الموضوع: أصول الدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2015   #5


الصورة الرمزية صمت القمر

 عضويتي » 27906
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » 03-12-2025 (04:52 PM)
آبدآعاتي » 69,981
الاعجابات المتلقاة » 350
الاعجابات المُرسلة » 965
 حاليآ في » ارض الله
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Morocco
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الصحي
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجه
 التقييم » صمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond reputeصمت القمر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطلع للبر

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

 مُتنفسي هنا

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



دليل قطعي من كتاب الله يؤكد على مطالبتنا بالاستقامة التامة :
قد يقول لك قائل: أنا لست نبيّاً، فما الجواب، هذه دعوى معظم الناس، أخي أنا لست نبيّاً، ومن قال لك: إنك نبي؟ لا، لست نبيّاً، ولست صدّيقاً، و لست مؤمناً كبيراً، لكنك مسلم، فهل عندك دليل قطعي من كتاب الله على أنك مطالب تماماً أن تستقيم استقامة تامة؟ قال تعالى:
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾
[ سورة هود: 112]
لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
((شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ))
[الترمذي عن ابن عباس]
وما شيّبه في هذه السورة إلا هذه الآية: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾
[ سورة هود: 112]
وعندنا حديث يؤكد هذه الحقيقة، قال عليه الصلاة والسلام:
((إِنَّ اللَّهَ أمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ))
[الدارمي عن أبي هريرة]
لو فرضنا أنّ ملِكاً قاد سيارة فهذا له قواعد للقيادة، يجب أن يطبقها ملِكٌ وأصغرُ إنسان يقود سيارة، فهذه مبادئ السلامة. أمّا العمل الصالح فبحسب الإمكانيات، وبحسب الصدق، وبحسب الجود، وبحسب الشوق إلى الله هذا نسبي.
أكثر الناس يعتقدون بنسبية الاستقامة، يقال: أطع الله على قدر ما تستطيع، وكلمة عليك الطاعة قدر ما تستطيع، وحسب الميسور، هذا كلام هُراء، ويزيد القائلُ: واللهُ ما كلّفك فوق طاقتك، مرحلة مرحلة، الإنسان ما دام راغباً يبقى لديه ثغرات كبيرة في حياته، لكن هذه الثغرات كلها حُجُبٌ تحول بينه وبين الله جلّ وعلا، ولن يصل إلى الله سبحانه.

3 ـ البند الثالث في كليات الدين الذكر والاتصال بالله :
هل عندكم كُلِّية ثالثة للدين؟ الكلية الأولى: المعرفة بأبوابها الثلاثة: بالتأمل في الكون، بالنظر في الحوادث، بالمدارسة، بطابع التلقي، أو الاستماع، أو الإلقاء، أو القراءة.
عندنا كلِّية ثالثة؛ الاتصال بالله، وهي كلية ذات جزئيات، الصلاة اتصال، والصوم اتصال، والاستغفار اتصال، والتسبيح اتصال، والدعاء اتصال، يجب أن تكشف القاسم المشترك بينهما، تصلي من أجل أن تتصل، وتصوم من أجل أن تتصل، وتحج البيت من أجل أن تتصل، وتدعو الله من أجل أن تتصل، وتسبحه، وتكبره، وتوحده، وتمجده، وتنزهه من أجل أن تتصل.
فإذا نما العلم، وكان العمل جادّاً، وأصبح مثمِراً، والذكر ضعف، فماذا يحصل للإنسان؟ دققوا في السؤال، علم جيد، وأعمال طيبة جيدة، فلِمَ الاتصال بالله ضعيف؟ الجواب: الصلاة شكلية، الذكر قليل جداً، والدعاء صفر.
القلب إذا تصحّر قد يخلو من مشاعر الإيمان، وإذا خلا القلب من مشاعر الإيمان دخله السأم، والملل، والضجر، لأنّ القلب محرك، فإذا توقّف المحرك، وكان المقود ممتازاً، لم تستفِدْ شيئاً، محرك عاطل ومقود ممتاز. سيدنا سليمان قال كما جاء في القرآن الكريم:
﴿ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ﴾
[سورة ص:32]
فسيدنا سليمان آثر العمل الصالح على اتصاله بالله، فعاتبه الله سبحانه، وسيدنا داود بالعكس آثر اتصالُه بالله على خدمةِ الخلق فعاتبه الله عز وجل. إذاً ما المطلوب؟ أن توازن بينهما، أن تسعى إلى إقامة توازن حركي كما يقولون، كلما خطوت خطوة نحو العمل الصالح يجب أن تلازمها خطوة نحو ذكر الله، ذكر وعمل، قال تعالى: ﴿ اًلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَك* الَّذِي اًنْقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ* فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ*وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾
[سورة الشرح: 1-8]
ما علاقة هذه السورة بهذه الفكرة؟ أين موضع الشاهد؟ فإذا فرغت من عمل صالح فعليك أن تنصب لذكر الله، يجب أن تتحرك على خطّين متوازيين؛ خط العلم والعمل، وخط الذّكر.


كلما ضعف الاتصال بالله عز وجل تسرب القلق والخوف إلى الإنسان :
مرة ثانية، الذّكر كلّية، من فروعه الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة، الاستغفار، الدعاء، التسبيح، التحميد، التمجيد، التهليل، التكبير، كلّه ذكر، قال تعالى:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
[سورة الرعد: 28]
فأنت عقلٌ وقلبٌ، عقلك امتلأ علماً، لكنّ القلب مملوء بالشهوات، المؤمن يشحن قلبه بذكر الله، عبدي طهّرت منظر الخلق سنين أفلا طهّرت منظري ساعة.
إذاً، يا أيها الأخوة الأكارم، لا بدّ لكل واحد منّا من غار حراء. قال لي شخصٌ مداعباً ومعاتباً: ذهبتَ حاجّاً وتركتنا أسبوعين!! فقلت له: أنا أريد أن أُشحَن، كما أريد أنْ أعطي أريد أنْ أتلقى كذلك، فالإنسان يتلقى ثم يعطي، لا بد مِن شحن البطارية لديّ، لأتمكن مِن شحنِ الآخرين، فالحج عبادة فيها تفرغ تام لله عز وجل، كل الحج دعاء، وابتهال، وطواف، وسعي، وما إلى ذلك.
إذاً الكلية الثالثة وهي الذكر، الصلاة، الاتصال، وأعتقد أنّ الذكر أشمل، أولاً قال تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
[سورة الرعد:28]
أعني ما أقوله: القلق، الخوف، الاضطراب، السأم، الضجر كل هذه المشاعر المحزنة تزول بالذكر، ولو كان عندنا جهاز يقيس معنويات الإنسان العالية كلما ازددت صلةً بالله عز وجل شعرت بمعنويات عالية جداً، وكلما ضعف الاتصال بالله عز وجل تسرب القلق والخوف، لذلك لو أتيح لك أن تطَّلع على قلب إنسان بعيدٍ عن الله عز وجل لوجدتَ قلبه ممتلئ خوفاً وذعراً، والدليل قوله تعالى: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً ﴾
[سورة آل عمران:151]
أما المؤمن فمطمئن بالله عز وجل. فنحن الآن أمام طلب علم، وعمل صالح بشقيه السلبي والإيجابي، وذكْرٍ بكل ما تعني هذه الكلمة من صلوات، وصيام، وزكاة، وحج، ودعاء، وما إلى ذلك.


 توقيع : صمت القمر




رد مع اقتباس