الممرضات ودكتور ثاني جا برفقتهم وسعود واقف عند راس وعد ألجمته الصدمة عن أي سؤال .. !!

لكن حركة صدرت من وعدت أرجفت كل جزء بكيانه ! حركة هزت مشاعره وفوقت حواسه ..!
كان يراقب تغيراتها لما شافها ترفع إيدها بوهن .. وتحطها بخفة على بطنها .. وتمررها بكل ضعف .. وتحرك أصابعها زي الي تسأل عن الي كان داخل هالرحم .. وينه ؟؟؟

وينه .. وينه .. ؟؟ هالسؤال اتفجر بخفوقه وألهب كيانه .. مشى للدكتور وقاله انه زوجها وكان مضطر يغيب ويبي يعرف كل الي جرا ..
حكى الدكتور كلام وكلام .. نصه استوعبه سعود ونصه كان صاعقة هزت كيانه !! كان النزيف الي تعانيه وعد خطر عليها .. ولازم يتوقف قبل الولادة .. لكن انحباس الجنين بالرحم بعد خطر عليه لان المشمية انفصلت !! ووعد أصرت ذيك اللحظة يطلعون الجنين ليحيى أهو .. وتطيح إهي ! ماكانت تبي تعيـش .. !
وليه تعيش ؟؟ واهي ماشافت بدروبها غير الحزن والهم .. ولا ذاقت غير المُر واحترقت بلهيب الدموع .. ليه تعيش وتقضي على من سكن بأحشائها كل الشهور .. ينتظر يطلع ويشوف النور ..
فضلت الموت .. عسى الموت يريحيها .. عسى الحزن يظيع عنوان قبرها ولا له يلاحقها ..

وطلع الصغير لهالدنيا .. طلع من بين أحشائها اللي مزقها الألم والتعب .. انفصل عنها وفصل معه روحها وكل قواها ..
لو يدري هالصغير بالاقدار .. كان اتمسك برحم أمه وسكن فيها وماطلع .. ليه يطلع ويقضي على من حمته داخل ارحامها كل الشهور .. ليه يطلع وينحرم من الصدر الحنون .. !

حس سعود بالتهاوي .. هاوية بلا قرار .. حس انه بدوامة تخبط كل جزء بكيانه بلا رحمة ..
وكلمة وحدة تهز كيانه ومشاعره .. إلا وعــــــــد .. ماتموت !

خارج العناية
سعود بانفعال : مو معقول يادكتور مافيه حل !! هل بتظل تنزف لين يفضى دمها وتموت !!
الدكتور : محنا عارفين خطورة الأمر من قبل ماتولد .. وحاليا بنحاول نعطيها أدويه توقف النزيف ونعوض الدم الي بينزف بس ماتقدرش تضل كدا على طول !

سعود مو قادر يستوعب ولا يقتنع ان مافي شي ممكن يوقف نزيف حبيبته وينقذها من أنياب الموت ! دارت الدنيا فيه .. اتمنى لو يسكب دمه وسط جسمها .. اتمنى هاللحظة يفتش بكل كتب الطب وقوانينها وبجميع اللغات عن أي حل وعلاج لزوجته !
لأن احساسه يقول ان فيه غلط بالموضوع ! وان في حل وعلاج ينقذها من الخطر .. وان وعد لازم تعيش !

" سعود "
انتفض من مكانه على همس ناعم جمبه .. والتفت لقى شهد وعيونها الي مثل الجمر كثر مابكت أيام وليالي .. طالعها بنظرة عميقة هالانسانة الي شاركت وعد كل هم وحزن وفرح ومرح .. هالانسانة الي يشوف وعده تسكن بعيونها وبملامحها .. هالانسانة الي لولا الله ثم إهي ماأمن وعد تقعد بروحها .. الي وقت اختفى من حياتها كانت السند لصديقتها الي بمثابة اختها ..

ياروعة الصداقة اذا سمت واعتلت
وبأحلى الأصايل تلوّنت وتشكلت
وبأعز المواقف تكونت .. وتمثلت !

طالعها سعود وفكره ينتقل من عالم لعالم يبحث بكل عالم عن أي حل للمعضلة الي اهو فيها !
شهد من بين دموعها : وعد .. ضحت بنفسها عشانك من عرفتك .. وضحت بنفسها عشان تعيّش ولدك .. بليز سعود ضحي بأي شي .. سوي أي شي عشان تعيشها.. !

كان نصفه ثاير ..ونصفه الثاني منهار .. وزيادة أي كلمة عن وعد بتفجر كل احساس سكن كل ذرة بكيانه!

فوضى مابعدها فوضى تعم بالمكان ..!!
وسعود أجرى مكالمات متعددة على أكثر من دكتور يعرفهم بالسعودية .. وكلم خالد وكلم أنس .. والنهاية الي سببت الفوضى أنه أصر ينقلها بطيارة طبية للسعودية !

كانوا الدكاترة متخوفين ان أي حركات قوية تزيد النزيف ولاعاد يقدرون يتحكمون فيه .. لكن سعود وقع خروجها على مسؤوليته .. لأنه وصل لقناعة .. انها لو بقت بالمستشفى بتموت .. ولو نقلها احتمال يكون خطر عليها وتموت وبنفس الوقت في احتمال ثاني انه يلحق عليها وينقذها وتعيش !
وخاطره اتمسك واتعلق بالاحتمال الثاني .. !

وعد كانت عبارة عن دُمية اهم يحركونها .. ساكنة بدون اي كلمة ولا همسة .. ! عدا الحركة الاّشعورية الي تصدر من عقلها الباطني .. تحس بإيدها على بطنها .. تسأل عن البيبي !

أصعب احساس انولد .. لما تكابد الأم لوعة فراق المولود .. !!
تحس بالعذاااااب واهي عاجزة عن العطاء .. تحس بالموت واهي تسمع داخلها منه بكاء
والطعون تطعن فؤادها ولا تقدر تلبي النداء !

خلال ساعات خبر فيها سعود أهله بحالة وعد وانصدموا واتألموا حيل على الوضع الي وصلت له .. رتب خلال هالساعات أمور نقلها بطيارة طبية بأسرع وقت ممكن لأن اي دقيقة تمر .. تهدد وتوحي بالخطر !

وسط الطيارة استقر ..
يسكن عيونه حزن بعمق البحر .. رافقتهم شهد الي عاهدت نفسها ماتترك وعدأبد الدهر..

ورافقهم ....... أجمل مخلوق بالبشر ..... ترسم ملامحه برائة العمر ..
كان سعود حامله بين ايديه والطيارة تقلع تقتحم الأجواء .. تعاند القدر .. تتحدى أي خطر ..

ضم الصغير لصدره ودمعة أبويه تجمعت وسط عينه .. دمعة ألم دمعة قهر
شاف الصغير يفتح عينه ويحرك راسه يمين يسار ................ !
كنه حاس بالضياع !! فاقد شي كان محتمي داخله من أي ضرر ..

طالع سعود بعيون ولده .. وضناآه .. واتفجرت بداخله ألف آه وآه !
شاف بعيون ولده نداءاااات ونداءاااات ............................................

ماما .. ماما ..
ردي علي ضميني .. انا مدري .. أنا ويني .. !
ماما .. عيون الناس تطالعني .. خايف منهم .. احميني !
كثير الناس من حولي ولابيهم ولا ابيني !
ابي ارجع لاحشائك .. ابي حضنك يدفيني !
ماما .. لا تخليني ..
وحدي لاتتركيني ..
أنا اضيع من بعدك .. اذا رحتي ورميتيني ..
ماما ردي عشاني .. ابيك لاتحرميني !
ماما تعالي شيليني .. وامسحي الدمع من عيني
ماما قومي احمليني .. هزيني .. نوميني ..
اذا مامت باحشائك ...................
ترا ببُعدك .. تموتيني !!

ضمه سعود لصدره واهو يكابد لوعته وحرقته .. فوق العذاب الي شافه .. ماقدر يتخيل فنون جديدة من العذاب .. فهو مراح يتحمل .. نظرة حزن من عيون .. ولده !

.
.
.

وصلت الطيارة لأراضي جده .. وانتقلت وعد بسيارة الاسعاف فوارا لأكبر المستشفيات وأعظمها .. وين ماكانت أم سعود وأبو سعود وعبير بالانتظار .. !!

وأهم من قبل كانوا هالفترة يترددون على هالمستشفى لطروئ حدث جديد بحياتهم !


وصلت سيارة الاسعاف وكان كل شي مُعد للاستقبال .. السرير والممرضات والأجهزة والدكتور الي بيسوي العملية وغرفة العمليات وكل شي ...........

دموع تختلط بدموع .. كل انواع الدموع ..
وآهات قلب موجوع ..
وبالندم والألم ومرارة القدر مفجوع ..................
انتقلت وعد فورا على السرير يمشي فيها تجاه غرفة العمليات .. وسعود يمشي جمب راسها ماسك إيدها ضاغط عليها يحاول يبثها من روحه واحساسه ويشعرها بقربه وهواه ..

أقبلوا الممرضات يجهزون وعد للعمليه قدر الامكان بدون مايتعبونها بأي حركات زايدة تدهور صحتها ..
فتحت وعد عينها بوهن ورجعت سكرتها .. فوضى من حولها ماقدرت تستوعبها .. واهي تحت تخدير الدوا الي أعطوها اياه قبل تركب الطيارة ليوقف النزيف قدر الاستطاعة ..

سعود تسارعت نبضاته من شاف عيونها ترمش ..

قرب منها ولم وجهها بكفوفه وقال برجاء : اتحملي يابعد قلبي .. هانت حبيبتي الحين بيعالجونك وتقومين بالسلامة وترجعين لي وترجعين لولدنا ياوعد ..
هزت وعد راسها بضعف وهي تنفي .. بلعت ريقها بألم وفتحت عينها بوهن .. تحس كل شي حولها مثل الوهم .. الا وجوده .. تحس كل شي مختفي متلاشي الا قرب أنفاسه وحضوره .. طالعت عيونه الي يشع منها الرجاء ممتزج بالألم ..
قالت بصوت مذبوح : ....... انـ ـ ـا .. ما أضمـ ـ ـن أعـ ـ ـيش .. بس خل ولدي .. بعـ ـيونك سعـ ـود!
كلماتها فجرت براكين الألم بخفوقه ولاشعوريا لمها بذراعينه لصدره بقوة ودقات قلبه العنيفة .. تخالط دقات قلبها الضعيفة ! وقال بصوت مرتعش ممتزج بدموعــه: لا ياقلبي لاتقولين هالكلام .. بتعيشين ياوعدي وحياتي وبترجعين لي طيبة وسليمة .. اتماسكي ياروحي .. أنا أحبك أنا أبيك .. لمين بتخليني ياوعد ولمين بتخلين ولدك .. لمين ؟؟؟
أبعدها وطالع بعيونها .. وأنفاسه الملتهبة تلفح وجهها وبعيونها ماشاف غير النظرة نفسها .. نظرة ميته .. !! نظرة فقدت كل ألوان الحياة .. نظرة ماسكنها غير رماد الأمل .. !!

كانت حالته وانهياره يفتت الصخر .. والممرضة الي كانت قريبة منهم مسحت دموعها تأثرا من الموقف ومشت وطلبت من سعود يطلع لأنهم بيدخلون وعد لغرفة العمليات ..
باس جبينها ومسح دموعه الي طاحت على خدودها وهمس : بتقومين سالمة حبيبتي وانا باستناك .. عند باب الغرفة باوقف مراح اتحرك بانتظرك .. أوعدك .. وانتي بترجعين حياتي .. !
طالعته وعد بنظرة تيهان .. نظرة تقول .............................
مر زمان على هالوعود ........... واتأخر الوقت ياسعود !!
ضغطت بضعف على ايده الي مافارقت ايدها وهمست بنفس الصوت المذبوح : ................. ولدي .. بعـ ـ يونك !
سعود وهو يهز راسه : بعيوني وعيونك .. !
شاحت وعد وجهها عنه لاتذبحها رجاويه واهي الي تحس نفسها منتهية ..
تحس انها راحلـــه لا محالــه !

دفوا سريرها لغرفة العمليات وسعود حس قلبه بيخترق ضلوعه ويلحقها .. راقبها بعين ترجيها ترجع له ولا تخليه .. !
حس بالضياع حس فيها .. حس بعذاب لياليها ..
غربة الروح عانتها وهاللحظة يعانيها ..
مايبي شي من الدنيا .. مايبي نفسه .. يبيها !

بلع ريقه بمراره ومسح آخر دمعة حاول يمنعها لكنها عاندت ونزلت .. فرك وجهه ومشي وأهو يسمع صدى همساتها المذبوحة .. تتردد بكيانه .. تمزق قلبه .. تقطع فؤاده .. اتنهد تنهيدة مرتعشة .. واهو يلمحها بكل الزوايا .. وبأحد الزوايا اتعلق بصره .. واتيبست رجوله .. !!

كانت عبير قاعدة على أحد الكراسي حاضنه ولده الي ماله أيام طلع على الدنيا .. ! صعب عليه حاله .. ونار ثانية اشتعلت بقلبه واهو يطالعه من بعيد .. !

التفتت عبير وشافت سعود واقف عند الجدار ونظرته كسرت كل خواطرها .. وقفت واهي ضامة الولد لصدرها بكل حنية اتفجرت من أعماق قلبها .. مشت ناحية سعود .. وسعود أقبل عليها بخطوات ميته ..
عبير بحنية : دخلوها!؟
هز سعود راسه واهو يطالع بولده ..
عبير : تطلع سالمة ان شاء الله .. اتطمن ياخوي وادعي لها ..
رمى سعود نفسه على أقرب المقاعد وضاع بصره بالفراغ ....................................

مشت عبير وقعدت جمبه وقالت تبي تبث الأمل بداخله : لايضيق صدرك حبيبي ان شاء الله بترجع وعد لعيونك ولعيون ضناها .. الحين عندها بدل الحبيب حبيبين كيف بتخليهم !؟
ابتسم سعود ابتسامة باهتة ومد إيده وشال ولده بكل لطف .. راقبته عبير واهو يتأمل ولده بحنية ابوية تشع من عيونه وملامحه وابتسامة باهتة حزينة مرتمسة على شفاته ..
نطقت بتقول شي بس قطع عليها هذيان سعود واهو يتأمل ولده : كانت تتمنى تكون اهي اول من تضمه .. وتشيله .. كانت تحلم انها تلمه لحضنها اول مايطلع وتخليه يشوفها قبل مايشوف أحد غيرها .. كانت تتمنى وياكثر أمنياتها الي اتمنتها .. وحرقتها لها .. ولا بقيت لها منها الا الرماد !
عبير بضيق : لا سعود ياقلبي لاتفكر بهالطريقة شوف ربي كيف حقق امنيتكم وجمعكم ببعضكم ورزقكم بأجمل مولود .. حتى لو هالشي كان متأخر المهم تحقق ولازم تشكر ربي عليه وخلي أملك فيه كبير .. ادعي ان الله يقومها بالسلامة وان شاء الله بتقوم ..
سعود واهو يهز راسه يصبر نفسه : مافي شي كثير على ربي .. (( وطالعها وقال : كنتي بتقولين شي !؟
عبير بابتسامة : كنت بقول أمي أخذت شهد لغرفة فتون .. وانا قعدت انتظرك عشان نروح نقعد هناك لين تنتهي العملية ..
سعود : آه فتون .. ! كيف حالها وكيف بنتها !؟
عبير : بخير الحمدلله .. بغت تنط من السرير يوم عرفت انكم وصلتوا .. استخفت !
سعود بنصف ابتسامة : فديتها .. بعد اهي تعبت من العملية !
عبير : الحمدلله .. بعد شنسوي دخلت العاشر وقربت تخلصه وبنتها متعلقة مو ناوية تطلع .. اضطروا يسوون عمليه وارتاحت ..
سعود : الحمدلله .. (( وناولها ولده واهو يقول : خذي ياعبير الولد لهم وانا مابي أتحرك من هنا ..
عبير : تعال ريح بالغرفة سعود انت ماتدري شكثر بتقعد وعد .. امشي ارتاح شوي
سعود بمرارة : وعدتها اقعد انتظرها عند الباب لين تطلع .. خليني اوفي لها لو بهالوعد على كثر الوعود الي ماوفيتها ..
مسكت عبير ايد اخوها وضغطت عليها وقالت : وعد تدري انك ماخنتها وكل شي كان غصب عنك .. واهي مافي مثل وفاها بهالدنيا الله يجمعكم ولايفرقكم ابد
سعود بتنهيدة : آمين .. قومي عبير خذي الولد للغرفة أحسن لهم من القعدة بهالممر ..
عبير واهي توقف : ان شاء الله .. (( وابتسمت له ابتسامة تشرح الصدر بحنانها الفايض .. ومشت عنه حاضنة هالطفل الرضيع الي تتلقفه الأيادي من إيد لإيد ولاهي الأيادي الي يبيها .. من حضن لحضن ولاهي الأحضان الي يرجيها ..
ايدين وحده وحضن واحد مشتاق له .. حضنه امه الي ميت عليها ..

دقت الباب ودخلت غرفة فتون الي كانت كل مباهج الفرح مغطيتها .. زينة بلون الزهر الوردي مغطية الجدران .. وبالونات بلون الزهر اللمّاع .. وورود بجميع الألوان الفرايحية منها الي جابها فيصل لها وزين لها الغرفة .. ومنها الي كانت هدايا الزوّار بولادة فتون بنتها (( قمرة ))

دخلت ومن شافت فتون البيبي بذراعين عبير صرخت واهي تقول : واااااااا قلللللللللللبي هاااااااتي ياعبير بسرعه لا انهببببببببببببل ..
ضحكت عبير واهي تطالع شهد الي ضحكت من صراخ فتون .. ومشت لها واعطتها اياه ..
شالته فتون واهي تقول : وهـ يانااااااسوووو سعييييييير يدنن !
ام سعود واهي تقعد جمبها على السرير : ايه الله يحميه نتفة لانها ماكملت التاسع يالبى قلبها ..
حضنته فتون واهي تقول : ياقلبي عليييييييك الله يحميك ويرد لك أمك يااااارب ..
أم سعود + عبير : آمين ..
فتون : خلاص قررتوا على اسمه
ام سعود : ايه .. شحلاة اسمه " وليــد " عساه يولد معاهم كل فرح وسعادة ..
البنات : آميييييين ..
التفتت أم سعود لعبير واهي تقول : وين سعود !؟
عبير : عيى يجي يمه .. يقول مابي اتحرك من قبال الباب يبي ينتظرها لين تطلع ..
ام سعود بتأثر : ياعمري عليه وعليها .. زين بروح له أنا أقعد معاه ألهيه شوي
عبير : خلاص اوكي وخلي البيبي معانا ..
ام سعود واهي تشيله من فتون : لا والله حياتي باخذه معاي مايهون علي اتركه معاكم تهبلون فيه ..
عبير : ههههههههه وش بنسوي فيه يعني .. ولا بدينا من الحيييين نعز ولد سعووود .. وولد سعووود غير مثل ابووووووووه !!
ام سعود : كلكم بعيوني بس هذا ولد سعود الغالي لحد يكلمني فيه ولا يحاول يجاريه
فتون واهي موسعة عيونها : الحين تقولين هالكلام قدامي بعد وانا توني والدة !! والصبح تشيلين بنتي وتقولين خذت الغلا كله !! اجل راااااح كل الغلا من شفتي ولد سعووووود ..
ضحكت شهد عليهم وام سعود هزت راسها واهي تقول بضحكة : شفتي ياشهد الغيرة شلون مقطعة بعضها .. ! ترا هذا هم من وهم صغار يغارون من أحب أكثر ! خلصت منهم ابتلشت بعيالهم ..
شهد : هههههههههههههه الله يخليكم لبعض ..
ام سعود : آمين ..
عبير شافت امها واهي حاضنة الصغير وماشية للباب وقالت : يمه من جدك انتي بتاخذين البيبي خليه معاي بس ..
ام سعود بحنية واهي تطالع الصغير : اخاف عليه والله ..
عبير : الحمدلله يمه وش بنسوي فيه .. بعدين سعود متأثر مره عشانه اذا شافه بيتأثر أكثر ..
أم سعود : زين خليه معاك وشوفي اذا صار نص ساعه سويله رضعه بالله لاتخلونه يجوع ويصيح ..
عبير : ان شاء الله اتطمني ..

ناولتها الولد وطلعت من الغرفة .. أول ماسكرت الباب شافت أبو سعود مقبل من اول السيب .. شافها وأسرع خطواته واهو يقول : وين سعود !؟
ام سعود : تقول عبير قاعد عند باب العملية ينتظر وعد ..
ابو سعود بتأثر : الله يطلعها بالسلامة .. انا بروح اقعد معاه ..
أم سعود : وانا طالعة والله اقعد معاه
ابو سعود : يالله معاي ..

داخل الغرفة قعدت عبير جمب شهد .. وسألتها شالي صاب وعـد ! حكتها شهد الي صابها .. حكتها كل معانتها وأتعابها .. حكتها ليالي الدموع والألم الي مرت فيها وذاقتها ..
ودموع عبير وفتون ماوقفت .. واهم يدعون ويتمنون من خاطر تقوم وعد بالسلامة وترد النور لسعود وترد الحياة لولدها ..
شاركتهم دموع الصغيــــر الي بكاؤه قطع قلوبهم .. وحاولوا يسوون له كل شي ممكن يسكته ولا يبكي بهالطريقة الي توجع القلب .. ببعد أمه !

وأمنية وحده اتفقت عليها قلوبهم بنفس الوقت .. تقوم وعد وترجع لهم بعد ماحبوها واتعلقوا فيها من مجرد سماعهم عنها ..

أمام غرفة العمليات جلس سعود بين أمه وأبوه بعد ماعورتهم قلوبهم على ولدهم يوم أقبلوا عليه وشافوه لام راسه بين إيديه ودمعه تسكن طرف عينيه ..
أبو سعود اتمنى هاللحظة يبذل الدنيا ومافيها عشان يرد الفرح لعيون ولده ويمسح ليالي الحزن الي اتمردت بدربه وهدت كيانه ومزقت قلبه ..
أم سعود ضغطت على إيد ولدها واهي تقول : هونها يابعد عمري ولا تقلق .. هانت ياقلبي ان شاء الله وقت بسيط وتطلع
سعود بخنقة : مايهم الوقت المهم كيف بتطلع ! وعلى أي حال!؟
أبو سعود واهو يحاول مايطالع بعين ولده عن لاتنهار مشاعره : سعود يابوي اللي ربك يكتبه لازم نرضى فيه .. احنا ندعي لها تطلع بالسلامة ويمكن أنا أكثر منك أتمنى اشوفها طالعة سالمة غانمة رادة لك ولولدها .. لكن اذا الله اختار شي بنحمد الله ونقول اللهم لا اعتراض وربك مايضيع أحد !
سعود بصوت بالقوة يطلع : والنعم بالله ..

.
.
.
وبعد ساعتين يضرب فيها سوط الانتظار كل جزء من كيان سعود .. !!

انفتـــــح باب غرفة العمليــات !

فز سعود من مكانه وبصره اتعلق بالباب الي ينفتح تدريجيا وقلبه شوي وينخلع من مكانه ! قام معه ابوه وأمه وقلوبهم تتسابق بدقاتها العنيفة .. ! وعيونهم تبحث عن إجابة وخبر !
مشوا للباب وطلع منه الدكتور وطالع بسعود الي اتعلقت عيونه فيه ولام قبضته بتوتر وارتعش فكه وهو يسأل : طمّنا يادكتور !!
الدكتور : الحمدلله .. (( وبابتسامة متعبة رسمها غصب ليبث الطمأنينة بنفوسهم : كان عندها بقايا من المشيمة متعلقة بالرحم وهذا الي مسبب استمرارية بالنزيف .. نظفنا كل شي وعوضناها بالدم .. و راح تنتقل للعناية المركزة لمتابعة حالتها بعناية شديدة لنتأكد من عدم معاودة النزيف مره ثانية وان كل شي عدّا سليم ..
سعود اتهند تنهيدة طويـــــــــــلة بينت شكثر هالشخص الهم جاثي على صدره ويبي اي كلمة تبرد خاطره وتريحه .. طلعت زفرة راحــة من كل قلبه خلت الدكتور يبتسم واهو يطالعه بحنية ..
أبو سعود : اللهم لك الحمد حمدا كثيرا .. يعني مسيطرين على الوضع يادكتور ..
الدكتور : ان شاء الله .. ولاتخلونها من دعاكم ..
سعود : دكتور أقدر أشوفها .. !!؟
الدكتور : ............ تعال معاي !
مشى الدكتور وسعود معاه للغرفة المجانبة لغرفة العمليات والي يسمونها " غرفة الافاقة "
دخل وشاف سريرها يتوسط المكان .....!
ترك الدكتور وأسرع ناحيتها .... يبي يصدق رجوعها .. ! وقف جمبها واتأملها بكل حنية والكمامة على وجهها ونايمة تحت اثر التخدير مابعد مافاقت .. مسح على شعرها واهو يطالعها بنظرة شوووووق وحنية وفرح ! قرب منها وهمس عند اذنها بفرح : الحمدلله على السلامة حبيبتي .. وعدي .. انتي طلعتي من العملية طيبة .. وانا معاك .. جمبك على طووول وماخليك ولا لحظة !
مايدري ان كان سمعته ولا لاء .. بس شي بخاطره نابع من احساسه عبر عنه وان ماوصل لمسامعها بيوصل لاحساسها .. وايده ضاغطة على ايدها الضعيفة يحس انه يبثها شي من مشاعره ويحسسها بشي من الامان بحضوره والراحة بقربه ..

دفوا سريرها خارج المكان متوجهين فيه لقسم العناية المركزة .. وسعود ايده بايدها ماتركها .. طلع معاهم .. وأبو سعود وأمه كانوا عند الباب وانتبهوا لهم وقت الي طلعوا وجوا مسرعين يشوفون الملاك الساكن وسط السرير بكل تعب ..
كانوا يدفون السرير وسعود على يمينها وابو سعود على يسارها .. اتأملها أبو سعود بحنية ورفع عينه لسعود وقال واهو يطالعه : عساه آخر التعب والمعاناة ..
سعود ونظرته تعانق نظرة ابوه : ....... ان شاء الله !!

وكانت هالنظرات كفيلة بتوصيل أجمل الرسالات بين هالقلبين
قلب الأبو الي يعتذر عن كل ألم ومعاناة سببه لولده ولهالمخلوقه الضعيفة .. وعيشهم بصدمات ومعاناة مره وعنيفة !
وقلب سعود الي احتوى كل جراح ابوه .. وبلعها .. وهاللحظة احتوى عبارات الأسف .. وقبلها !
دخلوها قسم العناية .. وين ماستقرت بسريرها ساكنة بلا أي همس ولا حراك .. سعود قعد عندها وماطلع .. واهو الي حلف مايتركها ولا لحظة .. مثل مادخل المستشفى معها .. بيظل يرافقها كل لحظة ودقيقة .. ولا راح يطلع منه الا معها !
قعد جمبها ومسك إيدها بخفة .. وبإيده الثانية مسح على راسها وحنان الكون كله اتجمع بكيانه هالوقت .. اتفجرت كل ينابيع شوقه ولهفته وعشقه واهو يطالع ملاك روحه بين إيديه .. قرب من راسها وهمس : أحبك ياملاك روحي .. ( وظل يهمس لها بأروع كلمات الحب .. كلمات لو جبل من جليد .. كان ذااب !

::

صعد أبو سعود وأم سعود لغرفة فتون .. وبشروهم بخروج وعد بالسـلامة .. !
ضجت الغرفة كلها باصوات الفرح .. اتبسمت الوجوه وحتى الجدران ضحكت .. قعد أبو سعود وشال حفيده الصغير بين إيده .. طالعه واهو مبتسم ابتسامة الجد الحنون!
هذا ولد سعود الي انتظره زمن .. ! هذا ولد الغالي .. ولد البار .. هذا الي استحل بقلبه المكان الغير .. والمرتبة الغير ..

هذا الوليد .......................
عنوان قصة حب تاهت بعذاب السنين .. تلونت بألون العذاب والضيم والحنين .. تشكلت بفنون الدموع والشوق واللهفة بكل حين .. زينها عشق وغرام مامثله بدنيا العاشقين !


طلعت عبير وشهد من الغرفة نازلين يشوفون وعد ويطمنون عليها .. بنفس الوقت اندق الباب ..
أبو سعود : اتفضل ..!
انفتح الباب ودخل فيصل واهو مبتسم ابتسامة شخص سعادته ماتفوقها سعادة .. جت عينه بفتون وغمز لها ومشى واهو يقول : السلام عليكم ..
الكل : عليكم السلام
فيصل: ماشاء الله الحمدلله على سلامة مرة سعود ..
أبو سعود : الله يسلمك ويبقيك ..
فيصل واهو يطالع الصغير بإيدين ابو سعود وقال : لاعاد ماتفقنا على كذا ! توها بنتي فرحانة بجدانها يشيلونها يدللونها جا ولد سعود ينافسها الدلال الحين ..
أبو سعود : ههههههه كلهم عينين براس الله يحفظهم ..
أم سعود وإهي شايلة بنت فتون : فديتهم بعد قلبي هالصغار ..
ابو سعود : هاتيها الطعمة هذي خليها تتعرف على ولد خالها ..

ضحكوا وأم سعود ناولته البنوته وصار شايل كل واحد بذراع .. وام سعود جمبه قلبها خايف عليهم وبذراعينها تحاوطهم كل شوي خايفة يطيح أحد منهم ..
أبو سعود: شفيك انتي يعني ماعرف أشيلهم انا !؟
ام سعود بخوف : تشيل واحد مو اثنين والله خايفة يطيح واحد منهم ..
اتحركت البنوته فجأة ونطت ام سعود وذراعها سبقها يحمي البنت لاتطيح ..
ابو سعود : لا حوووول اقول اقعدي مب طايحة .. شوفيني شلون ماسكهم زين ..
ام سعود : ياقلبيييييه خلاص عطني الولد وامسك البنت انت ..
ابو سعود بعناد : لا بشيل الاثنين والعب فيهم بعد شعندك .. (( ورفعهم لصدره وام سعود قالت بروعة : بشوييييش .. ياخي حرام لاتفجعني عليهم ..

ضحك فيصل وفتون عليهم .. وفيصل ترك الجدان ملتهين ومتونسين باحفادهم وراح لفتون قعد جمبها على السرير وباس جبينها وقال : شلون حبيبتي اليوم !؟
فتون بابتسامة ناعمة : أحسن الحمدلله ..
فيصل : يالله شدي حيلك واطلعي خلي فرحتنا تكتمل ..
فتون : ان شاء الله والله انا مليت خلاص ..
مسك فيصل ايدها وقال بابتسامة تذوب : مصرة تخليني لحالي فتون !
فتون بدلع : أعرفك ماتقدر على فراقي بس شتبي فيني .. تعبانة وكله بكون مع بنتي ومو فاضية لاحد ..
فيصل : عادي شحلاتكم باقعد أتأملك انتي واياها ..
فتون : ليل نهار بتتأملني ! خلاص تعال بيت اهلي واتأملنا هناك مثل ماتبي ..
قرص فيصل خدها واهو يقول : اشوف صرت اهون من بعد ماجات البنوتة ..
فتون : وهـ ياناس فديتها بنتي حبيبتي وياويل حال الي يغارون من الحين ..
فيصل : والله ان تغيرتي علي واخذت بنتك كل اهتمامك وماعاد صرتي تهتمين فيني مثل قبل لامسك راسك انتي وياها واخبطهم ببعض ..
فتون اتخيلت المنظر وفطست : هههههههههههههههههههههههههه حرام عليك شهالأبوة الي فيك ههههههههه
ضحك فيصل والتفت لخالته وزوجها الي ابتسموا لضحكهم وقال وهو يأشر على البيبيين : بالله مين أحلى مو هالقمر الي طالعة على ابوها !
ام سعود : ههههههه والله انك صدقت صايرة نسخة منك
أبو سعود بيناكفهم : صدق بانها طالعة عليه مو انها قمر ..
فتون : والله بنتي تشبهك هالقمـــــــــر.. واسمها يدل عليها فديتها نسخة أمها
فيصل : توك تقولين تشبهني شلون صارت نسختك ..
أم سعود : عاد انت وفتون تتشابهون اصلا ..
فتون : يابختتتتتت الي يشبهني !
فيصل : ههههههه هذي الي بتهد الارض بغرورها .. (( وبغمزة : ماعلينا يام قمرة !
فتون استخفت : ياااااااااااااااي يجنن اسمي ياحظ بنتي فيني ..

ضحكوا عليها وعلى هبالها الي ماركد حتى واهي تعبانة هع ..
صاحت البنوتة بإيد أبو سعود وشالها واهو يقول : ليه ياماما ليه ليه .. نمدحك حنا شفيك !
فتون : ههههههه يابعدي يبه عطني اياها شكلها جاعت ..
قام ابو سعود وأعطاها بنتها .. وشالتها فتون بإيدينها الصغيرة وحضنتها بكل حنية مرتمسة بملامحها ونابعة من عيونها ..
غطت صدرها بالشرشف ورضعت بنتها الي دفنت وجهها بصدر امها بشوووق .. وفتون ابتسمت لها بحب وحنية .. طالعهم فيصل واهو شاق الضحكة ..
شافته فتون وقالت : شعندك تضحك ؟
هز فيصل راسه وقال : وين كنا .. ووين صرنا !
فتون : ههههههه بس فيصل .. انسى !
فيصل : ماقدر .. بس صدقيني تمتعني هالذكريات ..
فتون : تكبر قمور ونحكيها !
فيصل : لا تكفين تتعلم منك الشطانة بعدين .. ومو كل مره تلقين واحد يعشق الشطانة ويرضى فيها ..
فتون حمرت خدودها وقالت : بــــــس فيصل .. خلني ارضع بنتي بروقان ..
فيصل : ههههه أخليك .. بطلع اشوف الدكتور متى بيطلعك خلاص ماشوف تحتاجين تقعدين أكثر ..
فتون : ايوة خلاص بطلع كل الي يبونه سويته .. مشيت واكلت وشربت ورضعت بنتي وخلاص بعد شيبون فيني ..
فيصل : ههههه مايبون شي لا تخافين .. يالله بروح أشوفهم ..

طلع فيصل للدكتور .. وسأل عنه قالوله غير موجود هالوقت .. فمشى لقسم العناية يسلم على سعود على مايجي الدكتور ..
وصل لقى سعود واقف برا يكلم بالجوال ووجهه مكفهر .. قرب منه وما أمداه يوصل الا شاف سعود يسكر الجوال واهو يتنهد ..
رجع الجوال جيبه وانتبه لفيصل وابتسم ابتسامة باهتة !
فيصل واهو يراقب ملامحه : هلا والله سعود الحمدلله على سلامة ام وليد ..
سعود : الله يسلمك ويبقيك (( سلم عليه وماقدر فيصل يمنع نفسه من السؤال على ولد خالته الغالي : شفيك ياسعود !؟
سعود : ............... أبو وعد .. !
هز فيصل راسه الي عرف زي مالكل عرف بكل شي من طيحـة سعود بالمستشفى ! وقال : عمي راشد ..
سعود : ايه .. توني مكلمه ومخبره ..
فيصل : زين وليه متضايق !؟
سعود : جاي يشوفها .. ! من حكيته انهبل وأصر يجي هاللحظة يشوفها ..
فيصل : يالله عليه .. توه الي حس !
سعود : مايهمني حس او ماحس .. يهمني نتيجة لقاؤهم ..
فيصل : ان شاء الله خير.. ووعد نايمة الحين مراح تحس فيه ..
سعود : الدكتور قال تسمع وتحس .. بس ماتقدر ترد ..
فيصل : وتتوقع لو حست فيه بتتدهور للأسوأ !!
سعود : مادري يافيصل .. ودي بهاللقاء وماودي .. لكن أبو وليد باين ان مافي اي قوة بالارض بتمنعه يشوف بنته هاللحظة لو وش ماصار !
فيصل : يالله يالدنيا .. !!
سعود : ......... الله المستعان .. انت شلون بنتك !؟
فيصل بضحكة : ابد ماغير مطاق اهي والوليد
سعود ابتسم غصب وقال : من الحين أجل .. الله يخليهم ويحفظم ..
فيصل : آمين .. يالله اجل استأذنك بروح اشوف دكتور فتون ..
سعود : اذنك معك ..

مشى فيصل وسعود ماطال انتظاره يوم دق جواله !!
طلعه واهو عارف ان ابو وليد المتصل .. وانه وصل ..

مشى لبوابة المستشفى والتقى بأبو وليد الي جاي هايم على وجهه .. جاي مسرع الخطوات تائه النظرات ضايعة منه الكلمات ..
سلم عليه سعود وأبو وليد يقول بصوت متهدج : شلونها يابوي !؟
سعود : طيبة طيبة .. الحمدلله ..
بلع ابو وليد ريقه بصعوبة ومشي ومشاعر عجيبة تنفجر داخل كيانه تسارع نبضاته لدرجة يحس انه بيطيح من طوله ..
وصلوا لقسم العناية ..................................
ودخل أبو وليد !
نبضاته تسابق أنفاسه .. ارتاعشة كفه تسابق ارتعاد مفاصله .. مشى واهو يتمنى يوصل لها قبل مايهوي على وجهه .. احساس يحرق كيانه .. نيران الشووووق الي ماحس بحراتها كثر هاللحظة .. ينابيع الحنان اتفجرت بخفوقة .. ارتجفت أوصاله ..

هذي النايمة بكل هدوء .. وضعف واستسلام تام للابر والمغذي والتعب .. ! هذي .. بنتي .. بنتي وعد !
قرب منها والدموع تجمعت لاشعوريا بعيونه .. وطالعها .......... وهاله المنظر الي شافه بهالملاك الساكن بكل صمت أمامه !!
هز راسه بحسرة وندم .. وهو يشوف الذبول والتعب كاسيها !!

طالعها وحرقته تكوي كل ذرة بكيانه .. اتأملها بحنان أبوي ونار تخمد وتشتعل من بعدها نار جديدة .. هالملاك البرئ الضعيف .. بنتي !؟ كل التعب والضعف والموت ببنتي .. بسببي !؟

انا .. ابوك .. اللي وصلتك لهالحالة !!؟
آآآآه ياحرقة الألم بلحظة ماينفع بها الندم !

مد ايده واهي ترتجف ومسك ايدها .. قرب وجه وفكه يرتعش يبي ينطق .. يبي يقول .. ضاع كل الكلام والقول ..
بلع ريقه بمرارة .. وهمس عند راسها بصوت ملاه الدموع : سلامتك ياقلبي .. سلامتك يابنيـ ـتي .. حبيبتي .. !
طالع وجهها وماشاف غير الذبول ..حس انها مو دارية بأحد .. ولاهي حاسة بأحد .. لكنه ماتراجع .. ضغط على ايدها ورجع يقول : يمه وعد .. أنا أبـ ـ ـوك .. يمه وعد سامحيني ياقلبي .. انا ابوك ابي اطمن عليك .. وانتي بخير وبتقومين سالمة ان شاء الله ..
رجع يطالع بوجهها .. شاف عيونها تحاول تنفتح بس يكسرها التعب وترجع تغمض .. اتمنى لو تفتح عيونها وتشوفه .. وتشوف الندم والألم بعيونه .. تشوف الشوق واللهفه بمحياه وخاطره .. وتريح قلبه بكلمة رضى وسماح منها ..
مسح على شعرها بحنية .. وقرب منها وارتجافته تزيد أكثر وانحنى وباس جبينها .. !
رجع اتأمل وجهها ولاعاد قوى يتحمل نيرانه الي تسعر بصدره بكل مره يطالع هالوجه الضعيف .. هالكيان الرقيق الي شاف أنواع المرارة والألم .. والوحدة واليتم .. والقسوة والظلم .. والضياع والسقم .. !!

قرب وقال : بتقومين سالمة ان شاء الله .. وتردين لزوجك .. وولدك .. (( جا يبي ينطق " وابوك " بس عجز اللسان ينطقها .. حس بالخذلان بذاته .. حس بالعجز حس بالضعف .. خانته جرأته ينطق لها هالكلمة هاللحظة بعد كل سنوات الضياع الي عاشتها !!

عض على شفته بألم وقهر .. واهو يكابد بداخلة لوعة القدر .. طال النظر .. !! ضاع الحكي ضاع الشعور ومابقى غير النظر .. ماعاد يبي شي من الدنيا .. ولا شي من هالبشر .. يبي هالبنت الضعيفة تصحى .. وتنجو من أي خطر !

بلع ريقه ورجع باس جبينها مره ثانية وقال : الله يحفظك .. ويحميك .. ويقويك ويردك لاحبابك!

دار عنها ومشى ودمعة افلتت من محجر عينه مسحها بطرف شماغه واهو يمشي مبتعد عنها وقلبه معها .. طلع واهو يهمس بالدعاء لها .. ومن التقت عينه بسعود انوجع قلبه أكثر ومشى عنده وسعود راقب عيونه وشاف فيها تأثر عميق .. !
مسك أبو وليد إيد سعود وضغط عليها وقال : عشمي فيك طيب يالغالي .. ! الي دفعك تجيبها وتحافظ عليها وتنتشلها من حطامها .. يخليك تسكنها بعيونك طول عمرك وانا هذا عشمي فيك ..
سعود : لاتوصي حريص عمي.. و وعد دارت الدنيا او لفت .. مردها لابوها دام راسه يشم الهوا << قال عالحكي يبي يزيد جرعات الحنان بخاطر ابو وليد ناحية بنته .. ويخليه يفكر فيها أكثر ويحرص انه يجتمع معها .. مع بنته .. ويحسسها بشي من ملايين الاشياء الي ضاعت منها بعمرها كله .. !
أبو وليد هز راسه بنظرة ضايعة .. وسلم على سعود .. ومشى ! لحقه سعود بنظراته .. واهو مو داري شالي يخبئه القدر بحياة وعد مع هالشخص المبتعد !

طالع الساعه .. من صباح ربي لهاللحظة مرت ساعات وساعات من أخطر وأفضع الساعات الي عاشها بحياته حس خلالها بتمزق كيانه وبعثرت روحه .. يحس بدوار يداهمه واهو الي لانام ولا أكل ولا ارتاح طول هالوقت !

مسك الجدار وغمض عينه وظل دقيقة كاملة على هالوضعية يبي يهدي من هالدوار المفاجئ الي داهمه والي مبين اسبابه عدم الراحة والقلق ..
فتح عينه وبلل شفايفه بلسانه .. يحس بالجفاف بحلقه .. ! فكر يطلع غرفة فتون يرتاح شوي .. يشرب شي .. وعلى هالخاطر مشى خطواته متجه للمصعد ..

مشى واهو يتخيل حبيبته تصحى .. وترجع لدنيته .. ولأحضانه .. ! يذوقها طعم الفرح الي حرمها منه .. وذوقها بداله مر وعلقم أيام وليالي .. !
عوره قلبه عند هالذكرى .. وانفتح باب المصعد .. لكن وقف فجأة !! وبدل مايدخله .. داااار ورجع أعقابه بخطوات أسرع من الي كان يمشيها ..
مشى راجع لوعد .. وبس وعد .. ماعاد يقدر يبعد عنها ولا لحظة .. يحس انه بيفقدها وتفقده !
اتناسى اتعابه ودخل عندها .. واستقر جمبها وعند راسها .. مسك إيدها بخفة وضغط عليها وبإيده الثانية مسح راسها بنعومة .. وظل يتأملها ......... ومشاعره الي حسها بهاللحظة نسته كل أتعابه .................... !

::

صباح الغد
طلعت عبير من الاصنصير إهي وشهد متوجهين لغرفة فتون بعد مامروا شافوا وعد ..
باتت شهد بمنزل أبو سعود وعبير رافقتها عشان تمنع الحرج عنها ..

فتحت عبير باب غرفة فتون ودخلت اهي وشهد وفتون قالت على طول : وينكم ساعة !!؟
عبير : بسم الله الرحمن الرحيم شتبين !
فتون : ووووووين طولتوا كل هذا تشوفون وعد !
ضحكت شهد عليها وعبير قالت : رحنا شفناها بعدين مرينا الكفتريا فطرنا شعندك ؟
فتون : عندي اني بطلع اليوووم وأبي أبشركم ..
عبير : جد
!! خلاص كتبولك خروج !
فتون : اييييييه ياعبير مو مصدقة اني باطلع شايلة معاي بنوووتة .. بنتي انا وهـ ماتحمل انا هوستني هالقمور ..
ضحكت عبير عليها واهي تحاول تخبي مشاعرها الثايرة داخل صدرها .. أمنية حياتها تشيل بيبي بين إيديها يكون قطعة منها .. منها ولها .. فيها ينابيع حنان متدفقة ولاتدري مين تسقيها .. ماعندها غير الصغار الي حولينها تفرغ عواطفها فيهم .. وتدفن شعور الأمومة بأعمق أعماقها ..

شالت البنوتة وحضنتها واهي تقول : خلاص أجل أنا بدق على تركي يجيني ..
فتون : خلي يوديك بيتنا ..
تركي : لاحبيبتي بروح بيتي مشتاقة لزوجي صار لي خمس ايام مقابلة وجهك مليت ..
فتون : مالت عليك اذا مو عشاني عشان القمر الي بين إيديك ..
باست عبير البنوتة وقالت : والله لو مو عشانها كان ماقعدت .. وااااا ياسحري شوفي كيف تطالعني تهبـــــل !
فتون : هههههههه شفتي شلون تعرف تسحرك وتجيبك هايمة على وجهك ..
عبير : هههههههه فديتها الله يحميها يارب ..
قربت شهد واهي تبتسم للبنوتة .. وتمسح على خدها بنعومة .. وقالت : قمر ماشاء الله على اسمها ..
فتون : تسلمين ياقلبي هذا من ذووووقك ..

ابتسمت شهد واهي حبت هالعيلة من كل خاطرها .. يوم واحد قضته معهم شافت فيهم معاني الطيبة والألفة .. استكانت روحها وارتاح خاطرها لوين مراح تستقر وتسكن توأم روحها وعد .. وحست انها مراح تضيع دام هالقلوب الطيبة حولها ..

دقت عبير على تركي وماطال الوقت يوم جا وأخذها للبيت ..
دخلوا صالة البيت وتركي يقول : يوووو ليتنا مرينا جبنا أكل معانا ..
عبير : ليه ياقلبي مافطرت !
تركي بحزن : لا .. محد يفطرني ولا يغديني ولايهتم فيني ..
عبير واهي تفصخ عبايتها : هههههه ياعمري عليك قولي .. وش مشتهي واسوي لك ..
تركي : ارتاحي ياقلبي وبعدين يمكن نطلع نتغدا..

نزل وائل الدرج واهو شاق الضحكة .. هالضحكة الي مافارقته من فارقت نوال البيت بلا رجعة .. نزل واهو يقول : هلا والله سمعتكم تتكلمون عن الأكل وأحب اقولكم للمعلومية بس تراني ميت من الجوع ..
ضحكت عبير .. وتركي قال : هذا وانت طالب بيتزا كاملة لك !
وائل : الله المستعاااااااااااان هالكلام من الساعه 10
تركي : والحين الساعه كم !
وائل : 12 ونص !!!!! شفت قد ايش قاعد بدون أكل !
تركي : ماشاء الله عليك زين مامت من الجوع ..
عبير : ههههههههه ياحلوك ياوائل خلاص نطلع نتغدا سوا اليوم .. وين نهى !؟
وائل : نايمة حضرتها كل الليل سهر ..
تركي واهو يقعد : اشوف ماخذين راحتكم بزيادة هالايام ..
وائل : خلنا حبيبي تونا نشوووووووف النور لنا زمن عايشين بظلام اعوذ بالله ..

ابتسمت عبير ومشت للمطبخ .. ماعاد تبي تذكر شي من هالسوالف الي هدت كيان عيلتهم .. ماتبي تذكر نظرة العذاب بعيون أخوها .. ولا الدمار بعيون ابوها .. ولا اللهيب بعيون عمها .. ولا الحزن العميق بعيون جدها !

كانت أيام أسطورية .. أحرقت قلوب كل واحد فيهم .. مابين صدمتهم العنيفة بمرة عمهم !! ومابين خوفهم على أخوهم وطيحته بالمستشفى الي هدت قلوبهم كثر ماكانوا يخشون بأي لحظة يفقدونه ولاعاد يرجع لهم !! ولا حال بنت عمهم .. ووضعها النفسي السيئ الي تعيشه ببيت جدها .. منطوية .. منعزلة .. صامتة .. دامعة .. على هالحال .. ليل نهار !

تطوّرت الأمور ..وقام أخوها بالسلامة وياكبــــر فرحتهم بقومته .. وياكبر فرحته أهو وقت استعد يطير لحبيبته ويرجعها لدنيته .. ولحضنه ويسكنها قربه .. !
صدمهم خبر مصابها .. وأسعدهم خبر ولادتها ..
هنا انحنت ذاكرتها غصب عنها لمنحنى ثاني .. وصورة الوليد الصغير يرتسم ببالها ويامحلاه من صورة .. وصورة القمر بنت فتون ترتسم ببالها ويامسحرها من رسمة ..
بلا شعور منها اتعلقت دمعة بطرف عينها .. وشعور ثار بداخلها حاولت توؤده لكن اتمرد .. وكبر بالخاطر المشتاق .. !

دخل تركي وشاف عبير سرحانة واهي ماسكة جك العصير والكاس .. التفت للصالة شاف وائل يطالع التلفزيون .. مشى بهدوء ناحيتها وحضنها من الخلف وهمس :لوين وصلتي !؟
انتبهت عبير لنفسها وقالت : آه .. سرحت شوي ..
تركي : بايش .. !؟
بلعت عبير ريقها واهي الي دايم تحاول تخبي عنه مشاعرها الي تشتعل بخاطرها غصب عنها .. تسارعت نبضاتها واهي تقول : مافي شي حبيبي .. بس افكر بوعد .. وسعود وحالهم ..
رفع تركي ايده وحطها على قلبها لأنه حس بدقاتها .. وحس فيها واهي تتسارع وحس حتى بشعورها والخواطر الي تتفجر بخفوقها .. باس رقبتها من ورى .. وعبير اتنهدت واهي تغمض عينها .. ولفت وجهها عليه وابتسمت وقالت : حبيبي .. لايجي وائل ..
تركي بنظرة حب : أحبك عبير .. أحبك موووت .. مايكفيك !؟
عرفت عبير انه حس بمشاعرها .. هذا الشي الي ماتبيه .. والي تخاف يضيق صدره ويكدر عليه .. حبت تلاطف خاطره وقالت : لا مايكفيني .. (( وبغمزة : أبيك تحبني أكثر وتعشقني أكثر وأكثر !
ابتسم تركي ابتسامة تذوب الصخر .. وقرب منها وباسها بوسة طوييييلة ..
عبير بضحكة : حبيبي ترا مكاننا غلط ..
تركي : شسوي حياتي ماقاومك .. !

سمعوا صوت من الصالة .. وبسرعه فلتت عبير من بين إيديه وابتعدت الا دخل وائل وشاف العصير وقال : ياسلااااام شكله باااااارد .. هاتي بالله الكاس ..
وأخذ كاسها وصب له عصير وتركي يطالعه بحقد ..
انتبهت عبير لنظرته وضحكت ..
وائل : ههههههههههههههههههههههههههههه شفيك تضحكين
عبير : هههههههههههه انت الحين ليش تضحك !
وائل : هههههههههههه أشاركك معنويا ..
عبير : ههههههه والله انك مهوّي ..

طلع تركي من المطبخ واهو عاض شفته بطريقة ضحكت عبير وهوستها عليه .. مشت وخبطت راس وائل من الخلف ولحقت تركي للجناح
وائل بصوت عالي : تراني فاهم هالحركات وعارفها .. المهم بس لاتتأخرون عن المطعم !!

وسع تركي عيونه بصدمة !! وعبير فطست من الضحك على تعليق وائل !
دخلوا الجناح وتركي ابتسم واهو يقول : والله مو بس باتأخر عن المطعم شكلي بانساه مره وحده !
ضحكت عبير بحيا ومشت لحبيبها واهي بعد مشتاقة له موووت .. الايام الماضية سرقت كل وقتها ووجودها وفكرها ..
نست كل شي هاللحظة وماعاد تشوف غير ملاك الروح قبالها ..

معاه بس .. تندف كل الهموم .. وينتثـر الفرح !

أوقات ياخذنا الحكي .. وننسى بالحكي أوقات ..
واوقات .. يا ليت الكلام سكات ..
يجرحنا الحكي ..
اسهر .. مع حبيبي .. يا قمر الكلام ..
لين يغفى حبيبي .. وجروحي تنام ..
ابعد عن حروفي .. وعن المي وخوفي ..
وابحر في سفينه .. عن بحر الظلام ..
انا وين القى كلام .. ما مر فــ كلام !؟
بغني لعيونك .. في حزني وفرحي
وبكتب عيونك .. قصيده لجرحي
واخلي ابتسامك .. دموعك كلامك !
قمر هالسوالف في ليل السكوت ..
ولو ألف نجمه في عيني تموت ..
في حزني أحبك ..
ويأسي أحبك !


 توقيع : غزلان



ٳل̨هي جملني بحلتين قلب رحيم وعقل حكيم ...






رد مع اقتباس